قلعة جدعية التراثية بمنطقة القصيم
on- 2022-08-31 12:50:41
- 0
- 1284
تعد منطقة القصيم مركزًا تراثيًّا رئيسًا ووجهة رئيسة للزوار، ومن أشهر المواقع في المنطقة قلعة الجدعية الشهيرة الواقعة في الرس التي تعد وجهة مثالية لمحبي اكتشاف تاريخ المنطقة، ومن أبرز المعالم السياحية في القصيم التي حظيت بزيارة وفود كثيرة.
قلعة جدعية تعد من أهم الأماكن التراثية والسياحية والثقافية والقلاع القديمة في القصيم بمحافظة الرس، والتي تدعم عجلة التنمية السياحية في المملكة، وتعتبر من أبرز المواقع الرائعة التي تعكس صورة جمال البيت النجدي التراثي وبساطته، وعندما تُشاهد هذا الموقع يدهشك جودة المكان وعمق المحتوى التراثي الجميل والرائع الذي يُحَرِّك في داخل أعماقك الحنين والشوق للماضي الأصيل والزمن الجميل والشوق للحياة النجدية القديمة.
وتعد قلعة جدعية التراثية من الأماكن التراثية العريقة في تصميمها ومساحتها؛ حيث تحتوي على مجموعة وعدد من المباني والغرف القديمة التراثية؛ منها: بيت الجَدَّة والسوق الشعبي والدُّور السكنية التراثية، إضافة إلى القلعة الرئيسة التي يصل فيها ارتفاع قهوة الرجال إلى أكثر من 10 أمتار، والمسجد الذي يمثِّل نموذجًا للمساجد التاريخية في القصيم، وتضم قطعًا وآثارًا تحكي عادات وحياة أهل القصيم عامة -والرس خاصة- قبل عقود من الزمن، لا سيما ما يتعلق بالمهن والمعيشة والملابس وغيرها، ووثقت أركانها تاريخ المملكة وما مَرَّ بها من حروب ومواقف بطولية سَطَّرها أبناء المملكة على مراحل تكوين الدولة السعودية من الأولى وحتى الثالثة، وتتميز قلعة جدعية بمساحتها الكبيرة جدًّا؛ حيث تتمكن من استيعاب العديد من الزُّوار والسياح في آنٍ واحد وقضاء أوقاتٍ ممتعة بالتجول فيها.
وتبلغ مساحة قلعة جدعية التراثية 6250 مترًا مربعًا، وتحتوي على أكثر من 30 ألف قطعة تراثية جمعها خالد بن محمد الجدعي أحد أبناء الرس في متحف خاص شغل فكره منذ صغره كحلم راوده، حتى حققه على أرض الواقع؛ لتصبح اليوم مقصدًا وهدفًا لكثير من الوفود والهيئات العلمية ومحبي التراث داخل المملكة وخارجها.
وتضم القلعة متحفًا رئيسًا يقع وسط إطلالة على المجلس، ويحوي قطعة تراثية متنوعة ونادرة، تضم أركانًا متعددة لقطع وأدوات قديمة؛ منها: المصحف وعلومه، والمخطوطات النادرة، والصور، والنحاسيات والعملات، وأدوات التعليم، والصناعات والمشغولات الحديدية، والخشبيات، والأسلحة والبنادق، والأبواب الخشبية، والملابس المقتنيات الشخصية والجلديات، والزراعة، والألعاب، والملابس التراثية، والتقنيات وسائل الاتصال في الماضي، وأدوات المطبخ، ولوحات ومقتنيات السيارات التراثية، والهدايا، بالإضافة إلى قسم نسائي متكامل خاص بالضيافة النسائية، وغرفة العروس «الروشن»، ويحتوي على ملابس ومستلزمات وأدوات تجميل العروس قديمًا، وبيت الجَدَّة المطرز بنقوش ذات طابع نجدي جميل، وهو مكان التدفئة بالنار واستقبال الضيوف.
