قرية "القصار" .. مصيف الفرسانيين ومحط أنظار قاصدي الجزيرة على مدار العام
on- 2021-11-23 11:36:46
- 0
- 779
قرية " القصار" الواقعة على بعد 5 كيلومترات فقط من محافظة فرسان، واحدة من أهم القرى بجزيرة فرسان ومن أوائل المواقع التي سُكنت بالجزيرة منذ مئات السنين.
وجاءت أهمية القصار ومكانتها لدى أهالي الجزيرة؛ نظير ما تميزت به من اعتدال في الجو على مدار العام وكثرة النخيل والأشجار المعمرة ووفرة المياه العذبة المتوافرة بعدة آبار حفرت بالقرية لأغراض الشرب وري المزارع.
ومن أبرز آبار "القصار" بئر "عابدة" التي تقع بالمدخل الشمالي للقرية، إضافة إلى بعض المحلات الصغيرة "الدكاكين" التي كانت تباع بها احتياجات القرية من المواد الغذائية، وموقع بيع الأسماك الذي عادة ما يجلب إليه الصيادون أسماكهم كل صباح.
وفي "القصار" كان الفرسانيون يحيون مناسبات الزواج التي كانت تؤجل لمدة عام حتى يحل موسم الرحيل من جزيرة فرسان في فصل الصيف لقرية القصار فيما عرف بموسم "الشدة " هروباً من شدة الحرارة، حيث تتوافر المياه وثمار وظلال النخيل وساحة القرية والمنازل التي بنت جدرانها من الحجارة المتوافرة بنفس الموقع وسقفت من أخشاب وسعوف الدوم والنخل، وزينت أفنيتها بأصداف البحر ذات اللون الأبيض ، فيما يعرف بالبطاح الذي يفرش به كامل مساحة الأسوار المحيطة بالمنزل التي بنيت أيضا من الأحجار وزينت بالنقوش الفرسانية البديعة.
ومع ما شهدته وتشهده محافظة جزر فرسان كغيرها من محافظات منطقة جازان ، ومناطق المملكة عموماً، فقد جرت عمليات تطوير وإعادة ترميم وتطوير للمنازل والساحات والمواقع الأثرية القائمة بالقرية وفق التصميم العمراني للقرية؛ مما جعلها معلماً حضارياً مميزاً في تصميميه يحكي تاريخ القرية ورحلة أهالي فرسان إليها مع بداية الصيف من كل عام، حيث تعد المصيف المناسب لهم، وتوجد بها الآبار الباردة ذات المياه العذبة وغابات أشجار النخيل التي يستظل بها الأهالي من حرارة الجو اللافح في الحقب الماضية التي لم تكن تتوافر بالجزيرة كهرباء وغيرها من مقومات الحياة الحديثة.
كما تمتاز القرية بكثرة الآبار وبعذوبة مياهها الجوفية وقربها من سطح الأرض، حيث لا يزيد عمقها عن سبعة أمتار. ويقع بالقرب من القرية وادي مطر الذي يعتبر من المناطق المحمية الهامة في جزر فرسان، حيث يضم عدد من الغزلان والحيوانات المهددة بالانقراض.
وتشهد القرية في كل عام تزامناً مع مهرجان الحريد توافد الزوار من أهالي فرسان وجازان وغيرهما من مدن ومناطق المملكة بل من خارجها للوقوف على ما تشتمل عليه القرية من منازل حجرية بنيت على طراز فريد ضمن خطة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لإحياء القرى التراثية بجازان ومنها قرية القصار بما تشتمل عليه من معالم تراثية وسياحية وترفيهية شعبية.
كما يضفي مهرجان الحريد السياحي السنوي طابعاً فريداً يترقبه أهالي وزوار جزر فرسان وخاصة قرية القصار، حيث يقام خلال موسم صيد سمك الحريد الذي يعد من ألذ وأجود أنواع الأسماك في البحر الأحمر، وتتنوع فعاليات المهرجان من ضمنها الطيران الشراعي، والأنشطة الترفيهية والحفلات الغنائية والطقوس البحريّة.
وفي قرية القصار يقف الزائر من قرب على تراث محافظة فرسان عبر المطاعم والمقاهي الشعبية ومعرض الحرف البحرية ومتحف للتراث الفرساني ومحلات بيع المنتجات الفرسانية التراثية التي يقوم بها عدد من الأسر المنتجة إضافة للعديد من الفعاليات والبرامج الترفيهية والثقافية المصاحبة لمهرجان الحريد وخلال الإجازات الأسبوعية وإجازات منتصف العام ونهايته.