الصيام وحرق الدهون
on- 2022-01-04 14:07:06
- 0
- 546
الصيام هو الامتناع عن الطعام والشراب نهائياً لمدة محدد لشعائر دينية، أو الانقطاع عن الطعام فقط من أجل هدف طبي أو لأتباع نظام غذائي، كما أن الصيام نظام يتبع من قديم الأزل بأهداف علاجية وصحية وجسدية ودينية وثقافية وسياسية وغيرها، أما الآن فبات العالم كله يعي ويعلم فوائد الصيام ومدى نفعه للجسم والصحة.
عرف الصيام في القرن الخامس قبل الميلاد من قبل اليونانيون حيث أوصى الطبيب اليوناني أبقراط بأتباع نظام الصيام كنظام دوائي وعلاجي لبعض الأشخاص الذي يظهر عليهم بعض من علامات المرض لآن الصيام جزء من الشفاء للمرضى الذين يعانوا من فقدان الشهية أو عدم الرغبة في الطعام.
للصيام فواد عديدة سواء للصحة أو الجسم أو العقل، لكنه أحد الأمور الهامة للحمية الغذائية وأسرع السبل الصحية لفقدان كمية كبيرة من الدهون في وقت وجيز، وتتمثل أهمية الصيام في:
- يعزز الصيام تحكم الجسم في تقليل مقاومة الأنسولين، ومن ثم التحكم في نسبة سكر الدم .
- يسهم الصيام في الحفاظ على صحة القلب وتحسين ضغط الدم والتخلص من الدهون الثلاثية.
- يساعد الصيام على تعديل مستويات الكوليسترول في الجسم.
- يقلل من تناول السعرات الحرارية وبالتالي فقدان الوزن بطريقة صحية وسليمة.
- يعد أحد أهم السبل التي تسهم في زيادة إفراز النمو وتقوية العضلات.
إن حرق الدهون في الجسم يحتاج إلى فترة من الامتناع عن الطعام، لذا فالصيام هو الحل الأمثل لفقدان أكبر كم من الدهون، حيث يعمل الصيام على شقين هامين الأول تفتيت الدهون والتخلص منها والثاني تقليل نسبة السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص خلال اليوم وذلك لتقليل الوجبات وتخفيض وقت تناول الطعام.
يبدأ الجسم بفقدان السعرات الحرارية مخزون الدهون بعد 12 ساعة من الصيام ويزداد كلما زادت الفترة فحين تبلغ نسبة الصيام 14 ساعة يكون الجسم في ذروة حرقه للدهون، كما يشير الأطباء أن هذه الفترة قد تختلف من شخص لأخر وفقاً لكمية الجلوكوز المختزنة في الجسم.
أكد الباحثين أن أفضل مدة للصيام لحرق أكبر نسبة من الدهون يجب أن لا تقل عن 12 ساعة ولا تزيد عن 18 ساعة، وذلك كان نتاج تجربة علمية أجريت على مجموعتين من الأفراد، صام الفريق الأول مدة 12 ساعات والآخر صام 18 ساعة، وتناول الأفراد في الفترة المحدد لهم فيها الطعام نفس السعرات الحرارية ونفس الكميات تماماً، ولكن أسفرت التجربة عن فقدان الفريق الذي صام 12 ساعة وقلل فترة تناوله للطعام المزيد من السعرات الحرارية بينما لم يفقد الفريق الآخر نفس النسبة، وأكدت الدراسة أن الفريق صاحب فترة الصيام الأكبر زاد معدل الحرق في جسمه بنسبة 6% عن الآخرين.
برغم التجارب والدراسات إلا أن الأطباء والمتخصصين دائماً ما ينصحوا بعمل مزيد من الفحوص الطبية والاستشارات من أجل التعرف على طبيعة الجسم في الحرق وكم المدة التي يحتاج إليها ليبدأ بالتخلص من مخزون الدهون، وذلك لأن هناك بعض الأشخاص يبدأ الجسم بالحرق لديهم بعد 14 ساعة وربما أكثر، وبرغم أنهم قلة ولكن يجب الحذر حتى لا يبذل الأشخاص جهداً دون جدوى.
لا يمكن الجزم بأن هناك كمية محددة من الدهون التي يمكن أن يفقدها الشخص في مدة محددة أثناء الصيام، وذلك لاختلاف معدلات الحرق لدى الأشخاص واختلاف كمية الدهون وأنواعها في الجسم ولكن هناك نسب متوقعة لفقدان الدهون، حيث أجريت دراسة عام 2014 على مجموعة من الأشخاص مارسوا الصيام المتقطع من مدة ثلاثة أسابيع إلى 24 أسبوع، ولوحظ إنخفاض الوزن لديهم من ثلاثة إلى ثمان بالمئة من وزنهم الكلي.
