تقرير زيارة موسوعة كيوبيديا العالميّة الى منطقة تبوك بتاريخ ٢٣ صفر ١٤٤٢هـ - الجزء الأول
on- 2020-11-01 21:03:26
- 0
- 474719
- مدينة تبوك
- الموقع الجغرافي:
- المناخ:
- قطاع السياحة:
- قلعة تبوك الأثرية وعين السكر:
- قلعة وبركة المعظم التاريخية:
- بركة المعظم:
- خط سكة حديد الحجاز:
- جادة الأمير فهد بن سلطان:
- محافظة تيماء:
- ضباء:
- زيارة محافظة تيماء وتم الوقوف والتوثيق على بعض المعالم ومنها بئر هداج تيماء المشهورة وبعض القصور الأثرية مثل قلعة الامير عبدالكريم بن رمان و السور الأثري الكبير و قصر الحمراء و قصر الرضم.
- زيارة قرية تبوك القديمة واطلع على محتويات القلعة القديمة وبئر السكر و مسجد التوبة
- زيارة اسطبل ومتحف ابن عاصي وتبادل الهدايا التذكارية.
- زيارة متحف قديم تبوك.
- زيارة قناة الوسام الفضائية.
- تكريم القناة لوفد الموسوعة في حفل كبير.
- توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين القناة والموسوعة وتكريم المشرف العام والوفد المرافق والتقاط الصور وتبادل الهدايا التذكارية.
- زيارة مزارع استرا.
- زيارة الغرفة التجارية بتبوك وتبادل الدروع والهدايا التذكارية بين الغرفة والموسوعة بحضور أ. ابراهيم العطوي رئيس اللجنة السياحية بالغرفة وعضو اللجنة الوطنية للسياحة.
- زيارة مصنع شركة ومصنع الزيتون الدولية
- القاء محاضرات بجامعة فهد بن سلطان
وكان في استقبال الوفد
الدكتور : عبدالله البلوي / نائب رئيس الجامعة والطالب : فيصل الشامان
( منسق المحاضرة / عضو نادي السياحة )
ولينا الحجيلي ( رئيس نادي السياحة )
قدمها:
الاستاذ / جلعود بن دخيل
المشرف العام
والاساتذة سفراء الموسوعة كل من :
أ. علي ال سيف و أ. خالد الحربي
عن اهداف ومقومات وتاريخ موروث السياحة
بحضور سفراء الموسوعة المرافقين
أ. سعد الدريس
وأ. علي وحيدي
وأ. طلال خليفه
و نائب رئيس الجامعة
وطلاب وطالبات الجامعة وأعضاء وطلاب نادي السياحة.
- زيارة خاصة لرئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية في مزرعته.
- جولات ميدانية على بعض المعارض التراثية والاثرية والسياحية والمصانع المحلية.
- إجتماع فريق الموسوعة مع اعضاء من شركة ابكس للرحلات والمغامرات وهما :-
أ. بدر الزهراني و أ.سعيد العسيري
للتعاون في نجاح مراحل الرحلة القادمة.
- زيارة محافظة حقل التي تجمع بين اصالة الماضي وجمال الحاضر وتجمع كذلك بين السهل والجبل والبحر وايضاً مطلة على دولتين عربيتين شقيقتين هما الاردن ومصر وتجول الفريق ورصدوا بعض المواقع التي تفيد الزائر لهذه المحافظة الغالية.
- زيارة حطام سفينة جورج جيوس جي
- زيارة محافظة البدع.
- زيارة مغاير شعيب وغيرها من المواقع التراثية والتاريخية التي ستكون في هذا التقرير.
- زيارة مقنا حيث عيون موسى او بما يسمى ( الطباخة ) في عرف القرية التي فيها هذه العيون.
- زيارة الحديقة القريبة والمطلة على الشاطيء .
- زيارة وادي طيب الإسم وما تحتويه من الجبال والشعاب والوديان والاشجار والبحار.
- زيارة شرما.
- زيارة قرية المويلح التي تحتضن قلعة المويلح التاريخية.
- زيارة القصر التاريخي للملك عبدالعزيز رحمه تعالى في محافظة ضباء.
- زيارة الديسه.
- زيارة شقري ومنطقة اروى وجبالها مثل مايسمى من البعض ب ( الجبل الحزين ).
- القيام ببعض الفعاليات والمغامرات وكذلك تسلق الجبال والقفز عبر الحبال التي نفذها فريق مجموعة ( ابكس ).
_ رفع العلم السعودي والتهنئة باليوم الوطني ال ٩٠ على اعلى جبال منطقة اروى بالتعاون مع مجموعة ابيكس لتنظيم الرحلات والغوص والمغامرات.
