التنوع الجغرافي والبيئي بمحافظة بارق بمنطفة عسير
on- 2022-07-21 15:28:22
- 0
- 1013
محافظة بارق تقع في أقصى الجنوب الغربي للمملكة العربية السعودية، شمال مدينة أبها بحوالي 120 كم . يخترقها الطريق الإقليمي (اليمن، جيزان، أبها – مكة، جدة). تحدها من الشمال المجاردة ومن الجنوب محايل ومن الشرق تنومه ومن الغرب القنفذة.
وتعد محافظة بارق من إحدى أكبر المحافظات في منطقة عسير مساحةً إذ يبلغ إجمالي مساحتها 5400 كم مربع, ويتبع لمحافظة بارق عدة مراكز هي مركز ثلوث المنظر , جمعة ربيعة المقاطرة , سيالة وسليم.
وقد أثبتت الدراسات الأخيرة أن محافظة بارق تتميز بما نسبته 40% من الأراضي الصالحة للاستثمار وهي ثاني أعلى نسبة بين محافظات المنطقة حيث تأتي في المقدمة محافظة محايل وتستحوذ على ما نسبته 55%، وفي بارق فرص استثمارية ضخمة تؤكد كل الدراسات نجاحها للموقع الذي تتميز به.
عُرِفَت قبل ظهور الإسلام بمنطقة بارق، وهي ديار يَمرُّ بها طريق التجارة القديمة من اليمن إلى مكة المكرمة ثم بلاد الشام التي تُعرف برحلة الشتاء والصيف. كان يُقام فيها سوق حباشة في أول شهر رجب لمدة ثمانية أيام، وهو واحد من أعظم أسواق العرب على الإطلاق وكان آخر سوقٍ خربَ من أسواق الجاهلية. وفي أواسط القرن السابع الميلادي دخلت قبائل بارق في الإسلام، ولعبت دوراً مفصلياً ورئيسياً في الفتوحات الإسلامية، وقد استوطن الكثير من أفرادها في البلاد المفتوحة خلال تلك العصور.
يبلغ عدد سكان محافظة بارق بحسب إحصائيات عام 2015، 75,351 نسمة؛ منهم 50,113 في مدينة بارق، موزعين على الأحياء والقرى. وتنتشر فيها القرى المجهولة، والمزارع على سفوح الجبال والسهول كما تخترقها العديد من الأودية، وتعتبر إحدى مشاتي منطقة عسير لما فيها من طبيعةٍ خلاَّبةٍ واعتدالٍ في الجو خلال الشتاء.
وتعتبر بارق محافظة ومدينة، أي أنها محافظة تشغل كامل مساحتها مدينة واحدة، وفي نفس الوقت مدينة كبيرة تشكل محافظة بذاتها. تمتاز بتنوع تضاريسها وهذا يوفر لمناخها تنوعا فريدا، فأجزاء منها تصلح لأن تكون مشتى، وأجزاء منها تعد مصيفاً جميلاً. وهذا يعتمد على الموقع الذي تختاره صيفاً أو شتاء. وتعد بارق الأغزر أمطاراً في شبه الجزيرة العربية، حيث يصل المعدل السنوي للأمطار في بارق حوالي 700 مليمتر.
تقع بارق ضمن تشكيلات الدرع العربي المكوَّن من صخور متحولة، وصخور جوفية اندساسية، وصخور جرانيتية، التابعـة لـدهـر طلائع الحياة (قبل الكمبري)، أما الأودية فتغطّيها ترسُّبات الحصى والرمال، ومعظم هذه الأودية التي تتشكل منها بارق تتبع في تكوينها حركات الصدوع والانكسارات التي مرَّت بالدرع العربي خلال الأزمنة الجيولوجية القديمة. يبلغ ازدياد بارق حوالي 400 متراً فوق مستوى سطح البحر، ويمكن تقسيم تضاريس بارق إلى قسمين كالتالي:
- مرتفعات: تحيط ببارق من جميع الجهات ما عدى الجهة الشمالية، وهي تعبير عن جبال عالية ترتفع بعضها عن سطح البحر إلى ما يقارب 2,000 متر.
- منخفضات: وهي السهول والأودية، وتُشكِّل أكثر من نصف مساحة منطقة بارق، وعلى هذه السهول وضفاف الأودية تقوم قرى بارق. وتوجد بعض الغابات في الشمال والجنوب مثل:
- غابة حورية: تقع شمال بارق.
