بيت البسام التراثي بمحافظة عنيزة
on- 2022-11-16 09:29:03
- 0
- 696
يعتبر بيت البسام التراثي أحد المعالم الأثرية المهمة في محافظة عنيزة بمنطقة القصيم، ويقع على مساحة 3500 متر مربع، بالقرب من البوابة الغربية لمدينة عنيزة القديمة المسماة "باب الخلا" بجوار سوق المسوكف الشعبي. كما أنه يتميّز بطراز معماري يمثل التطور العمراني في نجد، فلقد شُيّدت أساساته من الحجر، واستخدمت أخشاب الأثل في صناعة الأسقف والأبواب والنوافذ، كما تم تزيين المبنى بأنماط وتشكيلات زخرفية.
ولقد بدأ بناؤه عام 1374هـ، واستغرقت عملية البناء أربع سنوات، ولقد أعيد ترميمه عام 1421هـ ، و قامت الإدارة العامة للآثار والمتاحف (وكالة الآثار والمتاحف ) بأختيار مبنى بيت البسام ليصبح أحد المباني الطينية التراثية التي يتم الحفاظ عليها من قبل الإدارة العامة للآثار والمتاحف عام 1402هجريا . يعتبر القصر نموذجاً فريداً للعمارة النجدية، حيث تم بناؤه على مساحة تبلغ 3500م2، ويحتوي على أربعة أقسام، هي:
- قسم استقبال الرجال
- قسم العائلة
- قسم الحديقة
- قسم تربية المواشي
ويتكون البيت من دورين وثلاثين غرفة، ويتميز بأسقفه العالية وأقسامه المتنوعة، فيضم قسماً للرجال يحتوي على مجالس استقبال صيفية وشتوية؛تتميز بطولها الملحوظ الذي يصل إلى 10 أمتار، وكل مجلس مفتوح من جهتين للتهوية والإضاءة، وساحةً مكشوفة، وقاعةً لتناول الطعام، إضافة لخلوة سفلية "قبو" تتميز بالدفء في الشتاء والبرودة في الصيف، ويضم كذلك جناحاً مخصصاً للتجارة،تتوزع فيه الغرف على شكل رواق بأعمدة أسطوانية، بالإضافة إلى مدخل للسيارات لتنزيل البضائع وتسويقها.
أما جناح العائلة فمقسم إلى قسمين؛قسم على شكل رواق من أربع جهات مكشوفة تتوزع فيه غرف هُيئت لاستخدامات متنوعة، منها غرفة للعروس وغرفة للولادة وأخرى خاصة بحلي المرأة، وغرفة للتمريض، وغرفة للأسلحة القديمة، وغرف لطحن الحبوب وكنز التمور.
وخصص القسم الآخر للاستقبال،ويضم قهوة صغيرة، وهو على شكل ممر تتوزع فيه الغرف على الجانب الأيسر من المدخل النسائي، كما يضم البيت حديقة واسعة فيها ملحق خاص بالأعمال المتعلقة بها، وفناء للماشية.
تم الأعتماد على ” الطين ” في بناء بيت البسام التراثي ، و يرجع السبب وراء ذلك أن الطين يعتبر مادة عازلة للحرارة و بالتالي يكون مناسب جدا خاصة خلال فصل الصيف ، وكان البناء دائما يأخذ شكل (عروق) أو (مداميك) من اللبن ويسمى (الملبن) ، فكان يتكون من أربع قطع خشبية تأخذ شكل المستطيل المفتوح ويتم وضع الطين بالأسفل و بالتالي عند أنتزاع القالب يظهرالطين بنفس الشكل و نفس المقاس ، و لا يقتصر البناء على أستخدام الطين وأنما من ضمن المواد الأساسية المستخدمة في بناء بيت البسام (الحجر) و (الجص) ، ( الخشب ) ،حيث يستخدم الحجر في أعمال الأساسات بينما يستخدم (الجص) في أعمال الربط بين الحجارة على الأساسات والأعمدة و أعمال اللياسة بالأضافة إلى أستخدامه في النقوش و الأشكال الجمالية خصوصاً في المجالس والممرات الرئيسة والوجهات الخارجية، أما بالنسبة للأخشاب فكان يتم أستخدامها في بناء أسقف البيت والأبواب والنوافذ.
وتتعدد الأنماط والتشكيلات الزخرفية داخل البيت وفي واجهاته الخارجية، فمنها: "المصاريع" وهي نوافذ في المجالس ذات فتحات بارتفاع 1.8 متر، وعرض متر واحد، وترتفع عن سطح الأرض 40 سم بدفتين من الخشب المنقوش، ومنها "الروزنة"، وهي تجاويف داخل الجدران لحاجيات الاستخدام اليومي، ومنها "الكمار" وهو دولاب من الجص مزخرف بارتفاع 2.75 متر مقسم إلى أرفف للأباريق والدلال وبجواره وجار النار.
اعتبر بيت البسام التراثي ضمن قائمة الأماكن السياحية عام 1425 هجريا و ذلك بعد أعمال الترميم الأخيرة التي حلت به ، حيث أن وكالة الآثار والمتاحف قامت بإعادة ترميم البيت والعمل على توفير جميع القطع التراثية الأساسية المناسبة و ذلك من أجل أن يمثل البيت النجدي القديم ، و تم وضع عروض من الموروث القديم مثل (القليب ، والحسو، والسبيل، والمعشش، والتنور ) بالحديقة .