جبل التوباد أهم موارد السياحة الثقافية بالأفلاج

on
  • 2022-11-24 10:30:45
  • 0
  • 1169

تمتلئ المملكة العربية السعودية بالعديد من الاثار و مناظر طبيعية خلابة ويوجد بالمملكة الكثير من الجبال الشامخة عبر مر العصور والحضارات , ومن جبال السعودية المشهورة جبل توباد او جبل العاشقين , وهو من ابرز الاثار امعروفة في السعودية .

جبل التوباد، يقع في مدينة الأفلاج التي تقع بدورها إلى الجنوب الغربي من مدينة  الرياض  بالسعودية بمسافة 350كم. ويقع تحديدًا بالقرب من قرية الغيل، بوسط وادي المغيال. شهد هذا الجبل قصة حب قيس بن الملوح وابنة عمه ليلى العامرية، وذلك عام خمس وستون من الهجرة في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.

حظي جبل التوباد بشهرة، وبات معلماً لقرية الغيل بمحافظة الأفلاج، وبات وجهة سياحية تاريخية مميزة، وتخليداً لذكريات لا يبليها الزمان، استوحى منها الشعراء قصائد رائعة. وهو ما دفع عدداً من الأدباء والمهتمين بالأدب العربي بإعادة تهيئة المكان، ليصبح أهم الموارد الرئيسية للسياحة الثقافية بالأفلاج.

برز المكان في كثير من القصائد الشعرية، لعدد من المبدعين العرب، ومنهم هنا، أمير الشعراء أحمد شوقي، الذي جسدت أشعاره الكثير من الأماكن ومنها «جبل التوباد»، هذه القصيدة التي مثلت واحدة من أجمل قصائد شوقي المسرحية التي تميل إلى النزعة الغنائية العاطفية وكان شوقي قد كتبها على لسان قيس في مسرحيته الشعرية «قيس ليلى» ومن كلماتها:

جبل التوباد حياك الحيا‏‏

وسقى الله صبانا ورعى‏‏

فيك ناغينا الهوى في مهده‏‏

ورضعناه فكنت المرضعا‏‏

وعلى سفحك عشنا زمنا‏

ورعينا غنم الأهل معا‏

هذه الربوة كانت ملعباً‏‏

لشبابينا وكانت مرتعا‏‏

كم بنينا في حصاها أربعاً‏‏

وانثنينا فمحونا الأربعا‏‏

وخططنا في نقا الرمل فلم‏‏

تحفظ الريح ولا الرمل وعى‏‏

لم تزل ليلى بعيني طفلة‏‏

لم تزد عن أمس إلا إصبعا‏‏

يمثل جبل التوباد في ذاكرة القارئ العربي،  رمزاً للحب العذري، وإذا كانت قصيدة شوقي قد حملت الكثير من الإشارات الدالة على هذه القصة، ومقدار ما تحمل من عاطفة ورومانسية، فإنها من ناحية أخرى، قد سلطت الضوء على أهمية هذا المكان، الذي شهد تفاصيل الحادثة، التي تحكي أكثر من رواية، أنه كان مكاناً أثيراً بالنسبة للعاشقين، يلتقيان فيتناجيان، على قمته، وهو بالمناسبة عبارة عن جبل متدرج، سهل الصعود، يرتفع نحو 20 متراً من باطن الوادي، ويمتد طوله قرابة 100 متر، وقد سبق لقيس أن رعى الغنم وهو طفل على هذا الجبل، فتخلد ذكره في نفسه، وها هو يستعاد في قصيدة شوقي، بقدر عال من الشاعرية، التي تضيء على جمال الحب، الذي ينتشر انتشار النار في الهشيم، ويصبح أيقونة فريدة بما ينطوي عليه من صدق وعذوبة وشاعرية.

تقول الحكاية بحسب ما وثق لها من أكثر من مصدر، إن قيس بن الملوح بعدما شطح عقله، كان يذهب إلى جبل التوباد، فيتذكر تلك اللحظات بل الأيام التي جمعته وليلى، فيهيم به الشوق والحنين، ويهيم على وجهه في الأرض، وفي إحدى المرات وصل الشام، وحين استرد عقله، نظر من حوله، فوجد بلاداً غريبة عليه، وأناساً لا يعرفهم، فسألهم: «بأبي أنتم، أين التوباد بأرض عامر؟ فقيل له: وأين أنت من أرض عامر؟ أنت في الشام، عليك بنجم كذا فأته حتى تصل إلى أرض عامر.

فيمضي، على وجهه نحو ذلك النجم حتى يقع بأرض اليمن، وتتكرر معه القصة، حين يرى بلداً غريبة عليه وقوماً لا يعرفهم، فيسألهم عن جبل التوباد من أرض عامر، فيقولون له: وأين أنت من أرض عامر؟ عليك بنجم كذا، فيمضي مجدداً نحو النجم

ولايزال كذلك حتى يصل إلى جبل التوباد، فإذا رآه فرح وهلل بأعذب الكلمات وأشجاها وأحزنها، كما يرد في قصيدته، وكان ذلك بعد أن فارقته ليلى وتزوجت من وردي الثقفي فأنشد:

وأجهشت للتوباد حين رأيته

وهلل للرحمن حين رآني

وأذريت دمع العين لما رأيته

ونادى بأعلى صوته ودعاني

سألت سواد الحي لما رأيته

وأخبرته ما قد جرى ودهاني

فقلت له أين الذين عاهدتهم

حواليك في خصب وطيب زمان؟

فقال: مضوا واستودعوني بلادهم

ومن ذا الذي يبقى مع الحدثان

 

 

 

المصادر :

تقرير خاص بموسوعة كيوبيديا
الموضوع السابق