"عسفان".. موقع بين الحرمين يروي أحداث التاريخ
on- 2022-02-08 11:06:00
- 0
- 1356
يقع عسفان شمال مكة المكرمة ويبعد عنها أكثر من ثمانين كيلومتراً على طريق الحرمين الذي يصل بين مكة والمدينة «الخط السريع» وهي مدينة لها جذورها في التاريخ فهي الأرض التي وطأتها أقدام النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الهجرة إلى المدينة المنورة من مكة المكرمة وكذلك في رحلة فتح مكة المكرمة ..
ويتم الدخول لمدينة عسفان عن طريق الخط السريع من الجهة الغربية أو الخط القديم السابق الذي كان يربط مكة والمدينة قبل الخط السريع الحالي.
يقول أحد أعيان منطقة عسفان الشيخ عبدالمطلوب بن نوري السيد إن هذه التسمية لعسفان سببها تعسف السيول فيه حيث تلتقي سيول الأودية الكبيرة مثل فيدة والصغون في عسفان ثم تتعسف لذا سمي بهذا الاسم. ويضيف السيد أن هذه المدينة تاريخية منذ وقت الهلاليين.. وأن الرسول صلى الله عليه وسلم مر بها وقيل أنه صلى صلاة الخوف عليه السلام بعسفان الذي هو محل حركة تجارية منذ القدم وتتبعه عدة قرى مثل الشامية التي تعتبر مدينة حالياً وفيدة والفولاء. وشعثاء ومساحة عسفان تصل إلى أم الحبلين قبل محافظة جدة.
يوجد مآثر ومواقع تاريخية قديمة جدا من أيام الهلاليين مثل بئر التفلة.. وبئر الجنانية .. وبئر أم الدرج . وقد تم البحث عنها ولم يعرفوا تاريخها .. وهذه المعالم يقوم الحجاج والزوار القادمين للحج بالسؤال عنها خاصة بئر التفلة وأكثرهم من الهند واندونيسيا في أثناء مرورهم قادمين من المدينة أو مكة المكرمة.
إن من أهم الآثار في عسفان” بئر دائرية واسعة الفوهة تقع في عسفان على الطريق بين مكة والمدينة على بعد 80 كم من مكة ، وقد اشتهرت بعذوبة مائها وغزارتها، ويقال: إن الرسول، صلى الله عليه وسلم، مر بعسفان ، وهو في طريقه إلى مكة المكرمة في غزوة الفتح ، فنضبت آباره، فأشرف على هذه البئر، وتفل فيها، ومنذ ذلك الوقت لم ينضب ماؤها .
من الآثار الموجودة في عسفان ومن الشواهد التاريخية بالمركز "قلعة عسفان" التي شيدت بالحجارة الصخرية فوق جبل بهدف حماية القوافل والحجاج فساعدت آنذاك في نشاط الحركة التجارية وتبادل المنافع، خاصة أن عسفان تشتهر بمنتجاتها الزراعية والحيوانية والصناعات التقليدية، وتحتضن عسفان إرثا تاريخيا، ومن ذلك الآبار الحجرية السبع والسوق القديم ومجاري العيون القديمة. و شيدت من أحجار الحرات الصخرية، التي جلبت من مناطق جبلية مجاورة، حيث تمتاز أغلب المنطقة بنوعية جيدة من صخور البازلت، التي تأتي فوق تلال الكثبان المرتفعة المتاخمة للحرة الشرقية الموجودة في السهل الساحلي، الذي يفصل بين الحرتين الشرقية والغربية، ووادي الحمران الذي يقع شمال غرب القلعة. حیث اكتُشف أن الأحجار الموجودة في القلعة تختلف عن أحجار الجبال الذي بنيت عليه على هيئة مربع، وفيها أربعة أبراج على الزوايا، وبرجان إضافيان على كل جدار.
قلعة تاريخية
كانت القلعة في الأساس توفر الحماية لطرق القوافل القريبة التي تمر بالمنطقة، وقوافل الحجاج التي تتجه من جدة إلى المدينة عن طريق الهجرة النبوية. ما تزال بعض الجدران والأبراج في القلعة بحالة جيدة نسبيًا، ولكن يبدو أن جزءا من التلة التي تقوم عليها القلعة قد أزيل بفعل أعمال البناء في الطريق المجاور لها، حيث أصبحت القلعة الآن على حافة التلة، ولا تُعد تجربة الصعود إلى القلعة عبر شبكة الطرق بنفس القيمة التي كانت تتمتع بها في الزمن العثماني، حيث صمدت القلعة قرونا ولكن عند إنشاء طريق الهجرة السريع تم قَص جزء منها من جهتين شرقاً وغرباً مما أدى إلى تساقط أجزاء من أعمدة القلعة، وهي مدخل الحجرات إلا أنه في عام 2015م التفتت بلدية عسفان للقلعة التاريخية وقامت بإعادة بناء ما سقط من الأعمدة وترميمها كما أنشأت درجا للصعود لها، بالإضافة إلى بناء مدخل النزول للقلعة للوصول إلى الحجرات في الأسفل، التي يقال: إنها كانت سجنا للشاعر الفرزدق .
السوق القديم
هو أقدم سوق تاريخي بعسفان، وكانت تمر به قوافل الحجيج بين مكة والمدينة، إلا أن بدأ في الاندثار ولم يتبق منه إلا بعض أطلاله التي تؤكد أصالته، وتشهد على عراقة ماضيه، وتعد عسفان سوقا عامرة منذ العصر الجاهلي حتى اليوم، وشهد حراكًا تجاريًا كبيرًا، ولا تزال عسفان بسوقها تشكل مركزا لتقديم الخدمات للحجاج والمسافرين والعابرين ولسكان المحافظات والمراكز المجاورة لها؛ بما توفره محلاتها من سلع بالجملة والقطاعي،
وقد ساعد موقع عسفان المحوري المتوسط لتكون كذلك، بالإضافة إلى بعض المعالم الأخرى في عسفان؛ مثل المكان الذي نزلت به صلاة الخوف، وغدير الأشطاط التاريخي، وثنية غزال وموقع أحداث غزوة بني لحيان، وموقع استراحة حجة الوداع، وموقع صلح الحديبية، ودرب الأنبياء وطريق الهجرة .
بئر عثمان
من المعالم الأخرى التاريخية بعسفان، بئر عثمان ونبع الوطية، الذي يخرج منه الماء في منطقة صحراوية على مدار العام، دون انقطاع ؛حيث إن ماءها لا ينضب، ولا يزيد ولا ينقص ! حتى وإن زاد فإنه يزيد قليلا عندما يتكرر نزول المطر. ولكن هذه الزيادة محدودة الزمن وسرعان ما تعود إلى حالتها الطبيعية . فالماء فيها لايزيد ارتفاعه عن 10سم . وعندما نتمعن في تضاريس المنطقة، نجد مايدعونا للحيرة؛ حيث إن هذا النبع موجود في منطقة صخرية، ويقع تحت أحد جبال القرية، أسفل حرة الجابرية، جهة الشمال الغربي لها والنبع ليس عميقا.