وتحتوي على المجلس الكبير الذي يتميز بأعمدة صخرية مميزة، يرتكز عليها فناؤه، وتملأ جوانبه القطع الأثرية، وتكسو أرضه عدد من القطائف الصوفية النادرة ذات الرسومات والتشكيلات الرائعة المصنوعة يدويًّا منذ عشرات السنين، ويلفت نظر الزائر للقاعة الموقد «المسوى» الذي يُسَمَّى في وقتنا الحاضر بالمطبخ، وهو نموذج لمكان الطبخ في الماضي، ويحوي العديد من الأدوات والقدور والقطع القديمة، فيما خصص مكانًا يمثل السوق الشعبي، ويضم مجموعة من المحلات الشعبية التي كانت عليها حياة الآباء والأجداد بمتاجرهم الملفتة ذات المباسط الصغيرة، كما يوجد العديد من المهن والحرف التي كان يمارسها الناس بالماضي؛ منها: محل الخباز، وقد شُيِّد محاكيًا لخباز الزاهرية قديمًا الذي افتتح عام 1374هـ عند افتتاح المدرسة العسكرية في محافظة الرس لتلبية احتياج المدرسة وأفرادها، ومحل النجار يشتمل على لوازم النجارة، ومحل الصانع؛ وهو مكان إصلاح وصناعة وتدوير ما يخص المعادن من نحاس وحديد وغيره، ومحل الخصاف؛ وهي مهنة سف الخوص من أجل الاستفادة من مخلفات النخيل، وبقالة المفرق؛ نسبة إلى أول بقالة افتتحت في الرس بداية السبعينيات الهجرية، وكانت نقلة نوعية بالمعيشة بتلك الحقبة الزمنية؛ لتنوع وجودة المعروضات، كما تحوي القلعة عدد من الدُّور الرائعة التي تحاكي بساطة ذلك الزمن، علاوة على «القبو» الذي يقع تحت الأرض أسفل بيت الجَدَّة نورة الشايع.
وعُدَّت القلعة مَعْلَمًا وطنيًّا مهمًّا لإقامة الفعاليات في محافظة الرس التي تتواكب مع المناسبات الوطنية والاجتماعية والإنسانية، وأتاحها مالكها لاستفادة الجمعيات الخيرية، وزيارة إخوتنا من ذوي الإعاقة، ودور الأيتام.
إن المتاحف الخاصة من أهم المقاصد السياحية التي يزورها العديد من الباحثين والسياح في المملكة وغيرهم من الوفود السياحية، مشيرًا إلى قلعة جدعية من أهم المواقع السياحية في منطقة القصيم، بالإضافة إلى 21 متحفًا تضمها للتعريف بالتراث الوطني في المنطقة من أصل 173 متحفًا مرخصًا من السياحة حتى نهاية عام 1438هـ.
هذا، وقد شهد متحف قلعة جدعية التراثية زيارة أصحاب المتاحف من مختلف مناطق المملكة، ويقع في مركز متقدم بين متاحف المملكة؛ من حيث عدد الوفود -التي تزور المنطقة من أجل الاطلاع على تراثه القديم العريق- الذي يُقدم في تكامل تام أسهم في جذب العديد من الزوار.
وتحرص هيئة السياحة على مساندة هذه الجهود وتباركها، وتعمل على تذليل الصعاب التي تعترضها، وهناك عديد من عوامل الدعم التي سوف تقوم بها من خلال إعادة وتنظيم العروض داخل كل متحف في منطقة القصيم تتمثل في إيجاد لوحات إرشادية وتعريفية بالمتاحف، وإيجاد نظام إلكتروني يضمن تواصل أصحاب المتاحف وتسهيل إجراءاتهم مع الهيئة دون تكبد عناء السفر، وإطلاق برنامج تدريبي لأبناء أصحاب المتاحف.