قصر صاهود تاريخ وتراث بمحافظة الأحساء
on- 2022-08-04 15:21:03
- 0
- 668
يعتبر قصر صاهود من أهم المواقع التراثية التي لازالت تؤكد على حضارة وتاريخ محافظة الأحساء الواقعة شرق السعودية حيث يقع القصر في الجهة الغربية لمدينة المبرز ثاني أكبر مدن المحافظة.
وهو قلعة تقع خارج الأسوار الغربية لمدينة المبرز، ويواجه مدخله ضاحية الحزم، وقد اُعيد بناؤه بشكل جيد ويستخدم كثكنات للجيش العربي السعودي.
وكان الغرض من بنائه الذي بدأ في عام 1790م، واستمر لمدة 10 سنوات؛ لحماية وصد أي هجوم يأتي من الجهة الشمالية للمدينة، أما عن تسميته بهذا الاسم، فكان بسبب مدفع حربي كان معروفاً باسم "صاهود"؛ إذ كان يستخدم لصد الهجمات، فاقترن اسم القصر بهذا المسمى منذ ذلك الوقت إلى وقتنا الحالي.
يتميز القصر بجمال التصميم في أسواره المنيعة، وسلالمه التي تصل لأعلى السور وأبراجه العتيدة وغرفه المتعددة؛ إذ تقدر مساحته إجمالياً بنحو 17050 متراً مربعاً، فهو يقع على ربوة مرتفعة بشكل مستطيل تصل أضلاعها بنحو 60م، في90م.
استُخدم الطوب اللبني في بناء اسوار وأبراج القصر وعليه طبقة من اللياسة الطينية الخارجية وأسوار وأبراج القصر هي أهم العناصر الدفاعية به حيث تم بناؤها على مستوى بين خارجي وداخلي يربطان بعضهما بخشب جذوع النخل لزيادة العملية الدفاعية، ويملأ الفراغ بين السورين بحجارة وطين، وزودت هذه الأسوار بفتحات تتسع لفوهات المدافع لإطلاق النار منها والأبراج مرتبطة مباشرة بالأسوار وتستخدم للدفاع والمراقبة، وكل برج يتكون من دورين يصعد إلى العلوي من الداخل ولزيادة العملية الدفاعية زود القصر من الخارج بخندق عميق يصعب من خلاله اقتحام القصر، ويقع المدخل الرئيسي للقصر في الجهة الغربية وهو على نظام المداخل المنكسرة يعلوه غرفة مراقبة مستطيلة المدخل الغرف الخاصة بسكن الجنود، وفي الجنوب الشرقي منها يوجد غرفة المستودع.
كما يضم القصر بئراً بجوار القصر لتزويد القصر بالمياه اللازمة، وللقصر غرفة مربعة الشكل تقع على شمال المدخل كما يوجد مسجد مستطيل له منبر ومحراب يتكون من خمسة أعمدة تحمل أربعة عقود، كما يضم القصر مجلساً بالركن الجنوبي الشرقي بجوار البئر بالإضافة إلى إسطبلات بالركن الشمالي الغربي والحمامات تقع بجوار السور الشمالي.
ولا يعرف من هو صاحب بناء القصر الأصلي إلا أن بعض المصادر التاريخية تذكر أن بناء القصر يرجع إلى أواخر القرن السابع الهجري وأن أول من سكنه هم بنو خالد الذين سكنوا المبرز وجعلوها عاصمة للأحساء اثناء حكم أميرهم براك الذي تمكن من طرد الأتراك من الأحساء سنة 1082هـ فيما يرى آخرون أن الذي أسسه هو الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد وذلك في العقد الثاني من القرن الثالث عشر الهجري.
قامت هيئة السياحة والتراث الوطني، المشرفة على القصر، بالعديد من عمليات الترميم والاهتمام به، من أجل المحافظة عليه لمكانته التاريخية وطريقة بنائه الفريدة؛ حيث قامت على فترات متباعدة باستبدال أجزاء متفرقة من سوره الخارجي، وغرفه الداخلية بسبب تعرضها للانهيارات جراء العوامل الطبيعية، من خلال وضع الحجر والطوب الحديث، كما تم طلاؤه من الداخل بمواد تشبه ألوانه السابقة؛ لكي يحتفظ بمظهرة التاريخي.