ومن المعلومات التي توصل اليها الفريق عن منطقة تبوك :
مدينةٌ عربية آسيوية من مدن المملكة العربية السعودية، وتتبع إدارياً لإمارة منطقة تبوك، وتحتل المرتبة الأولى من بين مدن شمال المملكة من حيث المساحة، إذ تبلغ مساحة أراضيها 780 كم²، وترتفع عن مستوى سطح البحر 900 مترٍ.
موقع ومناخ مدينة تبوك الموقع الفلكي:
تقع على خط طول 28 درجةً و49 دقيقًة شرق خط جرينتش، وعلى دائرة عرض 36 درجةً و65 دقيقةً شمال خط الاستواء.
تقع في الجهة الشمالية الغربية من المملكة العربية السعودية.
يمتاز مناخها بأنّه معتدلٌ في فصل الصيف، وممطرٌ باردٌ في فصل الشتاء.
معلومات عن مدينة تبوك:
تبلغ المسافة بين تبوك والمدينة المنورة حوالي 623.1 كيلومتر، وتبلغ الرحلة بين المدينتين تقريباً خمس ساعات وتسع وعشرين دقيقة.
يعتمد اقتصادها على كلٍ من:
القطاع الزراعي كزراعة القمح، والفاكهة، والورد، والأزهار. القطاع الصناعي كصناعة الإسمنت، وتعبئة الخضار والفاكهة، وأنابيب الري. قطاع تربية الدواجن، والأغنام، والأبقار.
لاحتوائها على عددٍ من المعالم السياحية، منها: قلعة تبوك الأثرية وعين السكر المباركة ومسجد التوبة ومحطة سكة حديد الحجاز و مركز ابن عاصي للفروسية والتراث ومتحف الكناني للتراث وحديقة أمواج ومركز الأمير سلطان الحضاري وسوق أبو ريالين وشاطئ القُف، ومدينة الملك خالد الرياضية. وتعتبر تبوك البوابة الشمالية لشبه الجزيرة العربية، كما تُعدّ طريقاً للمعتمرين والحجاج. يقام على أراضها كلّ عام عدة مهرجانات كمهرجان الربيع، والملتقى الثقافي، ومخيم صيف تبوك الدعوي، وكرنفال الورود والفواكة، والمهرجان الزراعي، ومهرجان التسوق.
تضم منطقة تبوك العديد من: المحافظات كمحافظة الوجه، والبدع، وضباء، وتيماء، وحقل. والأحياء كحي قرطبة، والنزهة الصناعية، والأخضر، والعزيزية الجديدة، والمصيف، والفيصلية الشمالية، والروضة. الطرق كطريق تبوك العلا، وطريق تبوك سكاكا، وطريق تبوك المدينة السريع، وطريق تبوك تيماء، وطريق تبوك ضباء. الشوارع كشارع الإمام محمد بن عبد الوهاب، وشارع أبي بكرٍ الصديق، وشارع سليمان السديري، وشارع محمد بن أحمد الخطيب
مسجد التوبة
يقع وسط البلدة القديمة بالقرب من قلعة تبوك وأقدم الأسواق على امتداد الجادة، ويعد المسجد واحداً من أبرز معالم المنطقة وأشهر مساجدها، واكتسب مكانته لما يمثله من تجسيد لمرحلة تاريخية مهمة تتمثل في غزوة تبوك، وجيش العسرة الذي جهّزه النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة تسعة هجرية لملاقاة الروم.
وبحسب المراجع التاريخية تعود نشأة المسجد إلى غزوة تبوك، حينما عقد الرسول - صلى الله عليه وسلم - العزم في السنة التاسعة من للهجرة لملاقاة جيش الروم، فجهّز "جيش العسرة"، ولما وصل الجيش بقيادة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى منطقة تبوك، وتحديداً البقعة التي عليها المسجد، مكث نحو 20 ليلة فلم يأتهم أحد من جيش الروم بعد أن ألقى الله في قلوبهم الرعب والخوف وفرّق شملهم داخل البلاد وشتّت أمرهم، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم
- يستقبل الوفود التي جاءت للمصالحة ودفع الجزية ليتخذ من "مسجد التوبة" مكاناً له، حيث أدى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، الصلاة فيه نحو عشر ليالٍ وذلك لقرب المسجد من عين جارية في ذلك الوقت يُطلق عليها "عين السكر".
وذكر المؤرخون أن أول بناء لهذا المسجد كان في عهد الخليفة الأموي الراشد عمر بن عبد العزيز - يرحمه الله - في عام 98 للهجرة، حينما كان والياً على المدينة، وتمّ بناؤه من الطين والجريد وسعف النخل للسقف، وتمّ تجديد بناء المسجد في العهد العثماني عام 1062هـ، وجدّد مرة أخرى في عهد الأتراك عام 1325هـ حيث بُني من الأحجار المشذبة ذات الطرز الإسلامي.
