تاريخ باب الكعبة المشرفة بمكة المكرمة
on- 2022-09-04 12:42:55
- 0
- 1876
تعتبر الكعبة من أقدس المواقع على وجه الأرض من قبل جميع المسلمين لأنها المكان الذي يواجه فيه المسلمون في جميع أنحاء العالم عند أداء الصلوات الخمس اليومية.
باب الكعبة يقع في الجهة الشرقية منها، ويرتفع عن الأرض ب 222سم ، وطول الباب نفسه 318سم ، وعرضه 171سم ، وبعمق ما يقارب نصف متر.
لقد كان للكعبة المشرفة فتحة للدخول إليها، ومن ثم صنع لها باب، لكن لا يعلم على وجه الدقة، متى ومن أول من عمل باباً للكعبة، إذ اختلف الرواة في ذلك على عدة أقوال، أرجحها أن تُبَّعًا الثالث أحد ملوك اليمن المتقدمين على البعثة النبوية بزمن بعيد هو أول من جعل للكعبة المشرفة بابًا.
فقد روى ابن هشام في سيرته عن ابن إسحاق قال: «وكان تبع فيما زعموا أول من كسا البيت، وأوصى به ولاته من جرهم، وأمرهم بتطهيره، وجعل له بابًا ومفتاحًا». و ذكر الأزرقي في أخبار مكة عن ابن جرير قال: « كان تبع أول من كسا الكعبة كسوة كاملة، وجعل لها بابًا يغلق، ولم يكن يغلق قبل ذلك، وقال تبع شعرًا منه هذا البيت: وأقمنا به من الشــهر عشرًا وجعلنا لبابــــه إقليــدا».
وفي عهد عبد الله ابن الزبير كان باب الكعبة يبلغ من الطول أحد عشر ذراعًا، وفي زمن الحجاج بن يوسف الثقفي أصبح طوله ستة أذرع وشبر، قال ابن جريج: وكان الباب الذي عمله ابن الزبير أحد عشر ذراعًا، فلما كان الحجاج عمل لها بابًا طوله ستة أذرع وشبر».
وفي سنة 1045هـ غير الباب، وجعل فيه من الحلية الفضية ما زنته 166 رطلاً، وطلي بالذهب البندقي بما قيمته ألف دينار، وكان ذلك زمن السلطان مراد الرابع. وبقي هذا الباب على الكعبة إلى سنة 1356هـ، حيث ذكر في تاريخ الكعبة قال : « وهذا الباب الأخير الذي عمله السلطان مراد خان هو الباب الموجود على الكعبة المشرفة إلى العصر الحاضر».
وفي العهد السعودي تم تركيب بابين، الأول في عهد الملك عبد العزيز آل سعود عام 1363هـ، والثاني وهو الموجود حاليًّا، وكان قد صنعه الصائغ أحمد بن إبراهيم بدر بأمر من الملك خالد بن عبد العزيز وقد صُنع من الذهب حيث بلغ مقدار الذهب المستخدم فيه للبابين حوالي 280 كيلو جرام عيار 99.99 بتكلفة اجمالية بلغت 13 مليونا و420 ألف ريال عدا كمية الذهب. واستغرق العمل منذ بدء العمل التنفيذي فيه في غرة ذي الحجة عام 1398هـ اثني عشر شهرًا. وتم إنشاء باب داخل الكعبة المشرفة يؤدي إلى سقفها وسمي بباب التوبة.
أما مفتاح الكعبة فيودع عند بني شيبة الذين لهم سدانة الكعبة كما هي وصية النبي.
معلومات عن باب الكعبة:
- باب الكعبة الموجود حالياً هو الباب الثاني الذي أمر به الملك خالد رحمه الله.
- توصل إلى درجة عالية من الجودة والمتانة وذلك لاستخدامه أحدث الطرق الفنية في الهيكل الإنشائي للباب حتى لا يحتاج الباب إلى الصيانة.
- تم تجهيزه بواسطة فنيين أخصائيين في التصميم الزخرفي مع مراعاتهم لعوامل الطقس وجعل باب الكعبة يتحمل درجات الحرارة الشديدة والأمطار أيضاً مع أخذ الاحتياطات الفنية لجعل الباب يرتبط بالجوانب الأخرى من جهة والحلق من الجهة الأخرى.
- نهاية الباب يوجد به عارضة وذلك لمنع دخول الأمطار إلى داخل الكعبة المشرفة وبها قضيب خاص يضغط على حرف الباب عند العتبة في وقت الإغلاق.
- تم الاهتمام بالزخرفة والكتابة على الباب حيث كانت الزخرفة متجانسة ومتنوعة وأهم عنصر فيها هو زخرفة الإطار البارز وهي الزخرفة الموجودة في مكان القفل.
- يحتوي قفل الكعبة المشرفة على ميزة خاصة في الشكل الوظيفي والتراثي.
- تم إضافة زخارف متميزة في الزاويتين العلويتين لإبراز شكل قوس يحيط به لفظ الجلالة ( الله عزو وجل ) واسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآيات قرأنية أيضاً، ثم بعد ذلك توجد حشوتان على شكل شمسين مشرقين في وسطهما كتابة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) .
- تم الكتابة تحت الحشوتين العلوتين آيات قرآنية وهي ( ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ ) و ( وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا ) و ( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) و (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )، ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ).
- الحشوتان الموجودتان تحت القفل كتبت في وسطيهما سورة الفاتحة.
- تحت هاتين الحشوتين عبارات تاريخية بخط صغير ( صنع الباب السابق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود سنة 1363هـ) ، وتحتها ( صنع هذا الباب في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود سنة 1399هـ ).
- في الدرفة اليمنى يوجد زخرفة خفيفة وعبارة هي ( تشرف بافتتاحه بعون الله تعالى الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود في الثاني والعشرين من شهر ذي القعدة سنة 1399هـ ).
- في الدرفة اليسرى عبارة وهي ( صنعه أحمد إبراهيم بدر بمكة المكرمة ، صممه منير الجندي ، واضع الخط عبد الرحمن أمين ) .
- يوجد في الجوانب لوحات دائرية بارزة تحمل أسماء الله الحسنى وعددها خمس عشرة وتم تصميمها بطريقة فنية حسب التصميم الزخرفي.
- الكتابة فوق الباب يا واسع يا مانع يا نافع أما في الجانب الأيسر يا غني يا مغنى يا حميد يا مجيد يا سبحان يا مستعان أما الجانب الأيمن يا عالم يا عليم يا حليم يا عظيم يا حكيم يا رحيم.
- القاعدة الخشبية سمكها عشرة سنتيمترات وبها لوحات من الذهب الخالص مصنوعة من خشب التيك وتم تركبيها باستخدام مادة لاصقة خاصة حتى تضمن استمرار التصاق الخشب بالذهب إلى فترة غير كحددة.