الرياض كان اسمها حجر اليمامة قديماً

on
  • 2022-12-12 10:54:37
  • 0
  • 1936

حجر اليمامة بلدة قديمة تقع في موقع مدينة الرياض الحالية التي تعتبر امتداداً لحجر. الواقعة في وسط شبه الجزيرة العربية التي انتقل إليها (بنو حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل) قبل الإسلام بنحو قرنين من أرضهم في الحجاز بحثًا عن مرعى لإبلهم ومواشيهم، وقد كانت مدينة الحجر القديمة مركزًا للقوافل التجارية ومحاطة بالعديد من الوديان، وتشغلها الآبار وبساتين النخيل والمساحات الخضراء الشاسعة، وعند وصول بنو حنيفة إلى أطراف منطقة اليمامة نزل أحد زعمائها (عبيد بن ثعلبة بن يربوع الحنفي) في (قارات الحبل) وهي منطقة تبعد عن 40 كيلو متر عن وسط مدينة الرياض، وبعث أحد الرعاة لاستكشاف منطقة (خضراء الحجر) فعاد حاملًا التمر وأخبره أنه رأى نخلًا وقصورًا ونخيلًا وأرضًا واسعة، فأكل عبيد بن ثعلبة من التمر ولما أصبح أخذ فرسه ليرى المنطقة بنفسه، فلما وصل ونظر إليها علم ما لها من شأن وغرس سيفه في أرضها وقرر أن يستقر فيها وبني بها ثلاثين دارًا، وثلاثين حديثةً، وسماها حجر اليمامة.   

 والبلدة مذكورة في كتاب «صفة جزيرة العرب» لأبي محمد الهمداني الذي يصفها بأنها «مصر» اليمامة (أي عاصمتها) ومقر أمرائها، وذلك في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي). أما ياقوت الحموي صاحب معجم البلدان، والمتوفى سنة 1229م، فيقول إن البلدة أسسها بنو حنيفة لدى قدومهم إلى اليمامة قبل ظهور الإسلام بقرون، ويقول إن بني حنيفة وجدوها بلدة مهجورة خلفتها أقوام طسم وجديس الأسطورية.

وقد مر بها الرحالة ابن بطوطة في القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي)، فذكرها بالاسم ووصفها بأنها «مدينة حسنة خصبة ذات أنهار وأشجار، يسكنها طوائف من العرب، وأكثرهم من بني حنيفة، وهي بلدهم قديماً، وأميرهم طفيل بن غانم»، ثم يذكر أنه رحل منها مع طفيل بن غانم هذا إلى مكة للحج. ويختفي ذكر حجر في المصادر مع مجيء القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي)، وربما قبل ذلك، حيث حل بدلاً من اسم «حجر» أسماء بعض المحلات في تلك المدينة أشهرها «معكال» و«مقرن» والتي بقيت تُذكر في الإشارات التاريخية عن المنطقة خلال القرن العاشر والحادي عشر الهجريين إلى أن بدأ اسم الرياض بالظهور لاحقاً.

أصبحت باقي محلات المدينة مهجورة واتخذها الأهالي حدائق أو «رياضاً» لهم، وصارت المنطقة بشكل عام بما فيها من مزارع ونخل ومساكن تسمى بالرياض. ثم قام أمير مقرن دهام بن دواس  بضم معكال إلى مقرن في القرن الثامن عشر فصارت بلدة واحدة تسمى الرياض.

 مدينة الرياض هي العاصمة للمملكة السعودية وهي واحدة من 13 محافظة في البلاد، وسميت بهذا الإسم لأن أراضيها خصبة حيث أن اسم الرياض مشتق من (روضة) أي حديقة أو مرج، وتقع الرياض في مفترق الطريق بين وادي حنيفة والبقاع، ولم تكن دائما مدينة كبيرة فقد كانت قديما مجرد قرية صحراوية صغيرة حتى القرن السابع عشر أما الآن فإنها مدينة حديثة ومتطورة تجمع عدة ملايين من السكان على أرضها أغلبهم من المسلمين، تضم 4000 مسجد والعديد من الأسواق المزدحمة بالتجَّار والسكان والبضائع المتنوعة، فهي مدينة رئيسية حيوية بالمملكة.

المصادر :

تقرير خاص بموسوعة كيوبيديا