زراعة الذرة بسهول عسير: وفرة في الانتاج وقيمة غذائية عالية
on- 2022-09-11 11:46:52
- 0
- 1107
الزراعة في المملكة العربية السعودية تحسنت بشكل كبير على مدى العقود الماضية. على الرغم من أن الصحاري تشكل جزء كبير من مساحتها، إلا أن هناك العديد من المناطق التي تمثل مناخاً وأرضاً خصبة للزراعة، وقد أسهمت التضاريس المميزة بين الجبال والسهول وكثرة الأمطار في نجاح زراعة الذرة بنوعيها الصفراء والبيضاء في منطقة عسير ، فيما أحدث الدعم الكبير للمزارعين من قبل الحكومة نقلة كبيرة في الإنتاج الزراعي على مستوى المملكة، ومنها منطقة عسير التي أصبحت في سنة 1443 هـ الأولى بين المناطق الإدارية في المملكة، من حيث عدد الحيازات الزراعية، حيث وصل عددها بالمنطقة إلى 69466 حيازة وبنسبة 24.5 بالمئة من إجمالي عدد الحيازات في المملكة .
تشتهر منطقة عسير بمحاصيلها الزراعية الموسمية في ظل ما حباها الله -سبحانه وتعالى- من تضاريس مميزة في السهل والجبل، أسهمت في توفر أغلب المحاصيل الزراعية, ولعل من أهم المحاصيل الزراعية التي شهدت زيادة في رقعتها الزراعية في مختلف محافظات منطقة عسير نبات الذرة، حيث أسهم في ذلك كثرة الأمطار بالمنطقة، إضافة إلى ارتفاع منسوب كمية مياه الأمطار في السدود والآبار، التي يعتمد الكثير من المزارعين عليها في ريّ مزارعهم .
وفي عدد من مزارع الذرة في محافظات جنوب منطقة عسير، تتنوع الأراضي الزراعية في المنطقة ما بين طينية تقع على أطراف الأودية وتشتهر بخصوبتها، وتسقى من سيول الأودية والأمطار الموسمية، وأخرى زراعية صفراء وتمثل أكثر الأراضي الزراعية توفراً بالمنطقة .
ويعتمد الأهالي في زراعة الذرة على الأمطار ومياه الآبار، إضافة إلى الأراضي الزراعية على سفوح الجبال على شكل مدرجات زراعية تُروى بمياه الأمطار, و زراعة ما يزيد على 80 بالمئة من المزارع ذرة يعزى لوفرة وغزارة الأمطار بمنطقة عسير .
وجودة محاصيل مزارع الذرة ووفرتها مرتبطة بدقة حساب مطالع النجوم وأوقات الزراعة خلال الفصول الأربعة للسنة، المعروفة لدى المزارعين المحليين بالحلال، وكل فصل أو حل يدخل بيوم الأحد وينتهي بيوم السبت، وكل حل سبعة نجوم، وكل نجم 13 يوماً أي ثلاثة أشهر تماما .
ويمر موسم حصاد محصول حبوب الذرة البلدي بعدة مراحل منذ عملية حرث المزرعة, وذري وسقيا تربتها الطينية حتى عملية صرمها «صربها», وفق آلية وعمل متدرج ومنظم من قبل المزارعين تستمر لأكثر من 3 أشهر, وتُعَدُّ الحبوب بشكل عام من المحاصيل الزراعية الرئيسة التي يقوم المزارعون بزراعتها لتأمين الغذاء لهم ولمواشيهم . وكانت قديما تشكل الغذاء الرئيسي للسكان وهذا دفع بالمزارعين إلى الاهتمام بزراعتها في مزارعهم المتواضعة، ومعظم الحبوب الغذائية المزروعة يستهلك القسم الأكبر منها من قبل الاهالي لتغطية الاحتياج المنزلي من الغذاء, أما القسم القليل الباقي من الإنتاج الزراعي فيتم تسويقه في المحافظات المجاورة.
ومن أنواع الحبوب كذلك الذرة الرفيعة وتُعَدُّ من أقدم المحاصيل الزراعية وتتم زراعتها في فصل الصيف وذلك بسبب أنها تحتاج إلى الحرارة المرتفعة خلال فصل النمو،وتعد الذرة الرفيعة من أهم المحاصيل التي تمثل غذاء مهماً للسكان، وتسمى محليا عند أهالي المحافظة "بالمطيان أو الأماطي، وهي من أقدم المحاصيل الزراعية في المنطقة، وتتم زراعتها في فصل الصيف، لأنها تحتاج إلى الحرارة المرتفعة خلال مراحل نموها، وتأتي في المركز الثاني في محاصيل الحبوب الغذائية بعد القمح في المنطقة .
إن الذرة لها فوائد غذائية كثيرة على صحة القلب، وتقوية المناعة وعلاج فقر الدم، ونضارة البشرة، وخفض نسبة الكوليسترول, ويزرع المزراعين أيضاً نوع آخر من الذرة، وهي الذرة الصفراء وتُستخدم في الغالب كغذاء للمواشي .