وظل المسجد على هذا الحال حتى زار الملك فيصل بن عبد العزيز - يرحمه الله – مدينة تبوك - كما جاء في موسوعة آثار المملكة، وقيل إنه دخل المسجد وصلّى ركعتي تحية المسجد ثم أمر بإعادة بنائه مرة أخرى بشكله الحالي وتجديد بنائه على طراز وتصاميم مشابهة للحرم النبوي الشريف، وذلك في الرابع من شهر شعبان لعام 1393هـ.
وبدأ العمل بإعادة بناء المسجد وتمت إضافة ما حوله من فناء ودفنت البئر المجاورة له، وأُزيل ما حوله من مبانٍ قديمة، ومنها مبنى المالية في تبوك سابقاً؛ لتكون هناك مساحة واسعة حول المسجد، وتمّ الانتهاء من البناء عام 1395هـ، وبعد اكتمال البناء صدر قرار تعيين إمام المسجد محمد عمر غبان في عام 1398 هـ.
وتوجد بالقرب من المسجد مقبرة دُفن فيها عدد من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم. وفي عام 1409هـ، وجّه الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك، بتحسين المنطقة المؤدية إلى المسجد، وفي تواصل لسلسلة تطوير المنطقة التاريخية و"مسجد التوبة" فقد اعتمد أخيراً في غرة شهر رمضان الجاري، واطلع أمير تبوك على التصميم المقترح لمشروع تطوير المسجد، الذي يتم تطويره بالشراكة بين فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار وفرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد وأمانة منطقة تبوك مع مراعاة أن يكون البناء الحديث للمسجد أقرب لما كان عليه في بداية بنائه.
وذكر كتاب عمدة الأخبار في مدينة المختار عن مسجد تبوك، حيث قال ابن زبالة:
"يقال له مسجد التوبة، قال المطري: وهو من المساجد التي ابتناها عمر بن عبد العزيز، قال المجد: دخلته غير مرة، وهو عقود مبنية بالحجارة فنسبته إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو تسميته بذلك غير صحيحة، فاسمه مسجد التوبة أو مسجد تبوك.
فيما وصفه أحد الرحالة الأوائل ابن شجاع المقدسي حينما قدم الي تبوك، قال عنه:
"سنة 623 للهجرة أن بها ماء ينبع ومسجد يُزار، وأن الحجاج يدعون بها أثقالهم عند العرب من بني عقبة، وأنهم يقيمون بها يوماً ثم يستعدون للمفازة الكبرى".
أنشئت قلعة تبوك في العصر العباسي، ثم أعيد بناؤها في عصر السلطان سليمان القانوني سنة 967هـ /1599م، وجدد بناؤها في عصر السلطان محمد الرابع سنة 1064هـ/1653م. وسجلت أعمال التجديد على بلاطات خزفية فوق عقد المدخل، ويعود تاريخ هذه القلعة إلى أكثر من 3500 سنة.
وقد أمر بتجديد وتعمير قلعة تبوك السلطان محمد خان، ثم جددت القلعة سنة 1260هـ/1844م في عهد السلطان عبدالمجيد خان بن محمود وكتب في تلك المناسبة نقش وضع فوق محراب مسجد القلعة.. وفي العهد السعودي جددت عمارة القلعة سنة 1370هـ/1950م.
وبجوار القلعة بركة شبه دائرية يطلق عليها اسم «عين السكر» ويرتبط تاريخها بغزوة تبوك التي قادها النبي صلى الله عليه وسلم، وكان معسكر الجيش حولها. وقد ورد في الحديث الشريف قول الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: (يوشك يا معاذ ان طالت بك الحياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جنانا).
وقامت الهيئة العليا للسياحة فرع تبوك بتهيئة وتطوير المنطقة المحيطة بالقلعة حيث تم وضع سور جمالي حول منطقة البرك والعين وبوابة للدخول وتم رصف الممرات ووضع أماكن للجلوس داخل القلعة وتعريف الزائرين بأهمية ومكانة هذه القلعة.
وتقوم الهيئة العليا للسياحة بالتعاون مع مكتب الآثار في منطقة تبوك بتنظيم الرحلات لقلعة تبوك وقد زار هذه القلعة عدد من زوار المنطقة من المثقفين والأدباء والكتاب وكذلك القروبات الأوربية التي تقوم بزيارة المنطقة ليطلعوا على آثار المنطقة والتي من ضمنها هذه القلعة والتي يعمد فيها الكثير إلى التصوير داخل هذه القلعة والتي من ضمن أركانها مسجد السجن بئر وغرف للضيافة في السابق.
