المجاردة بمنطقة عسير .. عنوان السياحة الدائم على مدار العام

on
  • 2023-01-28 11:41:41
  • 0
  • 727

أخذت محافظة المجاردة شهرتها كأحد مواقع الاستقطاب الشتوي في منطقة عسير ، تبعد عن مدينة أبها بمسافة مائة وثمانين كيلا وقد حباها الله روعة في جمال الطبيعة والهواء العليل والجو المعتدل حيث يرتادها الكثير من الزوار بحثا عن الدفء إضافة إلى مكانتها التاريخية كونها تقع على طريق التجارة القديمة ، ويتبع للمحافظة ستة مراكز هي: مركز بارق وثلوث المنظر ومركز عبس وثربان وأحد ثربان وجمعة ربيعة. وتضم المجاردة قبائل بنى شهر وبنى عمر و بارق و ربيعة ، وتتنوع تضاريس المحافظة فتجد الجبال الشاهقة والمتوسطة مثل جبل بركوك وجبل تهوى وجبلي أثرب وثربان وجبل القوس وجبل ريمان وكذلك الأودية المنحدرة مثل وادي عبس وختبة ووادي الضمو و الغيل وخاط وشرى و العرضي ووادي نعص إلى جانب الأراضي المنبسطة في جهات أخرى من المحافظة. ويتصف مناخ المجاردة بالحار صيفا والمعتدل الدافئ شتاء وتهطل الأمطار على مدار الفصول الأربعة نسبيا ويعتدل المناخ في المرتفعات صيفا بينما يميل إلى الدفء في المنخفضات.

موقع المجاردة كان هاماً جداً في الماضي كونها تربط السراة بتهامة ولوقوعها على طريق التجارة حينذاك بين الشام واليمن كما انها حالياً تتمتع بأهمية اكثر فهي تربط الغربية بمن فيها وما فيها بابها المصيف البكر والنماص كذلك وبقية المحافظات.150ألف نسمةيبلغ عدد قرى المحافظة والمراكز المرتبطة بها نحو 762قرية يقطنها اكثر من مائة وخمسين الف نسمة. ومناخها حار صيفاً دافئ شتاء وتعتبر من المشاتي المتميزة بمنطقة عسير لاعتدال جوها الشتوي ومناظر غاباتها الخلابة وأوديتها الجارية.

وتعتبر المجاردة مركزاً تنموياً تنطلق منها الخدمات البلدية والزراعية والصحية والأمنية والتعليمية للمراكز والقرى المجاورة وقد نمت في الآونة الأخيرة بصورة ملحوظة وتشهد حركة عمرانية وتجارية نشطة .تنوع البيئاتإذا كانت الكثير من المدن قد اشتهرت كمصائف - يهرب إليها الناس طلباً لجوها البارد أو المعتدل في فصل الصيف فإن المجاردة من البلاد التي جعلها الله ملاذا آمناً ومشتى جميلاً يفد إليه كل من عانى برد الشتاء القارس ليجد فيها الدفء واللهو البريء ، لا يجد هذا لنفسه فحسب بل يجده كذلك لأبنائه وجميع أفراد عائلته.

وإذا كان الكثير من الدول تعتبر السياحة صناعة هامة ومصدراً رئيسياً للدخل القومي فإننا هنا ننظر إليها على أنها واجب وطني يدفع إلى السياحة في أرض بلاده أولا ليتعرف على مدنها ويتخذ لنفسه أصدقاء من أهلها ينتمون إلى نفس دينه ويتكلمون لغته ويقدرون حرصه على عاداته وتقاليده فلا يجد ما يعكر صفو أجازته ولا ما يخدش حياء اسرته.كل هذا في ظل وافر من الأمن والأمان الذي يعم جميع مدن ومناطق المملكة يضاف إلى هذه سهولة الوصول إلى جميع الأماكن التي يطلب فيها دفء الشتاء ومنها المجاردة وبقية مدن تهامة.ولعلك تعجب إذا عرفت أن الزمن الذي يفصل بين البرودة الشديدة والدفء الجميل الممتع لا يزيد على عشرين دقيقة وهو الزمن الذي تستغرقه السيارة في الوصول من مدينة باردة جداً مثل النماص إلى المجاردة وما جاورها من قرى ، الأمر الذي يدفع بالكثير من أبناء الحجاز لقضاء الإجازات الأسبوعية في هذه المنطقة بالاضافة الى عدد من أبناء الدول المجاورة.

حرصت لجنة التنشيط السياحي على توفير كافة السبل التي من شأنها إتاحة الفرصة للزائر قضاء اجازته بهدوء وسعادة ، فإذا كان من هواة البر فالكثير من الساحات قد هيئت لهذا الغرض وأضيئت ووفرت بها الخيام وأماكن الإقامة بالإضافة إلى قربها من جميع الخدمات، وإذا كان من الراغبين في التعامل مع المساكن فهناك العديد من الشقق المفروشة والتي تؤجر بأسعار مناسبة لكل من جاء طالباً لدفء الشتاء في هذه المدينة إضافة إلى العديد من المنتزهات والبيئات الطبيعة والتي تقوم على خدمتها الجهات المعنية أما الخدمات الصحية في المدينة فمتوفرة لجميع الزائرين في مستشفى المجاردة ومراكز الرعاية الصحية المنتشرة. ومن المنتزهات والغابات بالمنطقة :

