" الفروة " رداء تراثي بالمملكة وخصوصا لدى أهالي الحدود الشمالية
on- 2022-12-29 13:29:22
- 0
- 1146
يحرص أبناء الجزيرة العربية، خاصة السعودية، على المحافظة على تراث الأجداد الذي تتوارثه الأجيال، ويعتبر ارتداء رداء يسمى «الفروة» أحد الطقوس التي يحافظ عليها السعوديين وخصوصا سكان المناطق الشمالية من المملكة، وتلبس في فصل الشتاء لكونها تجلب الدفء للابسيها، خصوصا في الأيام التي يكون فيها البرد قارسا.
إن الفروة في السعودية ، وخصوصا منطقة الحدود الشمالية، لا زالت الرداء المحافظ على قيمته المعنوية ورونقه الخاص لدى الأهالي وكبار السن تحديداً لا سيما مع الأجواء البادرة التي تشتهر بها , بالإضافة لكون المنطقة رعوية تتوفر بها المواشي والأغنام .
والفروة رداء طويل يشبه العباءة يكسو الجسم كله، ويكون مبطنا بفرو الأغنام، خاصة صغارها، أو بفرو الأرانب والنعام، فيما دخلت التقنية الحديثة على الفروة لتصنع من المنتجات النفطية، التي تستورد عادة من الدول الآسيوية وتتميز برخص الثمن.
وتختلف الفروة عن المشلح أو ما يسمى البشت وهي العباءة، كونها عندما يشتد البرد يبادر أهل الجزيرة العربية إلى الفروة وهذا ما يربط أهميتها القصوى بالظروف المناخية وتقلباتها، بعكس المشلح الذي يلبس في الظروف الجوية الحارة والربيعية والمعتدلة.
ويتوفر لدى المحال التجارية والباعة المتجولين في مثل هذه الأجواء من كل عام، الفراء التي تطور الأمر فيها إلى أن تكون بأنواع وألوان جذابه لفئة الشباب والفتيات والأطفال ويقتنونها في مناسبات الاجتماعية والمخيمات المنزلية والبرية .
تتم صناعة الفروة عبر سلخ جلود الأغنام وغسلها ورشها بالملح لتطهيرها ثم تركها مدة زمنية وتكرار غسلها ورشها بالشبة لقتل الجلد الحي، ثم يتم تنظيفها في مكائن خاصة ثم خياطتها حسب ذائق السوق وما يقبل عليه الزبائن والطلب حيث يتم تطوير تصاميم الفروات كل عام وإن حافظت على لمساتها التراثية والتي تتلائم غالباً مع ارتداءها حول نار الحطب وفي المخيمات والمناطق المفتوحة حيث يقضى السعوديون أغلب أوقات فصل الشتاء مستمتعين بالأجواء خصوصاً وأن الصحراء تحيط بهم من كل ناحية.
يتم تقسيم أنواع الفراء الى فروة الراعي، وهي التي تصنع من جلود الأغنام الكبيرة في السن وذات الصوف الطويل، وتعد من أقل الفراء في السعر، ونوع آخر أعلى سعرا من سابقتها ويقبل عليها عامة الناس وسعرها في متناول الجميع، تصنع من الصوف القصير ومتوسط الطول، أما النوع “الأفضل جودة” والأغلى سعرا، فيتم صنعه من الصوف الناعم والقصير.
وتعد محافظة طريف من أبرد المحافظات بالمنطقة، تصل لدرجات منخفضة لما تحت الصفري المئوي، حيث يقتني أهالي المحافظة الفراء بشكل ملفت إلى جانب طقوس شتوية أخرى .
وتتنوع الفراء، منها ما يعرف بـ" الفروة الطفالية "، المصنوعة من صوف وجلد الأغنام الصغيرة، وتمتاز برقة الملبس والخفة وتصل إلى أكثر من 1800 ريال، وأخرى تسمى بـ" فروة الراعي أو الموصلية " مصنوعة من صوف وجلد الأغنام الكبيرة، وتعد أثقل أنواع الفراء ويفضلها محبو "الكشتات "، وأصحاب المواشي ويصل سعرها إلى 600 ريال، كما تنتشر الفراء الصناعية وتشهد إقبالاً ملحوظاً في المحال التجارية وتبدأ أسعارها من 100 ريال وتصل إلى 300 حسب الصناعة وجودتها وتطريزها وألوانها .