قلعة تاروت من أقدم مواقع الاستيطان البشري
on- 2021-12-06 11:26:10
- 0
- 1437
تقع قلعة تاروت قبالة ساحل القطيف، حوالي 30كم من مدينة الدمام ويمكن الوصول إليها عن طريق جسر يربط الجزيرة باليابسة. وتتبع إدارياً لمحافظة القطيف إحدى محافظات المنطقة الشرقية. وتعتبر رابع أكبر جزيرة في الخليج العربي بعد قشم و بوبيان و مملكة البحرين، ويرتبط تاريخ الجزيرة بتاريخ منطقة البحرين. ويرجع تاريخ الجزيرة المعروف إلى أكثر من خمسة آلاف عام قبل الميلاد، وهي من أقدم البقاع التي عاش فيها الإنسان، ومن أقدم بقاع شبه الجزيرة العربية. والجزيرة هي إحدى مكونات واحة القطيف في المنطقة الشرقية.
الجزيرة، تعتبر من أقدم الأماكن المعمورة في الجزيرة العربية ومركزا بارزا لمملكة دلمون وهي حضارة حكمت على طرق تجارة الجزيرة العربية منذ أكثر من 4000 سنة. شهدت العصور اللاحقة وجود الحكم العثماني والبرتغالي، الأمر الذي يعكس أهمية القطيف كمعبر أساسي للتجارة البحرية.
وعند قاعدة القلعة تم العثور على الكثير من الآثار والنقوش من عصر بلاد ما بين النهرين، وهذا يوحي بأن وضع أسس القلعة يعود إلى 5000 سنة قبل الميلاد. وإن كان هذا صحيحاً، فإن القلعة - الذي يسميها أهل المنطقة باسم ”الكاستيلو“ - كانت حاجز الدفاع الرئيسي ضد القوى الخارجية التي حاولت أن تحتل المنطقة لأكثر من ألف عام. أما اليوم، فإن أسوارها التي ما زالت سليمة تذكر أهل المنطقة بماضيها المجيد.
أما القرية المحيطة بها، وهي متاهة أزقة وممرات تذكر بالطرق الضيقة في قرى البرتغال، إسبانيا أو إيطاليا. واجهات البيوت تحمل ما بقي من الشرفات والإطارات من خشب الساج وكذلك النقوش المزخرفة التي تروي قصة تراث الجزيرة المحمي.
تقع جزيرة تاروت على بعد 6 كم من ساحل خليج كيبوس شرق المملكة العربية السعودية، على دائرة عرض 26 ْ شمالاً، وتبلغ مساحة الجزيرة حالياً 32 كم مربع تقريباً.
تعد قلعة تاروت من أهم المعالم الأثرية الباقية في محافظة القطيف، وشُيدت هذه القلعة قبل حوالي 600 عام ، فوق أنقاض أساسات مبانٍ قديمة .
في عام 1968م زار جيفري بيبي رئيس البعثة الدنماركية جزيرة تاروت بعد أن سمع عن بعض مكتشفات بعض المدافن التي تعود إلى الفترة الهلينستية في الجزيرة، فجعلها أحد أهداف المسح الدنماركي للمنطقة الشرقية الذي تم في سنة 1968م ومن خلاله تم اكتشاف بعض المعثورات الأثرية منها التماثيل والفخار والذي أطلق على بعض منه (فخار العُبيد) .
ومن خلال تلك المكتشفات والتسلسل الطبقي للموقع فقد أطلق عبارته الشهيرة بأن تاروت أقدم موقع استيطاني في الخليج.
تفتحت الحضارة الإنسانية على أرض تاروت من أزمان سحيقة، وتعاقبت عليها أقوام وحضارات سادت ثم بادت مخلفة وراءها آثاراً دالة على العيش في هذه الأرض وقد لعبت الصدفة في إبراز الكثير من تاريخ الجزيرة.
ويؤكد المؤرخون أن تاريخ بناء القلعة يرجح بين عامي 1521 و1525 بواسطة البرتغاليين في عهد الدولة العيونية لتحميهم من هجمات الأعداء، ولكن بعض هؤلاء المؤرخين يعتقدون أن وجودها جاء في زمن القرامطة.
لذلك تعتبر أحد أهم الثغور البحرية، التي أصبحت من المعالم التاريخية في تاريخ السعودية الحالي، إذ تعتبر في التاريخ القديم ميناءً حيوياً ترسو بالقرب منه السفن القادمة من موانئ الخليج ومن بحر العرب ومن بلاد الهند، ومرت بفترة أوشكت فيها على السقوط، إلا أنها رُممت فيما بعد، وكان آخر ترميم لها في العهد السعودي الحديث من قبل وزارة الآثار عام 1984م.