المواقع والمعالم التاريخية بالمدينة المنورة

on
  • 2022-09-27 12:29:58
  • 0
  • 856

 احتوت المدينة المنورة على مواقع اشتهرت في التاريخ الإسلامي بارتباطها بالسيرة النبوية، وتحمل معظم معالم المدينة المنورة الطابع الإسلامي بما في ذلك ثلاثة من أهم المساجد وهي المسجد النبوي الذي بناه النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومسجد قباء أول مسجد بني في الإسلام ومسجد القبلتين الذي تم فيه تحويل القبلة إلى مكة المكرمة، كما تفتخر المدينة المنورة باحتضانها مقابر أكثر من 70 من الصحابة.

تأسست طيبة الطيبة كما يطلق عليها المسلمون،  قبل الهجرة النبوية بأكثر من 1500 عام، وتصل مساحتها الإجمالية إلى 150 ألف كيلومتر مربع الأمر الذي جعلها تحتل المرتبة الثالثة من حيث المساحة على مستوى المملكة العربية السعودية، تضم معالم المدينة المنورة مجموعة من المعالم السياحية التاريخية والدينية التي تعود إلى أكثر من 1400 عام.

المسجد النبوي

المسجد النبوي هو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم الذي بناه بعد هجرته في عام 622 م الموافق 1هـ إلى جانب منزله، وجاء تصميمه على شكل مستطيل، يتكون من عشر مآذن ويتضمن على العديد من المعالم الدينية البارزة وطراز معماري فريد يدل على عظمة الفن الإسلامي المعماري مثل الحجرة النبوية، والروضة، ومنبر الرسول، والحائط المخمس، والقبة الخضراء وهي القبة الرئيسية للمسجد بجانب 170 قبة رصاصية اللون و27 قبة متحركة مما يعطي منظر مبهر خاصةً مع الأضواء الليلية التي تضيء تلك القباب في منظر مبهر.
كما يوجد داخل المسجد ستة محاريب هي المحراب النبوي الأول والذي يتجه إلى بيت المقدس، المحراب النبوي الثاني بعد تغيير اتجاه القبلة، المحراب العثماني، محراب التهجد، محراب فاطمة، المحراب السليماني،
تم عمل توسعات كبيرة بداخل المسجد عبر العصور المختلفة وصلت إلى تسع مراحل من التوسيعات والترميمات، بدأت مع خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن بعده عثمان بن عفان ثم الأمويين والعباسيين والمماليك والعثمانيين وانتهاءً بالدولة السعودية التي حرصت على تجديديه وتطويره وكان أخرها عام 1994م.

من المعالم الهامة التي توجد في المسجد النبوي الشريف: القبة الخضراء والتي بنيت فوق الحجرة النبوية الشريفة أو قبر الرسول بأمر من السلطان المملوكي المنصور قلاوون الصالحي، بالإضافة لمكتبة الحرم النبوي وما تحويه من كتب قيمة، وبذلك يمكن اعتبار المسجد النبوي الشريف أهم معالم السياحة في المدينة المنورة.

مسجد قباء

 مسجد قباء هو أول مسجد بني في الإسلام ، و يقع على بعد 3.5 كم من المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، وبني مسجد قباء في عام 622 م حين قدوم النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة من مكة  وقد قام بنفسه بوضع حجر الأساس في ذلك الوقت، وفي عام 1388هـ وفي عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز، جدد بناء مسجد قباء تجديداً قيماً وبخاصة في جدرانه الخارجية ، وفي الوقت الحالي هناك مشروع توسعة مسجد قباء، وكذلك توسعة المنطقة المحيطة بالمسجد، حيث ستشهد المنطقة المحيطة بالمسجد إنشاء متاحف متعددة بالإضافة إلى مراكز للدراسات والبحوث، وكذلك إنشاء المقر الجديد لمكتبة الملك عبدالعزيز التاريخية .

