مدينة جبة التراثية بقعة تاريخية خالدة في شمال المملكة

on
  • 2022-06-08 13:32:09
  • 0
  • 565

تعد مدينة جبة التراثية في منطقة حائل من أهم المواقع التراثية والوجهات السياحية الصحراوية الجميلة التي يرتادها الكثير من السياح من داخل المملكة وخارجها على مدار العام، وقامت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بإعادة تهيئة وتطوير هذا الموقع الذي سُجل في قائمة التراث العالمي في منظمة "اليونسكو" عام 2015 بوصفه أحد مواقع التراث العالمي.

وتضم مدينة جبة بقايا أقدم المواقع الإنسانية التي تعود للعصور الحجرية وأشهر الرسوم والنقوش الصخرية التي يستطيع السائح مشاهدتها والتعرف على واقع حياة البشرية في العصور القديمة.

ويستمتع السائح بمشاهدة قدر هائل وكثيف من الرسوم والنقوش التي رسمها ونقشها الإنسان في عصور مختلفة على واجهات صخور الجبال المحيطة، والوقوف على تقنيات الأدوات الحجرية التي استخدمها الإنسان القديم في حفر رسومه ونقوشه الكتابية المتنوعة والغنية .

ولعل من أهم الرسوم والنقوش الصخرية التي يمكن للسائح مشاهدتها في جبة تلك الموجودة في جبل "أم سنمان " وجبل " غوطة " التي تمثل النمط المبكر للحفر والنقش ويعود تاريخها إلى الألف السابع ما قبل الميلاد.

ويتميز جبل " أم سنمان " الأثري بالعديد من النقوش والرسومات الثمودية والعصر الحجري والتي تنتشر على الجبل وتعود تسميته بهذا الاسم كونه يشبه إلى حد كبير الناقة ذات السنامين وهي مستقرة في الأرض وسجل الجبل نحو (5431) نقشاً ثموديا, و(1944) رسماً لحيوانات مختلفة منها (1378) رسماً لجمال بأحجام وأشكال مختلفة كما بلغ عدد الرسوم الآدمية (262) رسماً, ويؤكد هذا العدد الهائل من هذه الأعمال لمن يشاهدها أن من نفذها لم يكن إنساناً عابراً وإنما هو إنسان يمتلك من مقومات الحضارة الشيء الكثير .

كما تتميز رسوم ونقوش جبل " أم سنمان " وجبل " غوطة " بمشاهد غنية للحياة اليومية للإنسان والكائنات الحية التي استوطنت هذه المنطقة، ويمكن تقسيم وجودهما إلى فترتين : الأولى تعود " للألف السابع قبل الميلاد " وبها تظهر الأشكال الآدمية المكتملة مع الأذرع الرفيعة وبروز الجسد، وظهور الأشكال الحيوانية مثل الإبل والخيل غير المستأنسة والوعول ومجموعات مختلفة من أشكال الأغنام والقطط والكلاب التي استخدمت في الصيد، فيما تعود الفترة الثانية " للعصر الثمودي " وأبرز رسومها ونقوشها الصخرية تتمثل باستئناس الجمال، حيث تظهر مشاهد المحاربين على ظهورها وبأيديهم الحراب، وتظهر الوعول والفهود والنعام، إضافة إلى أشكال رمزية وأشجار النخيل.

وتعد مدينة جبة محطة رئيسة وقبلة المستشرقين الغربيين الذين زاروا الجزيرة العربية نظراً لموقعها الجغرافي الذي يقع على طريق قوافل الرحالة كما تعد متحفاً فنياً من متاحف الشعوب القديمة وتستقطب مبانيها التراثية المحاطة بالنخيل السياح والمهتمين بالآثار من داخل المملكة و خارجها للاطلاع على نقوش إنسان العصر الحجري .

 

المصادر :

واس