مركز الأمير سعود الفيصل لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف من أوائل المراكز العالمية لإكثار الكائنات الفطرية المهدَّدَة بالانقراض
on- 2023-02-08 12:35:05
- 0
- 534
إكثار الأحياء الفطرية السعودية وإعادة توطينها.. جهود نبيلة ومهمة يقوم بها مركز الأمير سعود الفيصل لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف؛ للحفاظ على استقرار النظام البيئي وتوازنه، وهو أحد المراكز البحثية التابعة للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية.
ويهدف المركز بشكل رئيس إلى إكثار الكائنات الفطرية المحلية المهددة بالانقراض وإعادة توطينها في بيئاتها الطبيعية ومتابعتها بعد إطلاقها، والمشاركة مع بقية الإدارات الأخرى في الإدارة العامة للمحافظة على البيئة البرية، والقيام بالأبحاث الحقلية التطبيقية؛ لرفع جودة العمل ومتابعة تكاثرها في بيئاتها الطبيعية، بالإضافة إلى دراسة النظم البيئية في البيئات المختلفة، وتحفيز الدعم من قبل جميع شرائح المجتمع؛ للمحافظة على المكتسبات الوطنية في مجالات الحياة الفطرية من خلال التوعية البيئية.
وتأسس المركز عام 1986م، ويعدُّ من أوائل المراكز الإقليمية والعالمية للإكثار تحت الأسر، ويبعد عن محافظة الطائف 36 كيلومتراَ، وتقدر مساحته بنحو 27 كيلومتراً مربعاً، ومسيج كمحمية طبيعية شبه صحراوية تسودها أشجار الطلح والأعشاب البرية، كما خُصِّصَ 70 هكتاراً في بداية إنشاء المركز داخل حدوده كمحمية نباتية لإجراء دراسات مقارنة الغطاء النباتي الطبيعي داخل المحمية والغطاء النباتي المعرَّض للرعي الجائر خارج المحمية؛ بهدف المتابعة لاستعادة الأزدهار الطبيعي للغطاء النباتي.
ويضمُّ المركز ثمانية برامج للإكثار؛ هي: الحبارى، المها العربي، النعام أحمر الرقبة، النمر العربي، ظبي الإدمي، الوعل الجبلي، الوشق، الأرنب البري، حيث ركز المركز على إكثار المها العربي وطيور الحبارى بشكل رئيسي في بداية التشغيل، إضافةً إلى إكثار النعام أحمر الرقبة والنمر العربي، وجرى إعادة توطين مجموعات من المها العربي في محميتي الإمام سعود بن عبدالعزيز (محازة الصيد سابقاً) وعروق بني معارض، وكذلك طائر الحبارى في محميتي محازة الصيد وسجى وأم الرمث والنعام في محمية محازة الصيد.
وبدأ العمل في برنامج إكثار المها بنقل 57 رأساً من المها العربي من مزرعة الملك خالد بالثمامة إلى مركز الأمير سعود الفيصل للأبحاث في الطائف، لإعادة توطينها وإنتاجها في بيئات خالية من الأمراض بين عامي 1990 - 1994م، كما تم إطلاق 67 رأساً من المها على فترات متتالية في محمية الأمام سعود بن عبدالعزيز الملكية (محازة الصيد سابقاً) التي تقدر مساحتها بـ 2553 كيلو متراً مربعاً في شمال شرق محافظ الطائف.
وازدادت أعداد المجموعات البرية على مدى سنوات إلى أكثر من 500 رأس، وعندما رأى المركز نجاح التكاثر الذاتي في محمية الإمام سعود بن عبدالعزيز، بدأ المركز في إعادة توطين المها العربي في محمية عروق بني معارض، التي تقدر مساحتها بنحو 12700 كيلومتراً مربعاً، وتقع في الطرف الغربي لصحراء الربع الخالي ، حيث تم إطلاق 121 رأساً على فترات متتابعة بين عامي 1995 - 1999م، وخلال أربعة أعوام شكَّل القطيع أكثر من 190 رأساً من المها في أرجاء المحمية، ولا تزال برامج التعزيز مستمرة في هذه المحمية، التي تعدُّ من أوائل المواقع الناجحة لاستعادة المها العربي حراً في بيئاته الطبيعية.
كما قام المركز بتأسيس برنامج الإكثار لطائر الحبارى؛ للحفاظ على هذا الطائر الصحراوي من الانقراض في المملكة، ويُعزَى تناقص أعداد طائر الحبارى في المملكة للصيد الجائر وتدهور بيئاته الطبيعية؛ نتيجة للرعي الجائر والتطور الزراعي، وضغوط الصيد الجائر، فيما نجح المركز في تفقيس أول بيضة للحبارى في عام 1989م؛ نتيجةً لتحسين طرق التلقيح الصناعي والتحضين، وتمكين المركز من إنتاج أعداد كافية، حيث تم أول إطلاق لها في الطبيعة في عام 1991م في محمية الإمام سعود بن عبدالعزيز الملكية (محازة الصيد سابقاً).
وبين عامي 1991 - 1998 م بلغت أعداد الطيور المطلقة في المحمية 330 طائراً، فيما بدأت الطيور بالتكاثر طبيعياً في المحمية بعام 1995م، وسجلت أول أعشاش للحبارى في وسط المملكة بعد انقطاع دام أكثر من أربعين عاماً، كما تمكَّن المركز من رفع الإنتاج وفق الانتخاب الوراثي إلى أكثر من 800 طائر في عام 2022م.
وحقَّق المركز نجاحات في هذا المجال، معتمداً منذ عام 2019م على خبرات وطنية سعودية لإدارة برامج الإكثار تحت الأسر، كما يسعى المركز إلى المحافظة على الحياة الفطرية والموارد الطبيعية والتنوع الأحيائي وحماتها؛ لتحقيق استدامة بيئية وتطويرها وتعظيم الفوائد الاجتماعية والاقتصادية لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.