  • منتزهات خاط : تقع على طريق المجاردة - خاط وهي مواقع متعددة تتميز بجريان مياه أوديتها وكثافة أشجارها.
  • منتزهات السليل :تقع على طريق المجاردة - خاط على بعد 13كم وهي من المواقع الجميلة المتميزة بأشجار النخيل.
  • منتزهات وادي الغيل : تقع بآل الدهيس وعلى بعد 25كم من المجاردة متميزة بمناظرها الخلابة من خلال أشجار الموز والبن والكادي.
  • المنتزه العام : يقع على طريق المجاردة - خاط - وعلى بعد 7كم وتمت تهيئته من قبل المجمع وتتوفر بها أماكن الجلوس المظلة وألعاب الأطفال.
  • منتزه عذيبة : يقع على مسافة 2كم ويتميز بكثافة أشجاره.
  • المطل : يقع وسط المدينة ويمكن مشاهدة معالم المدينة وبعض قراها من أعلى هذا الجبل ويتم حالياً توسعته وإنارته وتوفير بعض الخدمات الترفيهية به.

وفى الجانب التجاري تشتهر المجاردة بعدد من الاسواق الشعبية منها سوق الاثنين وهو السوق الرئيسي لتهامة بنى شهر يتوسط المحافظة ويعد مركزا تجاريا وملتقى ثقافيا وسوق خبتة ويقام يوم السبت وسوق عبس يوم الاحد ويوم الثلاثاء يقام سوق ثلوث المنظر ويوم الاربعاء سوق بارق ويوم الخميس سوق خاط.

الفنون الشعبية:

  • المداقيل : عبارة عن قاطرة من العراضة يحملون سلاحاً يسمى (المقمع) يقومون بالدخول على لون العرضة وسط أنغام الزير والزلفة وترحيب المستقبلين ويقودهم القائد وعند إعطائه الإشارة المتفق عليها يقوم الجميع بإطلاق الذخيرة مع بعضهم في وقت واحد
  • العرضة : وهي لون معروف لدى كثير من القبائل ويؤدي في صفين بجانب بعضهما في مسار واحد.
  • الخطوة : عبارة عن صفين متقابلين وحركتها جماعية متبادلة ويغلب على قصائد الخطوة الغزل والوصف.

الألعاب الشعبيةمن الألعاب الشعبية التي عرفت وكانت تمارس في الماضي دابش :أدواتها : قطعة من الخشب متوسط الحجم - عصا - فريقين يتراوح عددهم من أثنين إلى خمسة أشخاص لكل فريق.

المقاحمة :تنقسم إلى قسمين :

قسم بالعصى (مجموع عصا) وتسمى (أبو ثلاث أخطي)

قسم بدون عصى : وهذه اللعبة لها حجر يوضع ليتم القفز من عليه وهناك يرسم خط بحيث يجب على القافز أن يتجاوزه وإذا تم له ذلك يقال عنه ((حمى الخط))

البعية : تتألف من فريقين بعدد يتراوح من أربع إلى ستة أشخاص لكل فريق : تبدأ بالقرعة وتسمى (الفلجة) ثم يختار الفريق الذي فاز بالقرعة أحد أفراده للانطلاق ويطارده أفراد الفريق الآخر فإذا استطاع أحدهم لمسه يعتبر الفريق الأول مهزوماً 0ثم ينطلق الذي استطاع الإمساك بالشخص الأول ويمر من بين أفراد الفريق المنافس فإذا استطاع الهرب منهم أصبح فريقه فائزاً وهكذا.

عادات قديمةطقوس العرس:وما يلفت النظر عند الحديث عن هذه العادة قلة مهر العروس ومصاريف الزواج قياساً إلى هذه الأيام حيث اكتفى الأجداد بتقديم ستة ريالات كمهر للفتاة البكر وأربعة ريالات للثيب أما شبكة العروس فقد تمثلت في طاقة من أقمشة (المهام) (والوزر) ومجموعة من (الشيلات المقصبة) إضافة إلى الاحتفالات التي كانت تقام بهذه المناسبة والتي تستغرق عدة أيام متنقلة بين بيت أهل العروس وبيت أهل العريس.

استقبال الحاج :ومن العادات المتعلقة بتقديم الاتصالات والمواصلات ما كان يتم للحاج عند عودته إلى المجاردة أو قراها من الديار المقدسة إذا كانت تشكل هذه العودة فرحة كبرى في نفوس أهلة وأفراد قبيلته وذلك لما كان يرافق رحلة الحج سابقاً من مخاطر وصعاب حيث كانت تتم مشياً على الأقدام ا. باستخدام الدواب وتستغرق ما يزيد عن ثلاثة أشهر فإذا قدم الحاج بات في أقرب قرية إلى قريته حيث لم يكن يصح في عرفهم وصوله مساء ثم يقوم رجل يسمى (المبشر) ومهمته نقل خبر وصول الحاج إلى أسرته على الصورة التالية : يصل المبشر فيسلم ويقول بشروا و ابشروا فيرد عليه كبير الأسرة بقوله بشرك الله بكذا (قد يكون من المال أو غيره).فيخبرهم المبشر بوصول الحاج وأن عليهم الاستعداد صباح اليوم التالي لاستقباله من ساعتها يقوم أهل الحاج بدعوة جميع أفراد القبيلة الذين يشاركون في استقبال الحاج بإطلاق الرصاص وعمل العرضات الشعبية والاحتفال بالقادم وبعدها ينصت الجميع ليستمتع إلى قصة الضيف وكلهم سعادة بعودته سالماً غانماً مغفوراً له ويقابل الحاج هذه الحفاوة بتوزيع ما جلب معه من الهدايا على جميع أفراد قبيلته وغالباً ما تكون كسوة لكل واحد منهم.

 

المصادر :

جريدة الرياض