تطوير الإرث الثقافي والتاريخي لمحافظة تيماء
on- 2021-12-12 14:25:17
- 0
- 1018
تسعى المملكة بقيادة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ، إلى تنمية سياحية قيمة ومميزة ذات منافع اجتماعية، وثقافية، وبيئية، واقتصادية، انطلاقا من قيمها الإسلامية، وأصالة تراثها العريق وضيافتها التقليدية.
ويعد "برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة" مشروعاً تاريخياً وطنياً مهماً يعكس التطور في برامج ومشاريع التراث في المملكة، ويغطي عدة مسارات من المشاريع الوطنية مثل: الآثار والمتاحف والتراث العمراني والحرف والصناعات اليدوية، والتوعية والتعريف بالتراث الثقافي، وتطوير مواقع التراث العمراني والأثري.
ووضعت رؤية المملكة 2030 التي رسم ملامحها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الإرث الثقافي التاريخي السعودي العربي والإسلامي عنوانًا مهمًا لها، لتؤكد أهمية المحافظة عليه إذ أن المملكة على مدى التاريخ كانت مقرًا للحضارات الإنسانية القديمة، وجسرًا للطرق التجارية التي ربطت حضارات العالم بعضها ببعض، الأمر الذي أكسبها تنوعًا ثقافيًا فريدًا.
وتعزز الرؤية مسألة الحفاظ على الهوية الوطنية وإبرازها والتعريف بها، ونقلها إلى الأجيال، من خلال غرس المبادئ والقيم الوطنية، والعناية بالتنشئة الاجتماعية واللغة العربية، وإقامة المتاحف والفعاليات وتنظيم الأنشطة المعززة لهذا الجانب, وأكدت رؤية المملكة 2030 العمل على إحياء مواقع التراث الوطني والعربي والإسلامي والقديم وتسجيلها دوليًا، وتمكين الجميع من الوصول إليها بوصفها شاهدًا حيًا على إرثنا العريق، وعلى الدور الفاعل، والموقع البارز على خريطة الحضارة الإنسانية.
ويعد الاكتشاف الأخير الذي أعلن عنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني المتمثل في وجود آثار أقدام إنسان قديم على ضفة بحيرة قديمة في صحراء النفود على أطراف منطقة تبوك اكتشافا مدهشا ونادرا جداً يُظهر مدى اتساع انتشار الإنسان في الجزيرة العربية ضمن مناطق الهجرات البشرية التي حدثت قبل آلاف السنين، وتناقلته مختلف الأوساط العلمية والإعلامية على المستوى العالمي.
وأبان سموه في حديث سابق له أن عمر آثار الأقدام يتعاصر مع أحفورة أصبع إنسان عاقل عثر عليها مؤخراً بالقرب من موقع الوسطى في محافظة تيماء يعود عمرها إلى 85,000 سنة، مرجحًا سموه أنه من أوائل المهاجرين في العصر الحديث إلى الجزيرة العربية وعبر صحراء النفود التي كانت آنذاك مراعي خضراء غنية بالأنهار والبحيرات والمياه العذبة ووفرة الحيوانات التي كانت مصدر غذاء للإنسان.
ولم يقتصر دور الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على التنقيب والبحث والاكتشافات واستقطاب البعثات المحلية والعالمية في محافظة تيماء بل تجاوزه الى اعتماد مبلغ يناهز الـ 34 مليون ريال لمشروع تطوير متحف تيماء الإقليمي.