«المرسة» .. سيدة السفرة الجازانية والتعتيمة والدبيازة تزينان السفرة الحجازية في عيد الفطر
on- 2023-04-26 12:54:49
- 0
- 465
تزخر منطقة جازان بكثير من العادات والتقاليد الشعبية القديمة في عديد من المناسبات الاجتماعية والدينية، التي تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل، حيث اشتهرت المنطقة وبعض المحافظات الجنوبية في الأعياد بعدد من الأطباق التي تقدم يوم العيد، تحرص معظم الأسر على تناولها.
وتعد "المرسة " من أشهر أكلات منطقة جازان، في عيد الفطر المبارك، التي لا تغيب عن وجبة الإفطار الجماعي بعد صلاة العيد مباشرة ويقدم معها السمك المالح. وتتكون المرسة من الدقيق والموز والعسل والسمن مهروسة مع بعضها بعضا، وأحيانا يهرس الدقيق مع الموز ويضاف عليه العسل والسمن البلدي، ويتم تناولها أولا ويليها تناول الأكل المالح، ولا يزال السلوك الغذائي في تناول المرسة حتى الوقت الحاضر.
ويحرص أهالي المنطقة على تناول السمك مع وجبة المرسة خاصة السمك المالح، الذي يعد بطريقة خاصة، حيث يوضع السمك على أنواع من الخسف، وتضاف عليه كميات كبيرة من الملح، ويتم تغطيته بأنواع من الخسف حتى يجف تماما، ما يجعله مهيأ للبقاء فترات طويلة، حيث يضفي ذلك نوعا من النكهة على السمك في تقليد توارثته الأجيال في المنطقة منذ عشرات السنين.
وتعتيمة، ودبيازة، وشريك .. أكلات لا تزال تسيطر على المائدة الحجازية في العيد، وتحافظ على مكانتها وسط عديد من الأصناف الجديدة والمستحدثة.
فمع دخول العشر الأواخر من رمضان تبدأ الأسر الحجازية بصنع الأطباق الخاصة بالعيد، احتفالا بعودة الفطور بعد قضاء شهر الصيام.
وتتنافس البيوت الحجازية في إعداد هذه الأطباق، لتوزيعها على الأقارب والأصدقاء والمعارف لتتزين بها السفر صباح العيد.
و يعد الأمر تقليدا متوارثا للأسر، حيث يقوم عديد منها بصناعة الأكلات الحجازية مثل التعتيمة والدبيازة، وتوزيعها كهدايا لتقدم صباح العيد، إضافة إلى المقلقل، والمنزلة، والشريك، وتختلف الأطباق التي تقدم في عيد الفطر عنها في عيد الحج، إذ لكل عيد أكلاته الخاصة. بدوره، وتعد التعتيمة إحدى العادات القديمة التي انتشرت بمنطقة الحجاز وتحديدا في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجده والطائف وأصبحت تقليدا سنويا متبعا لاستقبال فطور عيد الفطر بعد رمضان مباشرة.
قديما كانت تحرص السيدات على صنع وتجهيز التعتيمة التي هي عبارة عن فطور من النواشف مثل الشريك والكعك والأجبان بأنواعها والزيتون بأشكاله ومشتقات الحليب والبيض و يضاف إليها الدبيازة التي هي عبارة عن حلى من المكسرات والفواكة المجففة مع قمر الدين والمشمش والتمر المجفف والتين.
ورغم أن الدبيازة وجبة مشبعة ودسمة إلا أن هناك كثيرا من الأسر الحجازية تحرص على تواجد (الزلابية) و(اللقيمات) على موائد الإفطار يوم العيد وعادة تشترى من السوق ولا سيما (الزلابية) لصعوبة عملها في البيوت مع شيء من الشيرة لخلطها معها.
وجرت العادة أن في الثلاثة الأيام الأولى من عيد الفطر تكون موائد الغداء والعشاء من السوق، حيث ترتاح ربات المنازل من الطبخ ولكي تشارك العائلة في جمعته.