يقع مسجد قباء في البقعة التاريخية المقدسة على مساحة 13500 م2 . وعن فضل مسجد قباء فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم  أن الصلاة في مسجد قباء بأجر عمرة، وكان يحرص على الصلاة فيه كل يوم سبت، ولذلك يحرص المسلمون كثيراً على الصلاة فيه أثناء السفر إلى المدينة المنورة.

مسجد القبلتين

يقع مسجد القبلتين في منطقة بني سلمه شمال غرب المدينة المنورة،الموافق 2 هـ، تصل مساحة المسجد إلى 3920 متر مربع، و يعتبر مسجد القبلتين مسجد تاريخي ويعود تاريخ بنائه إلى العام 623م الموافق 2 هـ، و اشتهر مسجد القبلتين كونه المسجد الوحيد في العالم تمت فيه الصلاة بقبلتين، يضم المسجد مئذنتان وقبتين كما انه يتميز بلونه الأبيض الذي اكسبه جمالا خاصا وشكلا مميزا عن مساجد المدينة، تعلوه قبتان ارتفاع كل منهما 17 م، شهد المسجد الكثير من التوسعات والتحديثات والتطويرات، كما يحتوي المسجد على سلالم متحركة ومداخل خاصة بالنساء.

سبب تسمية المسجد باسم “مسجد القبلتين” يعود لقصة شهيرة تدل على عظمة الدين الإسلامي وفيها أن رسول الله صل الله عليه وسلم كان يصلي ومن خلفه المسلمون صلاة الظهر أو العصر في اتجاه قبلة القدس فنزل الأمر بتغيير القبلة إلى مكة وهم داخل الصلاة فتوجه رسول الله إلى قبلته الجديدة ومن خلفه المسلمون فكانت صلاة واحدة جمعت بين قبلتين.

جبل أحد

يعتبر جبل أحد واحداً من المعالم الأثرية في المدينة المنورة، فقد شهد على أحداث تاريخية عظيمة أهمها غزوة أحد بين المسلمين وكفار قريش التي وقعت تحت سفحه، ويضم جبل أحد آثار تاريخية أخرى مثل مقبرة الشهداء التي دفن بها 70 صحابي من شهداء غزوة أحد. 

جبل أحد هو أكبر الجبال في المدينة المنورة مكون من الجرانيت الأحمر، ويقع في الجهة الشمالية للمدينة المنورة بطول 7 كم وعرض 3 كم، بينما ارتفاعه يصل لنحو 350 متر، ويبتعد جبل أحد عن المسجد النبوي مسافة 4 كم ، وتعود تسميته بهذا الاسم لتوحده عن الجبال ويقال أن أول من سكنه رجل يسمى أحد فتسمى الجبل على اسمه، ويضم هذا الجبل  مقبرة أحد الشهيرة والتي تقع على قمة الجبل وتمتد إلى الناحية الشمالية من المسجد النبوي الشريف وتحتضن 70 شهيد من الصحابة الذين استشهدوا أثناء غزوة أحد وتم دفنهم بداخله على رأسهم سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.

مقبرة البقيع

هي المقبرة الرئيسية للمدينة المنورة تقع في مواجهة القسم الجنوبي الشرقي لسور المسجد، ويطلق عليها بقيع الغرقد نسبة إلى شجر الغرقد الذي كان يكسو المكان قبل ذلك وللتميز بينها وبين بقيع الزبير وبقيع الخضمات ، اتخذ أهل المدينة المنورة من مقبرة البقيع مكان لدفن أمواتهم حيث احتضنت الكثير من أهل المدينة والصحابة الكرام والتي ما زالت تستخدم لنفس الغرض حتى الآن وتبلغ مساحتها حوالي 180 ألف متر مربع.