- غابة خبت آل حجري: تقع شمال غرب بارق، ويقع شرقها منتزه بارق الجديد.
- غابة الحمض: تقع شمال بارق.
- غابة (جبال): تقع جنوب بارق، ويَمرُّ عليها وادي جبال ويقع فيها منتزه بارق الوطني
تتميز بارق بأنها منطقة جبلية وقد تميّزت جبال بارق عن غيرها من المناطق المجاورة لها بارتفاعها وضخامة صخورها وتعدد أنواع النبات بها. وتعيش على هذه الجبال الكثير من الحيوانات البرية المتوحشة مثل الذئاب والنمور والضباع والثعالب، كما تعيش عليها الوبارة والأرانب وكثيرٌ من الطيور. وتعتبر الجبال مراعي خصبة للأغنام والماشية، ومن أشهر الجبال:
- جبل اثرب: من أبرز معالم بارق وهوالحد الفاصل بين بارق وبني شهر ويقدر تعداد السكان حوالي 5000 نسمة تقريباً.
- جبل بركوك: يقع في الجنوب الشرقي من محافظة بارق، وارتفاع جبل بركوك عن سطح البحر 1,922 متراً ويسكنه حوالي 3,000 نسمة.
- جبل قتروي: جبل ضخم، حيث يمتدُّ إلى أكثر من ثلاثة كيلومترات، ويقع غرب بارق إلى الغرب من وادي شري ويرتفع عن سطح البحر 1,100 متر.
- جبل فقعة: يقع إلى الجنوب من جبل اثرب وإلى الشرق من جبل ناحت، وبالتحديد شرق بارق، ويبلغ ارتفاعه عن سطح البحر حوالي 1,800 متر.
- جبل ناحت: يقع جنوب جبل اثرب، ويُطِلُّ على بلاد آل جبلي وآل سباعي، ويقع شرق بارق، ويعتبر من وافد وادي الواددين ووادي المرارة ووادي الركس، ويرتفع عن سطح البحر حوالي 1,600 متر تقريباً.
- جبل ريدان: يقع في جنوب شرق بارق، وهوالحدُّ الفاصل بين قبائل بارق وقبائل بقرة بني شهر، ويرتفع عن سطح البحر حوالي 1,600 متر تقريباً..
- جبل القمر: ويقع إلى جنوب جبل اثرب وإلى الشرق من جبل فقعة، وبالتحديد شرق بارق، ويبلغ ارتفاعه عن سطح البحر حوالي 1,700 متر.
تضمُّ بارق الكثير من الأودية بحكم مسقطها، ومن أبرز هذه الأودية:
- وادي شري: المعروف بوادي بارق، يعتبر من أكبر وأشهر أودية اليمن على الإطلاق، ويتميز بجريانه طوال العام. ينحدر من أعالي جبال السروات، ثم يسيل من شمال جبل اثرب, ويخترق وسط بلاد بارق حتى يسيل في وادي بقرة ثم إلى وادي حلي.
- وادي بقرة: يبلغ إجمالي طوله حوالي 90 كيلومتراً، فهوأحد أكبر أودية عسير. ينحدر من أعالي تنومة ويسيل من جنوب بارق، ويعتبر الحد الفاصل بين بلاد قبيلة بارق وقبيلة آل دريب، ويسيل في وادي حلي بن يعقوب.
- وادي خاط: يعد من أشهر أودية عسير، ويمتاز بالعيون والأشجار النادرة والشلالات وأشجار البن والكادى والرياحين والورود والحناء وكافَّة أنواع الفواكه، ومن أشهرها الموز. وتقع على ضفافه أكثر من 50 قريةً من بلاد قبيلتي قضريمة وآل فصيل من بطون بارق.
- وادي جبال: ينحدر من جبال بارق الجنوبية، ومن أشهر روافده وادي العيرية، ويقع إلى الشمال من وادي بقرة.
مناخ بارق بصفةٍ عامَّة حار صيفاً معتدل شتاءً. أما مرتفعات بارق فالمناخ فيها معتدل طول العام وشديد البرودة في فصل الشتاء. ومتوسط الحرارة في المدينة يتراوح بين °30 مئوية، والصغرى °18. تهب على بارق الرياح الموسمية القادمة من المحيط الهندي، وكذلك الرياح الغربية القادمة من البحر الأحمر، وغالباً ما تكون محمّلة بسحب ممطرة, وتزداد الأمطار في مدينة بارق في فصل الشتاء.