طريق الحج المصري عمره ألاف السنين

on
  • 2022-04-06 11:24:51
  • 0
  • 632

أن درب الحج المصري بسيناء يعد اشهر دروب الحج بمنطقة الشرق الأوسط كلها لأنه نقطة الوصل بين غرب العالم الإسلامي وشرقه وكان الحجاج يأتون إلى مصر من المغرب العربي والأندلس لينضموا إلى إخوانهم المصريين ثم تبدأ القافلة سيرها من القاهرة إلى ارض الحجاز عبر صحراء سيناء تتقدمها كسوة الكعبة المهداة من مصر إلى الكعبة المشرفة.

وقد ظل درب الحج المصري هو الطريق الرسمي للحجاج بدول شمال إفريقيا منذ العصور الإسلامية الأولى ولعب دورا مهما في التبادل الحضاري بين شعوب المنطقة وازدهرت على جانبيه عناصر التخطيط التي وجدت على درب الحج السوري ودرب الحج العراقي (درب الحج الشامي) وبعدها شيدت في عصر صلاح الدين الأيوبي عندما أمن للحجاج طريق القاهرة دمشق مرورا ببيت المقدس وأقام عليه السدود لتخزين المياه وتوفيرها للحجاج.

وقد حرص ملوك وسلاطين مصر على الاهتمام بإعمار درب الحج المصري بسيناء بين قلعة عجرود وقلعة نخل حتى قلعة العقبة وكذلك درب الحج للحجاج جنوب مصر والذي كان بين أسوان – عيذاب – باعتبارها أحد رموز الدولة مثل ضرب العملة وخطبة الجمعة واستمر هذا الاهتمام طوال فترة حكم المماليك وحتى العصر العثماني وأسرة محمد علي لمروره بمناطق صحراوية شديدة الجفاف وحصلا الطريقين على نصيب الأسد من الاهتمام والرعاية وشيدت على درب الحج بسيناء عمائر مختلفة من قلاع وحصون وخانات ومساجد وآبار وبرك وسدود وصهاريج وسواق ومحطات للتزود بالماء بجانب تمهيد الطريق وتعديل مساره طلبا للأجر والثواب من الله ومازالت بعض هذه العناصر المعمارية والتاريخية باقية شاهدا على زمن الخير.

ويعتبر السلطان المملوكي قنصوه الغوري أول سلاطين مصر الذين رسموا طريق للحجاج المصريين بوسط سيناء حيث قام بقطع جبل عراقيب وجبل العقبة لتمهيد طريق مستقيم بين القاهرة والأراضي الحجازية لتقليل عناء السفر للحجاج أو وضع لوحة إرشادية له مازالت قائمة حتى الآن عليها ختمه الخاص وقد قسم عدد كبير من الرحالة درب الحج المصري إلى خمسة عشر مرحلة كان الحجاج يمرون بها من البركة إلى السويس ومن نخل إلى إيله وهي نفس المناطق التي يمر بها الحجاج الآن الذين يستخدمون الطريق البري.

وكان الرحالة الفارسي ناصر جسور الذي حج عن طريق درب القلزم مرتين ( خليج السويس ) وعن طريق درب أسوان ( عيذاب ) مره في القرن الخامس الهجري ذكر أن طريق البر عبر سيناء تستخدمه معظم القوافل لصعوبة عبور البحر رغم أن طريق أسوان ظهر كطريق بديل بين عام 450هـ إلى عام 660هـ عندما أقام الصليبيون قلاعا وحصون بالقرب من العقبة وهو نفس ما أكده المقريزي بان طريق البحر كان تعترضه كثير من المتاعب بسبب طول مسافته وقلة ماءه وصعوبة عبور البحر بالمراكب القديمة وأنه عاد الاهتمام لدرب الحج المصري بسيناء مرة أخرى منذ عام 566 هـ عندما شرح صلاح الدين فمنذ كان وزيرا وبعد تولية حكم مصر في تأمين الطريق وتحصينه .

ويتم تلخيص الطريق بأربع مراحل هي :

  • المرحلة الأولى: امتدت منذ الفتح الإسلامي لمصر وحتى منتصف القرن الخامس الهجري وكان للطريق مساران في شبه الجزيرة العربية، أحدهما داخلي والاخر ساحلي.
  • المرحلة الثانية: امتدت منذ حوالي سنة 440 هـ إلى سنة 666 هـ، وخلال تلك الفترة استخدم الحجاج المصريون السفن النيلية إلى قوص ثم يسافرون بالقوافل إلى عيذاب ثم يعبرون البحر الأحمر إلى جدة بدلاً من الطريق البري الواقع في شمال الحجاز.
  • المرحلة الثالثة: امتدت منذ سنة 667 هـ إلى سنة 1301 هـ وخلالها عاد الحجاج إلى استخدام الطريق البري الساحلي.
  • المرحلة الرابعة: امتدت هذه المرحلة منذ سنة 1301 هـ وحتى التاريخ المعاصر وفيها توقف استخدام الطريق البري وأصبح يستخدم الطريق البحري من السويس.