ميناء "السّرِّين" بمكة المكرمة تاريخ وتراث لأكثر من 2000 عام
on- 2022-12-11 10:27:52
- 0
- 589
يعد ميناء مدينة سرين من أهم الموانئ الرئيسية بمنطقة مكة المكرمة، ويعود تاريخ إنشائه إلى عصر ما قبل الإسلام، بحسب ما ذكرت كتب التراث العربي، وكانت المدينة من أهم المواقع الحيوية والاقتصادية النشطة خلال الفترة من القرن الثالث الهجري حتى القرن الثامن الهجري، وتقبع المدينة حاليًا جنوب مكة المكرمة بحوالي 245كلم، مبتعدة عن محافظة جدة 220كلم، وتقع مدينة "السِّرَّين" في السهل الفيضي لوادي "حَلية" الشهير أو ما يعرف حالياً بوادي (الشاقة الشامية) عند مصب الوادي في البحر، ويقع في جنوبها مصب وادي "عِلْيَب" أو ما يعرف حالياً بوادي "الشاقة اليمانية".
ويحيط بميناء مدينة "السّرّين" سور من السياج الحديدي شيدته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للحفاظ على ما يحتويه الموقع من قطع أثرية، بطول (1500م) وعرض (700م)، ويحتوي الموقع على كثبان رملية رجح المؤرخون وجود أبنية حجرية أسفلها، وجزء من سور لبناء حجري يحتمل أن يكون الجامع أو قلعة السرين الأثرية، وباقي السور مطمور بالرمال وهو بحاجة إلى عمليات تنقيب أثرية، ويلاحظ أن أثار وأساسات المباني الحجرية في مدينة "السّرّين" قليلة مقارنة بغيرها، ويعود السبب الرئيس في ذلك إلى أن أغلب بيوت سكانها كانت من "العُشاش" أو"الصنادق" و "الصَبِل" المبنية من الخشب والحشائش، وهو ما يتناسب مع طبيعة أرض تهامة، ويوجد كسور قطع الأواني الفخارية والطينية والزجاجية المتعددة الأشكال والأحجام والألوان والتي تملئ أرضه، إضافة إلى كسر من قطع (السيلادون) وهو نوع من الخزف الصيني كان يستورد في عصر أسرة (سونغ) و(تونغ) الصينيتين التي توازي فترة العصرين الأموي والعباسي قبل ألف عام.
وجاءت تسميته بـ "السِّرَّين" نسبة إلى الواديين، حيث يمثلا "حلية وعليب" أشهر وأخصب أودية مكة المكرمة، ويطلق سر الوادي على (أطيب موضع فيه)، وأرض "السِّرَّين" أرض خصبة زراعية يكثر بها المرعى وماء آبارها وفيرة. ويعود إنشاء ميناء مدينة "السِّرَّين" إلى عصر ما قبل الإسلام، بحسب ما ذكرت كتب التراث العربي، وكانت المدينة من أهم المواقع الحيوية والاقتصادية النشطة.
وتتبع مدينة "السِّرَّين" إدارياً مركز الشواق التابع لمحافظة الليث الذي يبعد عنها 45كلم شمالاً، ولا تزال أطلال ميناء مدينة السِّرَّين ماثلة للعيان شاهدة للمكانة العظيمة التي وصلت إليها هذه المدينة سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية أو الحضارية أو العسكرية التي مكنتها من لعب أدوار مهمة وأساسية في الأحداث التي شهدتها المنطقة، ويمتاز موقع مدينة "السِّرَّين" بأنه يمثل أقرب نقطة التقاء لأربعة مناطق إدارية مهمة بالمملكة تمثل: منطقة مكة المكرمة والباحة وعسير، ووقوعها بالقرب من الخط الدولي لجدة ومنطقة جازان وجمهورية اليمن، كل ذلك يمكنها من أن تقوم بدورها في تنمية المكان والإنسان ودعم الاقتصاد الوطني.