تعد روضة التنهات واحدة من بين أجمل الرياض التي توجد في المملكة العربية السعودية، و أجمل الأماكن وأخصبها وأطيبها نبتًا، وأوسعها مساحة، تقع على بعد 185 كيلو مترًا شمال مدينة الرياض، وتعد قريبة من حفر العتش ومن السهل الوصول إليها من خلال السيارة عن طريق التخصصي الذي يوجد في الشمال، وتنتشر حولها مساحات واسعة من الرمال، خاصة في الشرق، حيث تحيط بها رمال الدهناء. 

وتقع تلك الروضة ضمن النطاق الخاص بمحمية الملك عبد العزيز وقد تم ذكر تلك الروضة العديد من المرات خلال العصور القديمة وخاصة في العصر الجاهلي وقد كانت المتنزه الرسمي للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن وجميع الأبناء من بعده.

ويصب في روضة التنهات عدد من الأودية، أهمّها وأكبرها: وادي الشوكي ووادي الطيري ووادي العتك ووادي الودي، وتكثر فيها أشجار الطلح والسدر، وتنبت فيها الزهور كالأقحوان والحوذان والخزامي، كما تكثر بها أشجار الطلح والسدر.

ويعد المكان وجهة محببة للراغبين في قضاء بعض الوقت في الطبيعة، سواء للتنزه أو الراحة، أو لرؤية جانب مختلف من الجزيرة العربية، ويزداد الإقبال عليها في الشتاء، حيث تتحوّل الصحراء إلى واحة خضراء، خاصة مع موسم التخييم الذي يبدأ في شهر نوفمبر من كل عام، عندما يتغيّر المشهد الطبيعي خلال الرحلة من العاصمة، وتحل الأشجار والورود محل رمال الصحراء طوال الطريق.

ويستمتع الزائر في النهار بالغابة وجمال ألوانها، ما يجعلها مكانًا مثاليًا للاستكشاف، وبعد انقضاء المشهد الساحر لغروب الشمس تنتشر في ليالي الشتاء جلسات الشواء على الفحم والحطب، فيجلس الزوار حول النار، ويستمتعون بوقتهم إلى ساعات متأخرة من الليل تحت السماء المزخرفة بالنجوم.

وتحتوي روضة التنهات على العديد من الأكشاك الموجودة طوال الطريق السريع من العاصمة، أو في الطريق المؤدي إلى الحديقة، كما يمكن شراء الحطب واللوازم الأخرى للشواء واستئجار الخيام، وشراء المواد الغذائية والمنتجات الحرفية المصنوعة يدويًّا.

يرجع تاريخ روضة التنهات إلى حضارة مدينة اليمامة وخاصة إلى قبيلة طسم وجديس والذين تمكنوا من تشييد المزيد من الحصون والقصور على أرض تلك المنطقة ولكن خلال القرن الرابع من الهجرة تعرضت كل تلك القصور والحصون إلى التدمير وخلال العصر الجاهلي وقبل نزول الإسلام اشتهرت تلك المنطقة بالشعر وتعد تلك المنطقة هي امتداد لمدينة اليمامة وتعد أكبر روضة متواجدة في المملكة العربية السعودية بشكل عام.