قرية التهيمية بالأحساء إرث تاريخي وثقافي وأثري فريد
on- 2022-10-26 11:13:18
- 0
- 940
قرية التهيمية أقدم وأعرق قرى المنطقة الشرقية، وتقع تحت سفح جبل «الشبعان» الشهير في مدينة الأحساء، وتجاور جبل القارة من الجهة الجنوبية الشرقية، وتعد القرية موطنا للعديد من مشاهير العلماء .
و يعود تاريخ القرية إلى العهد العثماني ما قبل 800 عام، أخذت طابعاً اجتماعياً مختلفاً ومميزاً، من حيث سكانها وموقع القرية المميز، وشهرتها بكثرة المساجد الأثرية فيها، وتعد القرية موطناً لعدد من كبار العلماء أمثال العالم الشهير الشيخ محمد بن أبي جمهور الأحسائي بل يقال إنه اجتمع فيها في عصر ابن أبي جمهور وفي وقت واحد أربعون عالماً بارزاً يقيمون الجماعة في أربعين مسجداً مما يدل على أن البلدة كانت كبيرة جداً، وسميت القرية في القرن الثامن والتاسع الهجري بقرية الأربعين مسجداً لكثرة مساجدها التي يصل عمر بعضها إلى أكثر من 700سنة وأبرزها: مسجد التهيمية الشرقي، مسجد التهيمية الغربي ، مسجد الوسطي ،مسجد الرسول الاعظم صل عليه واله وسلم ، المسجد الأحمر ، مسجد الزهراء (عليها السلام) ، مسجد زين العابدين (عليه السلام)
وهي من أقدم القرى الأحسائية تاريخيا، حيث أشارت إليها وثائق الإرشيف القديمة سنة 979 هجرية، وكانت البلدة منتجة زراعيا وبها أنهار وجداول مياه كثيرة كنهر الشيباني والجرواني. وأخذت القرية في القرن الثامن والتاسع الهجري اسم قرية “الأربعين مسجداً” لكثرة المساجد فيها، غير أنه لم يتبق من تلك المساجد الأربعين إلا 11 مسجداً، وهي الآن بعضها مهجور ومتهدم. كما تشير الوثائق بأن هذه البلدة كانت مقرا لحامية لواء التيمية من خلال بناء قلعة محصنة بجبل الشبعان الذي يعرف الآن بجبل القارة، ومازالت آثار أسوار القلعة موجودة حتى الان ، كان الناس في التهيمية يبنون بيوتهم من صخور الجبل، ويسقفون الجدران بسعف النخيل.
وأرض التيمية هي عبارة عن هضبة صخرية في جانب، وفي جانب آخر أرض ذات طبيعة مستوية، لكنها ممتلئة بالنخيل، ولعل هذا الوضع الطبيعي كان السبب في نزوح الأهالي وترك القرية إلى مناطق أخرى بسبب تدني الزراعة، التي كانت تعتمد عليها القرية، ولالتحاق كثير منهم بوظائف حكومية وأهلية أو في شركة "أرامكو" في أماكن أخرى.
وجاء عن تاريخها في تحفة المستفيد في تاريخ الأحساء القديم والجديد لابن عبدالقادر أنها منسوبة إلى بني تيم اللات بن ثعلبة بن بكر بن وائل، وذكرها المؤرخ لوريمر وقدر منازلها بنحو 255 منزلاً حينذاك ، وكانت تنسب في العصور السابقة لبني تيم بن ثعلبة، غير أن التهيمية التاريخية هجرت ولم يبق منها سوى أطلال، وتقدر مساحة الجزء المهجور بـ 11 هكتاراً فيما يحوي الجزء المأهول 80 منزلاً، ويقطنها قرابة 1000 نسمة، وهي مسقط رأس الفيلسوف المتكلم والفقيه الأصولي المحدث الشيخ محمد بن أبي جمهور الأحسائي رحمه الله، صاحب المؤلفات الكثيرة والمتنوعة في كل العلوم الإسلامية، وابن أبي جمهور ولد قبل حوالي ستمائة سنة تقريبا، حيث ولد في القرن التاسع الهجري سنة 838 هجرية، وأيضا الشيخ البويهي وغيرهم من العلماء.