تاريخ قصر برزان في حائل
on- 2022-10-22 10:12:47
- 0
- 1391
دلت الاكتشافات الأثرية الأخيرة على أن منطقة حائل من أقدم المناطق الاستيطانية بالجزيرة العربية. وقد وصف المتخصصون في الآثار ما تضمه المنطقة من نقوش ورسوم وكتابات بأنها أقدم مدارس الفن في العالم، وأن جبالها تحتوي كنوزاً فكرية وثقافية ثمينة، ويعد قصر «برزان» أحد هذه الأمكنة التاريخية التي استوطنت ذاكرة الإنسان، ولا تزال حاضرة في وجدان أبناء المنطقة.
يعد قصر برزان واحدا من القصور التراثية التاريخية القديمة، ويقع هذا القصر في مدينة حائل ، كما أنه قصر الحكم الخاص بعائلة آل على، ومن بعدهم أصبحت قصر عائلة آل رشيد، حيث وفي فترة قصيرة أصبح مركز الحكم، كما أنه أصبح مسكن لهم في عهد الحاكم عبد الله العلي الرشيد. وقد تم إطلاق لقب برزان عليه حيث أنه كان يبرز عن باقي المباني التي كانت حوله في هذا الوقت، كما أن القصر لم يتبقى اليوم منه سوى البرجين الذي كانوا يحيطون به.
فقد قامت عائلة آل رشيد بإجراء العديد من التعديلات في القصر وفي الأماكن المجاورة له، حيث نجد أنهم قاموا بتطويره وتوسيعه في عهد الأمير طلال بن عبد الله، كما تم تغيير شكل القصر من الداخل عن طريق دهانه ببعض الدهانات التي واكبت العصر في هذا الوقت، بل ومن أجل الحفاظ عليه أقروا ضرورة بناء سور كبير في المدينة بأكملها.
وكان الارتفاع الأساسي لقصر برزان في حائل قد يصل إلى ارتفاع سبعين قدم، وتم بناء القصر في عام 1808، وذلك من خلال الأمير محمد بن عبد المحسن آل علي، وكان هو ثاني حكام أسرة آل على في حائل، وقد تم بنائه على مساحة كبيرة تخطت ثلاثمائة ألف متر مربع.
وكان القصر يتكون من ثلاثة طوابق، في الطابق الأرضي كان يوجد كل من المجالس والصالونات، بالإضافة إلى الحدائق والمطابخ، وكان الطابق الثاني يتكون من غرف الضيوف الذين يأتون إلى الدولة بشكل مستمر، وكان الطابق الثالث تسكن به الأسرة الحاكمة للدولة في هذا الوقت.
في عام 1834 كان عبد الله العلي الرشيد وأخوه عبيد قد استطاعوا في هذا العام أن يقوموا بإسقاط الحكم، وهنا قرروا أن يقوموا باتخاذ قصر برزان كمقر للإمارة، وأكدوا أنه مركز جديد لمدينة حائل، بينما قاموا بإعادة بناء العديد من الأجزاء التي كانت به، وقد تم إصلاحه في فترة زمنية قليلة، وفي وقت قصير أصبح هو المركز الأساسي للحكم، وأصبح مسكن لأسرة آل رشيد، حيث كانت هي الأسرة الحاكمة في هذا الوقت.
واستمر القصر يرى تعاقب الأجيال الحاكمة عام بعد الآخر من خلال أسرة آل رشيد، وكانت هي مركز إدارة البلد، وفي العهد الخاص بالأمير طلال بن عبد الله بن علي الرشيد (كان الحاكم الثاني من عام 1874 حتى عام 1868) قد تم بناء العديد من الدكاكين والورش والمحلات التجارية جواره.
وفي عهد الأمير محمد بن عبد الله بن علي الرشيد وكان الحاكم الخامس منذ عام 1873 حتى عام 1897 قد تم توسيع ميدان البرزان، وقد تم توسيق السوق بالإضافة إلى أنه قام ببناء جامع برزان الكبير، وهذا الأمر كان في نفس الوقت الذي من خلاله تم بناء سور ضخم حول المدينة.
وفي عام 1921 قد سقطت حائل، وبعد مرور عامين من سقوطها وتولى الحكم من خلال الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود قام بإزالة القصر بالكامل، وكان هذا الأمر قد وافق عام 1381 هجريا.
وكانت عملية إزالة القصر عملية من الأمور التي أثرت بشكل نفسي كبير في جميع أهالي حائل، وحتى اليوم مازالوا يتذكرون القصر ومازال المكان يعرف بمكان القصر.
وبهدم قصر برزان فقدت حائل واحداً من أهم المباني التراثية التي كان وجودها سيثري الإرث الثقافي والسياحي للمنطقة، بما يرمز إليه هذا القصر من حقبة مهمة من تاريخ حائل.