أهم مهرجان في عسير يبرز الموروث الجبلي حرفيًا وتشكيليًا وثقافيًا
on- 2022-01-18 15:08:34
- 0
- 672
أبرز مهرجان قمم للفنون الأدائية الجبلية الذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية في منطقة عسير، عدد من الحرف والأعمال الفنية والتشكيلية، إلى جانب الألوان الشعبية التي يتم استعراضها طيلة أيام انعقاد المهرجان في عدد من القصور والمباني الأثرية التي تزخر بها منطقة عسير.
ويؤكد الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية سلطان البازعي خلال حديثه لـ "واس" أن المهرجان يسعى إلى تعميق وإبراز الفنون الجبلية كموروث ثقافي مميز، لافتًا إلى ارتباط الألوان الشعبية المشاركة بعدد من المواد والمنتجات المحلية التي يقوم على صناعتها وإنتاجها عدد من الحرفيين الذين حرصت الهيئة على مشاركتهم لإثراء فعاليات المهرجان، إضافة إلى الندوات الثقافية التي هدفت إلى إبراز تلك الفنون بمنظور ثقافي مميز.
وفي إطار تجسيد ومشاركة الألوان الشعبية لعدد من الفنون والحرف الأخرى التي تتمحور حول فنون الجبل، أكد الفنان التشكيلي فايع الألمعي ارتباط الفنون في الجبل ببعضها، مشيرًا إلى أن الفنون بشكل عام تعكس العمق الثقافي للمجتمعات، لافتًا إلى أن منطقة عسير تزخر بالعديد من الفنون الخاصة بها مستوحية ذلك من ارتباط إنسانها بمكانها، ويؤكد الألمعي شكره لهيئة المسرح والفنون الأدائية على تنظيم هذا المهرجان وإتاحة الفرصة له للمشاركة في فعالياته بأعمال تشكيلية فنية حرص من خلالها إلى تجسيد الألوان الشعبية وإيحاءاتها في لوحات تشكيلية معبرة.
وعلى صعيد دمج الموروث الثقافي بالحداثة يشارك في المهرجان مصممتا الأزياء بتول الشهراني، ورزان البسامي بمشروعهن الخاص بتصميم الأزياء الحديثة بلمسات شعبية فنية، حيث أكدن على أن تعميق الموروث من مستهدفات مشروعهن الذي لاقى استحسانا وإقبالًا كبيرا على المستوى المحلي والدولي، فيما أوضحت المصممة بتول شكرها للقائمين على تنظيم المهرجان لإتاحة الفرصة لهن للمشاركة في حدث مميز يثري ويجسد تطلعات مشروعهن، مؤكدة أن رؤية مشروعهن تتطلع إلى إيجاد حلقة وصل بين التراث والحداثة، كما أوضحت رزان البسامي ثراء الموروث العسيري بتفاصيل تصميمية إبداعية خاصة أسهمت في نجاح مشروعهن بعد توظيف تلك التطريزات والتصاميم في أزياء عصرية مميزة.
وفيما يتعلق بالحرف المرتبطة بالألوان الشعبية مباشرة يشارك الحرفي مسعود الصقور فعاليات المهرجان بمنتجات الأدوات الموسيقية الخاصة بالألوان الشعبية في المنطقة وصناعتها، حيث يشير الصقور بأنه يعمل في هذه الحرفة منذ أكثر من 50 عام، معتمدًا في حرفته على العديد من الموارد الطبيعية التي تزخر بها عسير، وذلك من خلال أخشاب الأثل، والتين، ودبغ جلود المواشي، لصناعة الزير والطبل.
كذلك يشهد المهرجان مشاركة عدد من الحرفيين في مجالات النحت على الصخور كموروث ثقافي خاص بإنتاج الأواني والتحف الأثرية، إضافة إلى حياكة منسوجات الصوف المستخرج من شعر الماعز بفنون السدو وأعمال التطريز وإنتاج الأزياء والمفروشات الأثرية.
وحول جهود المهرجان في تعميق موروث الفنون الجبلية الأدائية تم تنظيم 3 ندوات ثقافية بالتعاون مع نادي أبها الأدبي، تمحورت عناوينها حول "الجبل في الفنون الشعبية – قراءة سيميائية"، و"أنواع وأغراض الفنون الجبلية الشعبية"، إضافة إلى "تحليل الغناء الجبلي"، وذلك بمشاركة نخبة من الأدباء والمثقفين المهتمين بالموروث الثقافي وإحياءه.
يذكر أن هيئة المسرح والفنون الأدائية تعتزم عقد النسخة القادمة من المهرجان في منطقة عسير أيضًا وبشكل دولي، حرصًا منها على تجسيد المقارنات والمقاربات بين الفنون الجبلية المحلية والدولية، وذلك لإبراز الفنون الجبلية المحلية التي تحظى بطابع فريد ومميز على الصعيد العالمي.