معركة الرس : أحداثها ونتائجها
on- 2022-05-16 12:40:18
- 0
- 8017
معركة الرس تعد من المعارك الداخلية في المملكة العربية السعودية، والتي كانت في عام 1232هـ، وكانت بين الدولة العثمانية والحملة المصرية بقيادة إبراهيم باشا، و دارت المعركة بمدينة القصيم السعودية، والتي تم محاصرتها والرغبة في الاستيلاء عليها، إلا أن أبنائها البواسل استطاعوا أن يقضوا على العدوان الغاشم ويحرروا بلادهم، بل وينتصرون عليهم.
كان قائد معركة الرس في القصيم هو القائد السعودي هو اميرالرس منصورعساف وهو الذي تولى إمارة الرس لمدة سنة، وقد كان أهل الجزيرة العربية عامة في تلك الحقبة وبالأخص أهل المملكة العربية السعودية يرفضون بشدة وجود المستعمر الأجنبي في أراضيهم وشرعت معارك الدولة السعودية الأولى ، وكانوا على مدى قرون كثيرة بطولات مشرفة في مقاومة الاستعمار والتدخلات الأجنبية لبلادهم.
تعد الرس من أكبر مدن القصيم في هذه الفترة ومن أقواها تحصينا، فكانت محصنة بقلعة حربية كبيرة وأسوار قوية مبنية بالأحجار الصغيرة ومن الطين الأصفر الذي ينشف سريعاً وذي المتانة المرتفعة، وكانت أسوارها مكونة من ثلاثة جدران وبذلك يصعب اختراقها، كما حفر من حول البلدة خندقا عميقا للحماية، وقد جمعت فيها قوات كثيرة من المناطق المجاورة، كما أرسل إليها الإمام عبدالله حامية عسكرية بقيادة حسن بن مزروع وتركي الهزاني لتقوية قواتها، إلى جانب اشتراك الأهالي في الدفاع عنها، وعلى رأسهم أمير الرس منصور العساف وقاضيها الشيخ قرناس بن عبدالرحمن القرناس، كما استطاعت سريتان سعوديتان تحملان كميات كبيرة من المؤن من الدخول إلى الرس، ما ساعد على المقاومة أكثر.
الرس تعتبر هي حلقة الوصل بين كل من نجد وغربي الجزيرة العربية وأصبحت محطة جائزة لكل حملة عسكرية سائرة إلى نجد ومنها، وهذا ما يوضح مرور الحملات العسكرية العثمانية بالرس وتصميمها على فرض الحصار عليها، إذ أوضحت الأحداث أن السيطرة على الرس تعد مفتاح السيطرة على باقي المنطقة
حملة إبراهيم باشا دخلت في خلال تقدمها إلى الرس إلى بلدة الشنانة، وهي كانت خاوية من الأهالي، بعد أن نقل الإمام عبدالله بن سعود القادرين من أهلها على حمل السلاح إلى الرس، لتزويد القوات المتوفرة فيها، في الوقت نفسه نقل الشيوخ والنساء والأطفال والماشية إلى الوشم، وتم ردم آبارها حتى لا تعيش عليها القوات الغازية، وكانت قوات إبراهيم باشا قد أنهكت خلال سيرها، لذلك أقامت عدة أيام داخل الشنانة ليأخذ أفرادها قدر من الراحة قبل مواصلة السير نحو الرس.
وقد حاصر ابراهيم باشا الرس لمدة ثلاثة أشهر و17 يوما ، حيث انه كان مسيطر على كل الامور فيها وصولاً حتى منطقة الدرعية ليقوم بالسيطرة عليها، وكان حصاره كاملاً وقد تحمل اهل الرس العديد من القسوة الاجرائية والامنية وبقيت صامدة ضد الغزو العثماني لفترة من الزمن .
في ذلك الحين كان موقف إبراهيم باشا سيء جداً وهذا بعد ما خسر عدداً كبيراً من قوات جيشه فأرسل لطلب الدعم من الجيش العثماني ومع هذا لم يتحسن موقفه .وقد طلب إبراهيم باشا الصلح مع أهل الرس وقال جملته المعروفة “يا رس يا عاصي، أقضيت ملحي ورصاصي”.
قام الإمام عبدالله بن مسعود بالموافقة على تولي مدينة الرس بعد الامير منصور، ومن ثم عقد التصالح في يوم الجمعة 12 من ذي الحجة لعام 1232 هـ، وقد نص التصالح على نهاية الحصار عن المدينة، وأن لا يقتحمها الجيش العثماني ثانياً أبدًا، وأن الرس لن يتواجد بها أي حامية عثمانية إلا إذا تمكن إبراهيم باشا من الاستيلاء على عنيزة، وأنه إذا لم يستطيع هذا، فإن المعارك ستبدأ من جديد بين كلا الطرفين .
كانت النهاية أن معظم الخسائر والهزائم التي تعرض لها إبراهيم باشا من بلدة الرس نتيجة للمقاومة العنيفة التي تعرض لها طوال مدة الحصار في ثلاثة أشهر و17 يوما وبهذا الصلح انتهى حصار الرس تماماً، كما يشار إلى أن خسائر حملة إبراهيم باشا وصلت لنحو ثلاثة آلاف و400 رجل مقابل 160 شهيد من القوات السعودية ، ويذكر ايضاً أن قتلى الجيش العثماني وصلوا إلى 900 رجل، والجرحى وصولوا لألف آخرين، أما القوات السعودية فقد فقدت 50 رجلا وجرح 70 رجلاً، كما يذكر أن عدد قتلى جنود الحملة التركية العثمانية حوالي 600 جندي.