البنّ الخولاني السعودي في الداير موروث تراثي وتاريخي

on
  • 2022-12-19 12:27:44
  • 0
  • 576

يفوح من فوق مرتفعات محافظة الداير جنوب السعودية، وبين مدرجات مزارعها الخضراء، تاريخ من الأصالة والتراث، تعكس تفاصيله القلاع التاريخية الشامخة التي تعود لأكثر من 300 عام.

بين الإنسان في محافظة الداير جنوب غرب السعودية وشجرة البن، قصة عشق قديمة تروي حكاياتها مدرجات الداير الزراعية التي صنعها الأجداد منذ عشرات السنوات، ليحافظ على بقائها الأبناء بتنميتها وتطويرها، حتى أصبحت الرقم الأول للزراعة في الجنوب.

ويعتبر المزارع في الداير صديق بيئته، إذ يقضي كل وقته في الاهتمام بشجرة البن وغرسها وسقايتها، ومن الصور الرائعة التي تجسد صورة العشق المتأصلة بين تلك الشجرة وذلك الإنسان، هم كبار السن من المزارعين الذين يتسابقون لجني محصولهم الأجود على مستوى العالم، ليصبح محط أنظار شركات القهوة العالمية.

مزارع "الداير" الممتدة على طول جبالها أصبحت تنافس منتجات عالمية نظير جودتها وقوة نكتها.

في الوقت الذي حقق فيه أحد مزارعي "الداير" جائزة أفضل مزارع في تحميص البن في مشاركة خارجية بدولة الإمارات الشقيقة، ليعكس ما وصل إليه المنتج الوطني من حضور دولي.

وقد تطورت زراعة البن مؤخراً بدعم من الدولة، وازدهرت بشكل أكبر مع المهرجان الخاص بالبن الذي زاد من شهرته وساهم في تسويقه بشكل أكبر.

 

البن بالداير هو أجود أنواع البن ويسمى العديني، ويشتهر بالبن الخولاني يصل سعر الكيلو من المزرعة إلى 120 ريالاً. و  ينطلق مهرجان البن في 30 يناير من كل سنة، وتستمر فعاليات المهرجان 7 أيام.

ويعد مهرجان البن في محافظة الداير شرق منطقة جازان، حراكا سياحيا واقتصاديا هاما، نظير ما يحققه من ثقل اقتصادي واجتماعي واسع، وتعد الداير من أهم المحافظات الجبلية التي اشتهرت بزراعة البن والتي تضم في باطنها أكثر من 140 ألف شجرة بن من أجود أنواع البن بالعالم.

ولم يعد مهرجان البن مقتصراً على عرض منتج البن فحسب، بل تحول إلى مقصد لجذب السياح من داخل وخارج السعودية، فما يميز القطاع الجبلي بجازان قلاعه التاريخية والحصون الأثرية ومرتفعاتها الخضراء التي يغطيها الضباب.

وتحتلّ محافظة الداير المركز الأول على مستوى المملكة في عدد المزارع وأشجار البنّ الخولاني السعودي، حيث يبلغ عددها 994 مزرعة تحتضن أكثر من 218 ألف شجرة بنّ، لإنتاج أكثر من 600 ألف كيلو من البنّ الخولاني السعودي كل عام.

وتسعى المزارع في المحافظة إلى حصد التميّز من خلال مبادرة تأهيل المدرجات الزراعية، حيث تم إعادة تأهيل 589 مزرعة، إضافة إلى برنامج التحول العضوي الذي يضم أكثر من 25 مزرعة عضوية، للخروج بممارسات زراعية أفضل، من خلال عدم استخدام المبيدات والمرشّات الكيميائية، واللجوء للسماد الطبيعي والمياه الجوفية والأمطار فقط، لإنتاج قهوة ذات جودة عالية.

 

المصادر :

تقرير خاص بموسوعة كيوبيديا