مسجد نمرة...أهم معلم إسلامي تاريخي في مشعر عرفات
on- 2022-11-28 09:26:34
- 0
- 672
يعد مسجد نَمِرة من أهم المعالم في مشعر عرفات، وبه يصلي الآلاف من ضيوف الرحمن صلاتي الظهر والعصر في يوم عرفة جمعاً وقصراً اقتداء بالنبي محمد.
وبني المسجد في الموضع الذي خطب فيه الرسول عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع، وذلك في أول عهد الخلافة العباسية في منتصف القرن الثاني الهجري، ويقع إلى الغرب من مشعر عرفه، وجزء من غرب المسجد في وادي عرنة وهو وادٍ من أودية مكة المكرمة، ونهى الرسول الكريم الوقوف به وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم ( وقفت ها هنا وعرفات كلها موقف الا بطن عرنة , وبطن عرنة ليس من عرفة ) , ويوجد منبر المسجد ومحرابه في الجزء الغربي للمسجد وهو خارج حدود عرفات لكن من الجائز الصلاة فيه لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك .
ان لمسجد نمرة مكانته الدينية وتاريخه الاسلامي العريق ويصلى في اعداد هائلة في اليوم التاسع لشهر ذي الحجة من كل عام ، ويعرف في العديد من الكتب التاريخية بعدة أسماء مثل مسجد النبي إبراهيم ومسجد عرفة ومسجد عرنة.
وأُخذ اسم مسجد عرفة من قرية كانت خارج عرفة أقام فيها النبي ثم سار منها إلى بطن الوادي حيث صلى الظهر والعصر وخطب في المسجد.
بني المسجد في المكان الذي القى الرسول صلي الله عليه وسلم خطبة حجة الوداع وهي حجته الاخيرة , وفي هذا المكان ايضا قرأ علي بن ابي طالب سورة (براءة )عندما طلب النبي منه قراءتها لابلاغ البراءة وان لا يحج في هذا العام مشرك او كافر ولا يطوف بالبيت الحرام عريان , وبني المسجد في اوئل الخلافة العباسية منتصف القرن الثاني للهجرة , كان قديما طوله 166 متر وعرضه 153 متر فقط , وكان المسجد نال اهمية كبيرة من سلاطين وامراء المسلمين , وقد قام بتعميره الجواد الاصفهاني عام 559 هجريا , وعمر مرتان ابان العصر المملوكي مرة بامر من الملك المظفر سيف الدين قطز عام 843 هجري والثانية بامر من السلطان قايتباي وذلك في عام 884 هجريا وكانت هذه اكبر عمارة جمالا وفخامة في العصر القديم , ثم تم تجديده في العهد العثماني لعام 1272 هجريا , ورغم كل العمارات القديمة الا ان المسجد كانت مساحته صغيرة لاتكفي المصلين من المتزايد عدداه على مر السنين فكانت التوسعة الكبرى في عهد الحكومة السعودية.
وشهد المسجد في عهد الدولة السعودية أضخم توسعاته ليصبح بذلك ثاني أكبر مسجد بمنطقة مكة المكرمة من ناحية المساحة بعد المسجد الحرام.
وشهد مسجد نمرة أكبر توسعة له في التاريخ في العهد السعودي بتكلفة 237 مليون ريال، وأصبح طوله من الشرق إلى الغرب 340 متراً، وعرضه من الشمال إلى الجنوب 240 مترا، ومساحته أكثر من 110 آلاف متر مربع، وتوجد خلف المسجد مساحة مظللة تقدَّر مساحتها بـ 8 آلاف متر مربع.
ويستوعب المسجد نحو 350 ألف مصلٍ، وله ست مآذن وارتفاع كل مئذنة منها 60 مترا، وله ثلاث قباب و10 مداخل رئيسية تحتوي على 64 باباً، وفيه غرفة للإذاعة الخارجية مجهزة لنقل الخطبة وصلاتي الظهر والعصر ليوم عرفة مباشرة بواسطة الأقمار الصناعية.