جغرافية منطقة عسير والغطاء النباتي المتنوع
on- 2021-12-23 15:34:16
- 0
- 2749
تتنوع جغرافية منطقة عسير من حيث :
المرتفعات الغربية
توجد فوق الدرع الغربي، وتكونت في الزمن الثالث بسبب انحسار البحر الأحمر، وتصل إلى قمتها في الجنوب عند هضبة اليمن بسبب وجودها في مفصل انكسارين، ووجود هضبة الدناكل الصلبة في جيبوتي، مما أدى إلى بركنة واتجاه المرتفعات شمالي جنوبي، وعرض هذا الحزام يتراوح ما بين (40و140) كم، ويحدها من الغرب السهل الساحلي، ومن الشرق هضبة الجمة، ثم هضبة الحجاز، ثم هضبة نجد، ثم هضبة عسير، ثم هضبة نجران، وهذه هي الهضبات الغربية التي تحف بالمرتفعات الغربية.
وأقصى ارتفاع لهذه المرتفعات في المملكة هو جبل السوده (3248) متراً، تقسم على جبال سورات من اليمن إلى الهداء في الطائف، ثم جبال الحجاز وهي أعرض وأقل ارتفاعاً ثم جبال مدين في الشمال، وتقسم كل مجموعة إلى مجموعات ثانوية يمكن تقسيمها إلى قسمين من الغرب إلى الشرق:
- السلسلة الساحلية : وهي أقل ارتفاعاً.
- السلسلة الأساسية : وهي المرتفعات الغربية.
وتتشكل من انفجار فجائي نحو البحر الأحمر، وتدريجي نحو الشرق، والقمة التي تسمى بالشعف – وهي خطوط تقسيم المياه – أقرب للبحر الأحمر، ولذلك تكون أودية الشرق واسعة وبطيئة مثل بيئة؛ أما التي باتجاه البحر الأحمر، فهي قصيرة وضيقة وسريعة جداً، مثل : صبيا وبيش وجيزان وغيرها، والسب في ارتفاع السروات أنها كانت قبة، وعند الانحسار تكونت حافات نافرة، وأثناء حركة التباعد والشد حدثت حركة انضغاطية كونت الاتفاعات.
الأشجار والنباتات:
تتحكم التضاريس بشكل مباشر في بيئة النباتات، كونها تحدد أنواعها. فالارتفاع والانحدار، وبطون الأودية والسهول تكون بيئات مختلفة لأنواع عدة من النباتات، بالإضافة على العوامل الأخرى، مثل نوع التربة وعمقها، ومحتواها من المادة العضوية، والرطوبة، ودرجة الحرارة، كون هذه العوامل، أو بعضها يكون السبب في انتشار أنواع، أو عدة أنواع في البيئة دون الآخر، وقد تشكل هذه البيئات مجموعات مختلفة من النباتات تتأقلم فيما بينها، وتكون مع أشكال الحياة الأخرى، منظومة حيوية يحتاج كل منها للآخر؛ وبعضها الآخر يمتاز بمقدرته الكبيرة على التكيف السريع في عدة أماكن متباينة في الارتفاع أو القرب من سطح البحر، أو ارتفاع درجة الحرارة يكون تأثيرها محدوداً على انتشاره. بينما نجد أن نباتات العرعر يكون الارتفاع أهم العوامل في نموه، وكذلك درجة الحرارة. فهو ينمو في الأماكن المرتفعة، ويزداد نموه وسيادته على المجموعات الأخرى كلما زاد الارتفاع، فتكون سيادته شبه مطلقة على النباتات الأخرى عندما يبلغ الارتفاع 3000 متر عن سطح البحر.
أماكن انتشار الغابات :
يتركز انتشار الغابات في منطقة عسير على سلسلة جبال السروات وسفوحها الشرقية والغربية، وتشكل أشجار العرعر العمود الفقري لهذه المجموعات لما لهذه الشجرة من مميزات، جعلتها الأكثر انتشاراً، بالإضافة إلى ملاءمة هذه الأماكن. وأشجار العرعر معمرة، ويصل عمرها إلى 800 عام، إذا لم تتعرض للعبث والإزالة.
ويوجد من أشجار العرعر نوعان الأول متفرع، والثاني هرمي الشكل؛ وأوراق العرعر إبرية، تتساقط بعد اكتمال عمرها، مع أن الشجرة دائمة الخضرة، وتساهم هذه الأوراق عند تساقطها في تحسين خواص التربة المحيطة بها.
تقسيم الغابات :
يمكن تقسيم الغابات في المنطقة إلى ثلاثة أقسام:
أولاً : غابات المرتفعات :
وتشكل أشجار العرعر معظمها، وتختلط مع بعض الأنواع الأخرى، خصوصاً في الأماكن قليلة الاترفاع، مثل الزيتون البري والطلح.
ثانياً : المنحدرات والسهول الغربية :
هذه المناطق وعرة شديدة الانحدار، تشكل في نهايتها الأودية، ثم المناطق المنبسطة بمحاذاة البحر الأحمر، وتنتشر فيها أشجار الزيتون، وعدة أنواع من الأكاسيا، وتكون مختلطة بأشجار العرعر في الأماكن المرتفعة، ومع الأثل والسدر في الأودية، حيث تشكل أشجار السدر أهمية كبيرة لمربيي النحل، لأن عسل السدر يعد من أغلى الأنواع. وكلما اقتربنا من ساحل البحر الأحمر تكثر أشجار الدوم والأرك، وتكون مختلطة بأنواع الأكاسيا، مثل السمر والسلم.
ثالثاً : غابات السهول الشرقية :
هذه الغابات عبارة عن تجمعات شجرية تتركز في الوديان وقربها، ويؤثر انحدار هذه المناطق المتدرج في انتشار أنواع النباتات، فتكون أشجار الطلح مختلطة مع أشجار العرعر في الأماكن الأقل ارتفاعاً، وفي الوديان تكون أشجار الأثل أكثر انتشاراً، وذلك لحاجة هذه النباتات إلى كميات أكثر من المياه، بينما نجد أشجار السمر توجد في الأماكن شبه الجافة في السهول الشرقية لسلسلة جبال السروات.