قرية المقر التراثية أو القصر الفلكي في منطقة النماص
on- 2022-12-01 11:09:46
- 0
- 1757
قرية المقر ، هي قرية تراثية سياحية تقع في مدينة النماص ، وتعتبر القرية من أهم الوجهات السياحية في المملكة ، حيث يفد إليها آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم للتعرف على جمال هذه القرية وتاريخها وروعة تصميمها وبنائها الذي يجعلها من أفضل الأماكن السياحية في المملكة .
وتضم قرية المقر أجمل القصور التاريخية على مر التاريخ وهو قصر المقر ويسمى أحيانا بالقصر الفلكي . يتميز القصر ببنائه المعماري القديم الذي يحمل عبق التاريخ الإسلامي حتى إن مدخله يشبه قصر الحمراء في غرناطة، ويعتبر قصر المقر قرية تراثية متكاملة تحوي العديد من القطع الأثرية الإسلامية و آلاف المخطوطات التي تعود لمئات السنين.
صاغت قرية المقر التراثية في منطقة النماص، (150 كم شمال أبها)، عقلية هندسية تراثية في قالب سعودي صرف. ويتداعى إلى الأذهان عند مدخل النماص قصر الحمراء في غرناطة، الذي يتربع في ثنايا القرن السابع عشر. ويستلهم المقر قصة حضارة حفرها (محمد المقر الشهري) صاحب القرية التراثية، استغرقت أكثر من 35 عاما واستخدم في البناء أكثر من مليوني حجر طبيعي من جبال عسير بتكلفة تفوق الـ 80 مليون ريال سعودي، لتكون من شواهد براعة هذا الإرث التاريخي.
أكثر من عشرين واجهة تطل للزائرين وأروقة محاطة بالحدائق المعلقة، التي ما زال العمل جارياً فيها تسقى من خلال قنوات وينابيع مياه استخدم فيها العناصر الزخرفية الرقيقة في قالب هندسي فريد من تصميمه شخصياً، وزخارف من المعمار الأندلسي الذي يكسو الجدران، مطوقاً بالكيشاني المطرز بالنقوش العربية التي ذاع صيتها في الأندلس.
وصمم القصر بطريقة تسمح للشمس بأن تدور حوله دورة كاملة على امتداد نوافذ القصر المتعددة. ولعل أهم ما يميز القصر، القباب السبع، التي تمثل قارات العالم السبع وهناك أكثر من 365 عموداً داخل القصر ممثلةً عدد أيام السنة تتشبع حيطانها بالحضارة الأموية والعباسية لتشكل حزاماً متناسقاً.
وتأتي الأدوار متخذة من الحقب والأزمنة التاريخية موضوعا لها ليحل في مخيلتك امتداد عصور مختلفة في الماضي والحاضر، ويحتوي الدور الأول والثاني على أكثر من (18) ألف قطعة تراثية، فالأول يجسد حضارة الأندلس والعصر العباسي في فن الزخرفة والنقش، والثاني يختزل الحضارة الإسلامية من الصين شرقاً وحتى غرب إفريقيا، ليكتنز الدوران معاً 20 ألف قطعة أثرية.
أما الثالث، فيحتوي على سردٍ لتاريخ المخطوطات الإسلامية في الطب والفلك والرياضيات وعلوم الفرائض واللغة العربية والمذاهب الإسلامية.
ويعتبر القصر السجل الأول في التاريخ الإسلامي للمخطوطات المكتوبة باليد للقرآن الكريم، به أكثر من ألف مخطوطة قرآن كريم لألف عالم في ألف تاريخ مختلف.