برحة القزاز من أشهر المعالم في مدينة الطائف
on- 2022-06-25 12:44:51
- 0
- 1589
تعد برحة القزاز من أشهر المعالم في مدينة الطائف، وكانت قديما يطلق عليها (برحة القشلة)، وأطلق على هذه البرحة مسمى برحة القزاز بضم القاف “وليس القزّاز” وذلك بسبب كثرة ألواح الزجاج الذي اشتهرت بها الطائف وذلك قبل مائة عام، وأيضًا مشهورة بمحلات بيع وشراء الزجاج بأشكاله الكثيرة وأنواعه المتعددة، والبرحة القزاز قديماً كانت تعبر عن معنى الفن، فكانت البيوت مصنوعة من الطين والحجر وواجهاتها مزينة بالألوان المبهجة الجميلة.
وكانت برحة القزاز في الماضي معروفة بأسواق الفاكهة الطازجة من جميع الأنواع ومحلات لبيع المواد الغذائية والأعشاب العلاجية والمقاهي ومتاجر لبيع الأقمشة المتنوعة وأيضًا متاجر بيع خشب العود والعطور، ولا تزال برحة القزاز محتفظة بموقعها التجاري المتميز ومساحتها الكبيرة المطلة على مبنى القشلة السابق و”المبنى الحكومي حالياً”، وفي الوقت الحالي، أصبحت برحة القزاز أكثر جمالا فقد طورت بشكل ملحوظ، فطورت أسواقها الشعبية وزينت واجهاتها بطريقة حديثة ومختلفة وهذا بسبب المجهودات التي قامت بها المديرية العامة للسياحة، وكانت برحة القزاز مشهورة بأزقتها الضيقة وبالبرحة الواسعة ومنازلها الجميلة وأشهر خانات برحة القزاز: خان القاضي، وخان العبود، التي يعود تاريخه إلى أكثر من أربعين عامًا، وبافل، ورفقي، والمفتي، والمقدلي.
وبجوار مسجد الهادي احواش ومن أشهرها (حوش الجحوف) كانت توجد به طاحونة (القمح) التي تجرها البغال لطحن البر والشعير والدخن، ويصف صاحب كتاب الطائف القديم داخل السور في القرن الرابع عشر السيد عيسى بن علوي القصير الطاحونة في كتابه، ويقول: «كانت على شكل جذع من الشجر الكبير يثبت على الجدار بممسك من الخشب الكبير على الجوانب تربط فيها رحى من أعلى والأخرى اسفل وتحتها حفرة كبيرة عليها طشت وبعض الخيش يتجمع فيها الدقيق». فقد كانت البرحة أكثرها أحواش للبهائم، وتضاء البرحة قديماً بالأتاريك والفوانيس بالغاز ليلاً من قبل أسر مشهورة.
وفيما بعد اقترح شيوخ البرحة وتجارها بتطوير البرحة وفتح دكاكين لا نعاش الحركة التجارية في الطائف، خصوصا أن الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله مؤسس الدولة السعودية كان يحب أن يصطاف هو وحاشيته وأهله في الطائف، وكثيرا ما كان أثرياء مكة وجدة يجلبون بضاعتهم إلى الطائف ويبيعون الأقمشة، الأصواف، العود، العطور، الحلويات وغيرها. فقاموا بشراء بيوت البرحة والأحواش وحولوها إلى دكاكين صغيرة تغلق بستارة من القماش ثم استعملت بعد ذلك الأبواب الخشبية وتضاء الدكاكين بالفانوس والاتريك،أرضها كان رملاً ثم رمم ببلاط.
واشتهرت البرحة ببيع الأكلات الشعبية، فكان البائعون يقفون بعرباتهم ويبيعون البليلة، الفول على ترمس، والجبنية، والغريبة، والماسية، والسحلب، المنفوش، دجاج البر، الحبش (الذرة المشوية) ويغنون أهازيج تجذب المشتري لبضاعتهم .
واليوم ترى البرحة لوحة ملّونة ببضائع التجار.. ممزوجة باللونين الأبيض والأسود المتمثلان في لون الثوب والعباءة... متذبذبة بين الحفاظ على تراثها والعصر المتطور، فهي تفتقر إلى المحلات العالمية.. وهي أشبه بسوق شعبي الآن... وما زالت محافظة على أسماء تجارها،فيجد المتسوق وهو يسير بين أزقتها القديمة التي تحيط بها الدكاكين المتراصة على الرصيف الرمادي أبواب الدكاكين استبدلت بالأبواب الإلكترونية، وزينت واجهاتها بطريقة عصرية، فأضيف عليها لمسات مصممي الديكور من الداخل والخارج،وضعت اللافتات المزينة بالأضواء ونقش عليها اسم المحل الذي يحمل عادة اسم عائلة صاحبه مثل «بقشان، الزيتوني، مرزا، السقاف»، وتعلوها المباني التي صارت شبه خالية من السكان فقد تحولت إلى مستودعات لبضائع تجار السوق.