محافظة الداير بني مالك بمنطقة جازان

on
  • 2021-12-21 11:04:05
  • 0
  • 6675

 تعتبر محافظة الداير بني مالك إحدى محافظات منطقة جازان الست عشرة تقع إلى الشرق من مدينة جازان بحوالي 150 كم (43 شرقا و 17 شمالا) وتبلغ مساحتها حوالي (4000كم2) وحاضرتها مدينة الداير ويتبعها سبعة مراكز (جبال الحشر - آل زيدان - دفا - عثوان – السلف – الجانبة - الشجعة ) يجاورها من الشمال منطقة عسير ومن الغرب محافظات الريث والعيدابي ومن الجنوب محافظة فيفا ومحافظة العارضة والجمهورية اليمنية ومن الشرق الجمهورية اليمنية .

   وطبيعة المحافظة جبلية وعرة شديدة الانحدار تتخللها أودية متعددة مناظرها خلابة وأجواؤها عليلة وغطاؤها النباتي كثيف وحياتها الفطرية متنوعة وهي غنية بثروتها الحيوانية ( الأغنام والإبل والبقر ) وتشتهر بالمدرجات الزراعية الجميلة وتزرع فيها الحبوب كالذرة والدخن والشعير وتتميز بزراعة الموز والبن الخولاني الشهير وقد جربت زراعة الأناناس والجوافة والمانجو والبرتقال واليوسفي بنجاح ومن أهم أشجارها العرعر واللبخ والزيتون والتالق والسدر والشث والقرظ (شجر الدباغة ) ومختلف الحشائش المدارية وبها أصناف متنوعة من النباتات الطبية والأشجار العطرية كالكاذ والبعيثران وأنواع متعددة من الرياحين ....   

وأشهر جبال المحافظة ( طلان - ثهران - عثوان –خاشر - الحشر - العريف - شهدان – الرميح - الشجعة - العزة ) ومن أهم أوديتها وادي ضمد ووادي دفا " وقد ذكرهما الحموي في معجم البلدان والهمداني في صفة جزيرة العرب كما ورد ذكرهما في الآثار والأشعار " ووادي جورى والمياه تجري في هذه الأودية طوال العام وبها أنواع متعددة من الأحياء المائية وعلى ضفافها تتنوع البيئة النباتية وتظللها الأشجار الخضراء المعمرة.
  والمحافظة ذات مناخ معتدل صيفا يميل للبرودة شتاء وأمطارها طوال العام لا سيما فصل الصيف حيث تتأثر بالرياح الموسمية الجنوبية الغربية الممطرة ويغطي الضباب قمم الجبال معظم أيام السنة مما يزيد ها سحراً وبهاء.
وتاريخ المحافظة قديم قدم حضارة جنوب الجزيرة العربية حيث ظهر اسم قبيلة خولان على النقوش الثمودية واللحيانية والسبئية الأولى وكذلك وجد اسم واديي ضمد ودفا في النقوش المسندية القديمة في أحداث مختلفة شهدتها هذه الأماكن في العصور السبئية المختلفة
   ومرت على المحافظة سائر الأحداث التي مر بها جنوب الجزيرة العربية حتى ظهور الإسلام فكان وفد خولان ضمن وفود القبائل العربية التي وفدت على النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة وآمنت به وذلك في السنة التاسعة من الهجرة .
   وشاركت هذه القبائل كغيرها من قبائل الجزيرة العربية في حركة الفتوح الإسلامية قادة وولاة وجندا وانتقل العديد منهم إلى الشام وصعيد مصر وريف المغرب وبلاد الأندلس وجنوب فرنسا واستقروا بها وأسهموا في بناء الحضارة الإسلامية في مختلف المجالات
   وبقيت عضوا مشاركا في الدولة الإسلامية والدويلات التي حكمت جنوب الجزيرة العربية طوال التاريخ الإسلامي حتى انضوت في العصر الحديث تحت الحكم السعودي الزاهر في عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود يرحمه الله فكانت إحدى طوارف منطقة جازان التي عين لها موظفون من قبل الحكومة السعودية في تنظيم إداري جديد عام 1350هـ وانطلق أبناؤها بسواعد مخلصة يشاركون إخوانهم بناء هذا الوطن الغالي
وقد تأسس أول مركز إمارة بالرقبة في جبل آل سعيد ثم انتقل إلى العشة بحبس ثم عاد إلى الرقبة مرة أخرى ليستقر في قرية القهبة بجبل آل خالد عام 1353هـ وأخيرا اختطت مدينة الداير وانتقل إليها مركز الإمارة في العام 1389هـ لتصبح الداير مدينة عصرية مواكبة لعجلة التنمية المتسارعة مما جعلها تحمل اسم المحافظة الجديد عند صدور نظام المناطق والمحافظات عام 1412هـ باسم ( محافظة الداير بني مالك(
   ويبلغ سكان المحافظة حاليا حوالي (100000) نسمة ينتمون إلى عدد من القبائل (آل خالد - آل سعيد - آل علي – العزة – حبس - آل سلمى – آل يحيى _ آل زيدان - آل نخيف - آل تليد - بني حريص - آل صهيف) وتنتسب جميعها إلى قبيلة خولان القضاعية المعروفة .. ويعملون في الزراعة و التجارة والرعي وأعمال القطاع الخاص والوظائف الحكومية المختلفة .