أكد الباحثون القائمين بهذه الدراسة أن الصيام يفقد الشخص في اليوم قرابة 0.55 رطل، وفقدان الوزن في الأسبوع يبلع 1.65، وذلك لأن معدل فقدان الوزن يقل بالمدة أي أن شخص يبدأ باتباع أي نوع من أنواع الحمية الغذائية يفقد في البداية كمية كبيرة من الدهون ثم تقل الكمية بمرور الوقت.
من المؤكد أن ألجسم أحياناً لا يفقد على الميزان كمية كبيرة وواضحة إلا أنه قد يلاحظ الفرق في الجسم من خلال الملابس فقد لا يلاحظ الأشخاص أرقام في الوزن مفقودة خلال شهرين مثلاً من الصيام المتقطع ولكنه يفقد أربعه بالمئة إلى سبعة من محيط الخصر، وذلك لزيادة وزن العضلات وفقدان الدهون ولكن حتماً ستظهر النتيجة بعد فترة.
لا يمكن أن تتساوى نسب الحرق لدى الأشخاص حتى وإ أتبعوا نفس النظام الغذائي وتناولوا نفس الكمية من السعرات الحرارية ونفس الكمية من الطعام، وذلك لأن كل جسم له طبيعة مختلفة ومخزون الدهون مختلف والعادات الغذائية ومواقيت تناول الطعام مختلفة وغيرها من الأمور التي تؤثر بشكل كبير على الحرق، ولكن هناك مجموعة من العادات التي يمكنها أن تساهم في تسريع الحرق أثناء الصيام وتتمثل في:
- ممارسة الرياضة قبل الصيام
ينصح بممارسة الرياضة قبل الصوم وذلك يساعد بشكل كبير في حرق كمية كبيرة من الدهون المختزنة في الجسم، نتيجة لأن الجسم يظل في عملية حرق مستمرة بعد ممارسة الرياضة بمدة 6 ساعات فأكثر، فكلما مارس الأشخاص الرياضة وتوقفوا عن تناول الطعام زادت كمية الحرق وتضاعفت، كما أن الرياضة يمكن أن تكون مشياً أو تنزهاً خلال اليوم.
- تناول كمية كبيرة من الماء أثناء الصيام المتقطع
إذا كان الصيام العادي أو صيام رمضان لا يتمكن الأشخاص من تناول المياه ولكن يمكن تناولها فترة السماح بالطعام والشراب، بينما في حالة الصيام المتقطع أو الصيام الطبي يمكن للأشخاص تناول المشروبات والمياه ولكن يجب تجنب السكر الذي يوقف عملية الحرق.
- تناول الشاي والقهوة
على عكس ما يظن الكثير أن تناول الكافيين بشكل عام يقلل من الحرق أو يوقفه، فالأمر ليس كلك تناول كمية بسيطة من الشاي والقهوة أو كليهما يساهم في تسريع الحرق حيث إنهم يعملوا على أكسدة الدهون في الجسم مما يزيد القدرة على حرقها، لذلك على الأشخاص تناول كمية مناسبة من الشاي والقهوة وخاصة الشاي الأخضر.
- تناول كمية كبيرة من البروتين
يفضل تناول كميات كبيرة من البروتين حيث يساهم البروتين في رفع معدل الحرق في الجسم، كما يسهم في الحفاظ على نسبة العضلات وقوتها، ليس فحسب بل أن البروتين أكثر العناصر الغذائية التي تشعر الأشخاص بالشبع لأطول فترة ممكنة.
- تناول كميات كافية من الطعام قبل الصيام
يظن البعض أن الحرمان من الطعام والصيام لفترات طويلة وعدم الأكل الجيد في الفترة المسموح بها يسهم في إنقاض الوزن ولكن الأمر ليس كذلك بل أن الجسم لا يفهم الحالة التي يمر بها الشخص فيبدأ بتقيد نسبة فقدان الدهون كنوع من الحفاظ على نفسه من الهلاك، وبالتالي تقليل الحرق وتباطئ فقدان الدهون، لذا ينصح الأطباء بتناول كمية كافية من السعرات الحرارية أثناء الفترة المحددة، لكي يستطيع الأشخاص فقدان الوزن بشكل صحي وآمن.
- الابتعاد عن تناول السكر
السكر هو السم الذي يحيل بين الأشخاص ورشاقتها وجمال مظهرها، لذا فالنصيحة الأولى والأكثر أهمية لكل الأشخاص حتى الذين لا يتبعوا الحمية الغذائية هو الابتعاد التام عن تناول السكريات بكل أشكالها، واستبدالها بحفنة من المكسرات المغذية أو بكوب من العصير المنعش أو بثمرة فاكهة مليئة بالسكريات الطبيعية التي تمد الجسم بالطاقة.