تعد منطقة بقيع الغرقد من أشهر معالم السعودية، وهي بمثابة مقبرة المدينة المنورة التي دفن فيها الكثير من الصحابة والتابعين وآل بيت النبي، ومن أمنيات المسلم أن يدفن بها لكي يحظى بدعوة النبي حينما قال” اللهم اغفر لأهل البقيع”، كما أنه كان يذهب لزيارة البقيع ويستغفر لأهلها ويسلم عليهم.

تضم مقبرة البقيع أجساد كلاً من عثمان بن عفان والسيدة فاطمة والسيدة عائشة والحسن بن علي وعلي بن الحسين والعباس عم الرسول، وكثير من الصحابة والتابعين وتابعيهم، كما تضم أعداداً كبيرة من الصالحين والعلماء حتى هذا اليوم.

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف

يعتبر مجمع الملك فهد أشهر معالم المدينة المنورة الذي يشتهر بطباعة المصحف الشريف بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي وترجمته والعناية بالبحوث والدراسات الخاصة بعلوم القرآن، تم تأسيسه عام 1984 ميلادية ويعد أكبر مطبعة تعمل على طباعة ملايين النسخ من المصحف الشريف وتوزيعها في جميع أنحاء العالم.

 وقد وضع الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله حجر الأساس للمجمع عام 1403هـ و افتتحه عام 1405 هـ. وينتج المجمع سنويا ما متوسطه عشرة ملايين نسخة، ويوزع مثلها على المسلمين في جميع القارات ، ويجري المجمع دراسات وأبحاثا مستمرة لخدمة الكتاب والسنة ويضم أحدث ما توصلت إليه تقنيات الطباعة في العالم. 

محطة الحجاز

 محطة الحجاز آخر محطات سكة قطار الحجاز القديمة التي كانت تربط دمشق بالمدينة المنورة مرورا بالأردن وصحاري وجبال تبوك وجبال الحجاز وقد كانت تمتد بطول 1320 كم وقد بناها السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1900 وهي الآن تفتح كمتحف يعرض تاريخ المحطة وتاريخ المدينة المنورة ، ويقع الطرف الآخر من محطة الحجاز في دمشق وهي محطة انطلاق الخط الحديدي الحجازي التاريخي والذي توقف العمل به منذ عام 1917 م .

تقع محطة قطار الحجاز على بعد كيلو متر غرباً من المسجد النبوي الشريف تحديداً بجانب مسجد العنبرية، وتتمتع بطراز معماري مميز يجمع بين المعمار التركي والعربي، وبنيت بطول 700 متر وعرض 150 متر وتضم عدداً من المباني، وتعد من أهم معالم السياحة في المدينة المنورة ذات الطابع التاريخي.

متحف دار المدينة

يعتبر متحف دار المدينة أول وأكبر متحف يعرض التاريخ العمراني والحضاري للمدينة المنورة التي تعكس فيه الحضارة الإسلامية  للتعرف على تفاصيل دقيقة وشاملة من معالم السيرة النبوية والإسلامية والثقافة العمرانية والحضارية للمدينة المنورة، و يجسد تاريخ آلاف السنين عبر المجسمات والصور والمؤلفات والمعروضات النادرة. 

 يهدف المتحف إلى إثراء المعرفة في العلوم والأبحاث المتخصصة في تاريخ المدينة المنورة ويتميز باستعراضه لمجموعة كبيرة من المقتنيات والمجسمات التي تنقل صورة حية عن معالم تاريخ المدينة المنورة بالإضافة إلى مجموعة ضخمة من الصور النادرة لتاريخ المدينة المنورة.

ويقع المتحف في الجهة الشرقية للمدينة المنورة بمقر مدينة المعرفة الإقتصادية على امتداد شارع الملك عبد العزيز أمام محطة سكة قطار الحرمين ، و افتتح متحف دار المدينة بشكل رسمي عام 2011 .

 

 

                                                                                                                    

المصادر :

تقرير خاص بموسوعة كيوبيديا