السكك الحديدية في السعودية بين الحاضر والمستقبل
on- 2022-12-29 14:47:55
- 0
- 595
إن المؤسسة العامة للخطوط الحديدية تعمل على تطوير وتوسعة الخطوط الحديدية القائمة، وإعادة تحديث الخطة والإستراتيجية؛ لإنشاء شبكة من الخطوط الحديدية الجديدة تربط مناطق المملكة ببعضها بطول إجمالي 9900 كيلو متر، وهذه المشروعات ستزيد الاعتماد على النقل بالقطار سواء الركاب او البضائع، مقارنة بوسائل النقل الأخرى، وهذا سيكون له تأثير ايجابي على الاقتصاد السعودي، من خلال اسهامه في تقليص الاستهلاك المفرط للوقود المحلي، إلى جانب استقطاب عدد من الشركات المحلية لاستخدام النقل بالقطار.
فقبل سنوات قليلة فقط، كانت خريطة السكك الحديدية في السعودية بسيطة جدا لبلد تتجاوز مساحته مليوني كيلومتر مربع. كانت البداية بخط شحن البضائع بطول 564 كيلومتراً، من ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام إلى الرياض. ومن ثم أنشئ خط لنقل الركاب بطول 449 كيلومتراً، مروراً بقيق.
التطور الأكبر في السنوات الماضية، كان إنشاء قطار الشمال الجنوب الذي تديره شركة سار، بطول 2750 كيلومتر، وبتكلفة 10 مليارات ريال. هذا المشروع بتفرعاته سيكون له تأثير اقتصادي هائل.
يتكون قطار سار من خطين رئيسيين، الأول من الرياض إلى القصيم وحائل، ومنها إلى الجوف ثم إلى القريات عند الحدود الأردنية. وفي الجانب الآخر، هناك هذا الخط المهم جدا من الجوف إلى مكامن الفوسفات ومجمع وعد الشمال.
أما الخط الثاني فيتفرع، وله أهمية كبيرة في نقل الثروات المعدنية، والبوكسايت تحديدا، إلى مناطق المعالجة والتصدير في رأس الخير، وكذلك إلى المناطق الصناعية في الجبيل والدمام.
إلى الغرب، يوجد الشريان الحيوي لنقل الركاب والحجاج، إنه قطار الحرمين السريع للركاب بطول 450 كيلومترا، والذي بدأ التشغيل العام الماضي، وقد بلغت تكلفته 63 مليار ريال. وهو خط حديدي يعمل بالكهرباء بين مكة المكرمة والمدينة المنورة مروراً بمدينة جدة و مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ بسرعة 300 كلم في الساعة.
هذه هي الخريطة الحالية، لكنها ستكون مختلفة تماما بعد سنوات قليلة، مع إضافة 2000 كيلومتر من خطوط السكك الحديدة إليها. أهم هذه المشاريع مشروع الجسر البري الذي سيربط شرق المملكة بغربها، بطول 1150 كيلومترا. أهمية هذا الخط لا تتوقف عند نقل الركاب، بل تتعداها إلى نقل البضائع عبر المدن وموانئ الخليج العربي والبحر الأحمر. من المتوقع أن يكلف ما بين 50 و60 مليار ريال.
وفي شرق المملكة، تشمل المشاريع المستقبلية خط القطار الخليجي، والذي يتضمن 628 كلم داخل الأراضي السعودية بين الحدود مع الكويت شمالا، والحدود مع الإمارات جنوبا. وهناك أيضا مشروع الجسر الجديد مع البحرين ، الموازي لجسر الملك فهد، والذي من المتوقع أن يتضمن خطا للسكك الحديدية.
وقد قامت المؤسسة بعمل خطة استراتيجية للخطوط الحديدية بالمملكة للفترة من 2010 إلى 2040، والهدف من الخطة هو وضع استراتيجية مستقبلية واضحة ومتكاملة لما يجب ان تكون عليه شبكة الخطوط الحديدية، في الفترة المقبلة، والسبل الكفيلة بتطويرها وتحسن ادائها وتعزيز الدور المناط بها في خدمة الاقتصاد الوطني، وأن يكون هناك اطار محدد لتحقيق التنمية مستقبلا وعلى المدى الطويل لقطارات الركاب وقطارات الشحن في المملكة، وتشمل الاستراتيجية تطوير وتوسعة شبكة الخطوط الحديدية نحو 19 خطا حديديا بطول إجمالي 9900 كيلو متر تقريبا، وهذه الخطوط ذات اهداف تطويرية مختلفة، وسيتم تنفيذها على ثلاث مراحل، ولكن نظرا للنمو الاقتصادي المتطور للمملكة والحاجة لإنشاء البنية الاساسية لربط مناطق المملكة ببعضها في اقصر مدة، فإن المؤسسة تقوم حاليا بإعادة تحديث للخطة الاستراتيجية لتصبح 2010- 2030م، ويمكن ان تكون مدة التنفيذ اقصر؛ إذا تم تطبيق مشاركة واستثمار القطاع الخاص بتنفيذ هذه المشاريع.