تضاريس جبل أحد
on- 2022-01-04 12:39:09
- 0
- 1633
تمتلك المملكة العربية السعودية أحد أهم الجبال في تاريخ الاسلام، وهو جبل (أُحد)، وهو من اشهر الجبال المنفردة في السعودية، وذلك لسيرته وقصته مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما أن له مكانة دينية كبيرة في نفوس المسلمين، فلقد وقع عليه العديد من الأحداث التي كانت محطة في تغير نشأة الدين الإسلامي، كما أنه قد ورد عنه العديد من الأحاديث الشريفة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لمحبة الرسول له، إذ روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أحد جبلٌ يحبُّنا ونحبُّه).
يقع جبل أحد في شمال المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، وهو من أشهر وأبرز الجبال في الجزيرة العربية كلها بسبب تاريخه الديني، كما أن لهذا الجبل وجود مميز في خريطة جبال المملكة، كما يتميز جبل أحد بأنه يمتلك العديد من الصخور النارية وبعض الأثار التاريخية مثل الأودية والشعاب والنحوت الصخرية والقلاع، وهذه المعالم الآثرية هي في الواقع أحد أهم عوامل جذب الزائرين له،
إن جبل أحد من أهم الجبال في التاريخ الإسلامي وذلك لورود اسمه في مواضع عد في السنة النبوية فقد قال صلى الله عليه وسلم : (أثبتْ أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان) رواه البخاري وأبو داود والترمذي، كما أن الجبل يشتمل على تجويفات طبيعية تسمى (المهاريس).
حيث تحتفظ هذه المهاريس مياه الأمطار أغلب السنة، فيما تنتشر على هضبة الجبل ومن حوله أشجار ونباتات كثيرة مثل (لوز النبي) وهي نبتة صغيرة ذات أوراق عريضة ويسميها العرب (مصفوفة الأوراق)، وفيه أيضا نبات الحميض الذي يتميز بمذاقه اللاذع وبخاصة أوراقه ذات اللون الزهري، ومن نباتاته أيضا نبات العوسج ونبات السمر والسلم ونبات السدر بالإضافة إلى نبتة الحنظل ونبات يعرف باسم شوكة الإبل.)
يمتلك جبل أحد قيمة تاريخية كبيرة في تاريخ الإسلام فلقد شهدت ساحاته الكثير من البطولات والتضحيات من الصحابة، كما أنه جبلًا يحبه رسول الله ويمتلك مكانة كبيرة لدى المسلمين.
إن جبل أحد يعدّ من أهم المعالم التاريخية الإسلامية بالمدينة المنورة إذ يقع شمال المدينة المنورة على بعد حوالي 4 كم من الحرم النبوي الشريف، ويبلغ أقصى ارتفاع لجبل أحد عن سطح البحر حوالى 1077 متراً.
إن الصخور المكونة لجبل أحد تتبع زمن ما قبل الكامبري (800-690 مليون سنه مضت) وهي من نوع الصخور النارية البركانية الحامضية إلى المتوسطة ذات النسيج دقيق التبلور مع مصاحبات من صخور بركانية فتاتية متنوعة لافتاً إلى أن هذا النوع من الصخور يمتاز بقلة تشوهها وصلابتها العالية، كما أن الجزء الأكبر من جيولوجية جبل أحد تتكوّن من صخور الريولايت ذات اللون الأحمر الوردي، والداسيت ذات اللون الرمادي الفاتح، إلى جانب أنها صخور المقذوفات البركانية المتصلدة من البريشيا والرماد البركاني المتصلد، كما أن الجانب الشمالي الشرقي للجبل يتكوّن من صخور الأنديزيت ذات اللون الأخضر القاتم، بجانب صخور الريولايت، وصخور الفتات الصخري البركاني المتصلد، فيما اعترت صخور الريولايت بجبل أُحد تغيرات في اللون إلى الأبيض المائل للأخضر عبر نطاقات أكثر تشوهاً وتشققاً وأقل تماسكاً، والتي يعزى تكونها لفعل محاليل مائية حارة مع تحوّل حرارى من محقونات الصخور الجوفية المتمثلة بالجرانيت والجرانوديورايت التي يظهر منكشفاتها في الجزء الشمالي للجبل.
يرجع سبب تسمية جبل أحد بهذا الاسم بسبب انفراده وانقطاعه عن بقية الجبال الأخرى في موقعه، وانفراد عنهم أيضًا في العديد من الأمور فلقد قامت على ساحات جبل أحد العديد من التضحيات لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما شهدت أرضه ثبات وبطولة هؤلاء الصحابة وما أصابهم من هم وغم بعد غزوة أحد، كما أن جبل أحد هو أكبر الجبل في المدينة المنورة، كما أن جبل أحد كان يعرف في الجاهلية باسم جبل العنقد، لكن مسيرته في نصرة أهل التوحيد جعلت من اسمه أُحد، ولقد وردت عدة روايات حول أصل تسمية جبل أحد بهذا الاسم لأنه يظهر كقطعة منفصلة عن بقية الجبال، كما قيل أنه سمي بذلك نسبةً لأحد العمالقة الذين كانوا يعيشون بجواره قديمًا،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الاسم الحسن، وأُحد مشتق من الوحدانية، وكان صلى الله عليه وسلم يحب الوتر في شأنه كله فوافق ذلك اسم جبل أحد، وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى أحد وقال: (إن أحداً جبل يحبنا ونحبه).
وقد ثبت أن جبل أحد اضطرب تحت النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فضربه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (اثبت أحد فما عليك إلا نبي، وصديق، وشهيدان).