قريتي "دحضة" و"القابل" رمز التاريخ والتراث النجراني
on- 2022-07-18 15:52:51
- 0
- 812
لا زالت قريتي "دحضة" شمالاً و"القابل" جنوباً على ضفتي وادي نجران الشهير تحمل رموز المراحل التي عبرها الإنسان منذ العهود الحجرية، وحتى عهد بيت الطين النجراني المعروف ما قبل 50 سنة. تشكل القريتين المتقابلتين لوحة جمالية شهدت حضارات ضاربة في أعماق التاريخ النجراني.
قرية "القابل" مقابل قرية "دحضة" جنوباً بعد مجرى وادي نجران، حيث تضم القرية موقع الأخدود الأثري الأشهر في منطقة جنوب الجزيرة العربية، والعديد من المواقع التي تضم نقوشاً ورسوماً ودلالات تاريخية هامة كُتبت بالمسند. واشتهرت قرية "القابل" بالإنتاج الزراعي على مستوى البر والذرة وإنتاج التمور الفاخرة منذ القدم.
تتميز "قرية القابل" بمدينة نجران باحتفاظها بالعديد من البيوت الطينية القديمة أو ما يسمى بـ "الدروب"، التي تتسم بالدقة والخصوصية في التصميم المعماري الفريد, الذي يعكس الهوية التاريخية والتراث العمراني للمنطقة.
وتتمركز البيوت الطينية القديمة " الدروب " بـ " قرية القابل " حول الآبار القديمة التي كانت تنتشر بالقرية بداية من حدودها الشرقية المحاذية لمزارع "الحصين"، وصولاً لـ "بئر سلوى " في الجهة الغربية، فيما يحدها من الجنوب " الحمر "، وتمتد من موقع الأخدود الأثري وصولاً لضفاف وادي نجران في الجهة الشمالية، ومنها " بئر اليتيمه "و " نعمان " و " كعب " و " مخضه " ، " رقيبه " ،و " الزجاج " و " عتيق "وغيرها, من الآبار الأخرى، التي تعرف المواقع المختلفة في القرية بأسمائها حتى يومنا الحاضر.
ويــحرص عدد من أهالي نجران على المحافظة بما يعرف بـ " الدروب " الطينية, التي كانوا يعيشون بها قبل التطور العمراني والاقتصادي الذي مرت به المملكة خلال السنوات الماضية، وذلك بالعناية بها والسكن بجوارها دون هدمها أو أزالتها، لتشكل مع مزارع النخيل والقمح التي تنتشر في جميع قرى " حي القابل " جمالاً طبيعياً تختص به قرى المنطقة.
تشتهر قرية "دحضة" أو كما تسمى "شعب دحضة" بمجاميع النخل والبيوت العتيقة المسماة بـ "الدرب النجراني" وروابي الزراعة التي تمتد على ضفاف وادي نجران مستمدة المياه من مخزون الوادي التاريخي، ومن سيول "العَجْمَة" و"شعب جبير" و"فريخ" التي تصب من أعالي جبال "دحضة" التي تميزت بالعيون و"الغدران" بسبب هذه الوفرة المائية، مثل "غدير الوَلَع" و"غدير السبعة" وغيرها.
وقد وجد في "شعب دحضة" أدوات القواطع الحجرية الكبيرة الحجم والمكاشط والمطارق الحجرية العائدة لما قبل التاريخ "العصر الحجري" أي قبل ما يقارب مليون ومائتين سنة تقريباً. وكانت "دحضة" مركزاً اقتصادياً هاماً قبل 80 عاماً، حيث كانت تضم "سوق الأحد" الذي يعتبر من أهم الأسواق في منطقة نجران قديماً، لما يحويه من رواج لكافة البضائع المحلية وتلك القادمة من بلاد اليمن.