وبها ابداع البناء وجمال الطراز المعماري المميز بالأحجار المفرغة من الداخل والذي يتكون من ثلاثة طوابق يمكن الوصول لها من خلال سلالم بنيت من الأحجار ومجهزة من الداخل بفتحات كانت في الماضي تستخدم للمراقبة، وبجوار هذه القلعة تقع «عين السكر» الشاهدة على غزوة تبوك والتي تعتبر الأشهر والأقدم في تبوك وكانت المصدر الوحيد للسقيا للزراعة حول القلعة.
و هی برکة واسعة مبنیة بالحجر و الجصّ و النورة بناء محکما،بحیث تدخلها السیول من الجهات الأربع أیام الأمطار، و یستمر فیها الماء مدة،بناها الملک المعظم صاحب(حلب)للحجاج
وفي عام 1040 للهجرة مرها محمد كبريت الموسوي المدني برفقة قافلة حج الشام فقال :ثم أتينا على المعظَّم وهو وادٍ فيه قلعة عثمانية عمرت سنة إحدى وثلاثين وألف، غير أنَّه لم يكن بها ماء، وقد أشرفت على الدمار، وفيه يقول بعضهم: يا ذا المعظم إنَّ فيك لقسوة … فلأيّ معنى قد سُميت معظما إنّ المعظم من يُغيثُ وفوده … وأراك أفنيت الأنامَ من الظما وعند القلعة بركة عظيمة متسعة جداً، يأتيها الماء من الأمطار، ولها خمس وعشرون درجة، ولما وردناها وجدنا منها خمسة عشر درجة في الماء الفرات.
ويقول حاجي خليفة 1045هـ :
عبارة عن حوض كبير اقيم ليملأ بمياه السيول ويظل فارغا من المياه عند انقطاع الامطار.
وصف البركة
عند زيارتنا لها عام ١٤٢٧ : البركة مربعة الشكل ويبلغ طول الضلع 60 متراً وعميقة ولم نستطع قياس العمق لأنها كانت نصف ممتلئة بالماء وأخبرنا راعي الإبل ان هذا من بقايا سيل العام الماضي! وهناك درج حجري ينزل الى البركة.
بصورة عامة فبركة المعظم لا زالت بحالة ممتازة ولا زالت تؤدي الغرض من وجودها بل الطريف ان البدو لا زالوا يستفيدون منها فهناك دينمو لسحب الماء لسقي الإبل ومن اسباب بناء القلعة العظيمة سنة 1031 هجري لحماية البركة من المفسدين ولتكون واحة امداد في البرية الصعبة التي سميت المفازة العظمى بين تبوك والعلا, لكن للأسف فلم يكتب النجاح لهذه القلعة وأظن ان من أهم الاسباب ان البئر والبركة تعتمد على الامطار فاذا جفت لم يبق لحراس القلعة مصدر للماء كما ان القلعة بعيدة عن اي حاضرة او بلد فيكون حراسها تحت رحمة البدو بعد رجوع قافلة الحج, لذلك فقد هُجرت ولم تستغل الا بضع سنوات متفرقة عبر القرون الاربعة التي تمثل عمرها.
كان ممتدًا في السابق، صُمم في الأصل لتسريع سفر الحجاج المسلمين من دمشق إلى مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة المقدستين، لكنه انتهى إلى أطلال بعد أقل من عقدين من بداية تشغيله. يمكن رؤية بقاياها المغطاة بأشعة الشمس اليوم، وهي تقطع طريقها عبر شمال غرب المملكة العربية السعودية في شكل سكك حديدية تغطيها الأتربة والرمال ومحطات مهجورة وقاطرات صدئة.
تم إنشاء خط السكك الحديدية في الأصل لإقامة رابط بين القسطنطينية ومنطقة الحجاز في المملكة العربية السعودية، موطن أقدس المواقع في الإسلام، وتقصير رحلة الحجاج الذين يؤدون فريضة الحج. امتد الخط، الذي بدأ عام 1900، لمسافة 1,600 كيلومتر من سوريا إلى المدينة المنورة بحلول عام 1908، على الرغم من أن المحطة الأخيرة المخطط لها إلى مكة المكرمة لم يتم إنشائها أبدًا.
خلال الحرب العالمية الأولى ، تعرضت أجزاء من الخط للهجوم من قبل توماس إدوارد لورانس وحلفاؤه العرب وبحلول عام 1918، وبعد أقل من عقدين من بداية المشروع، تحولت السكك الحديدية إلى أنقاض. وتم التخلي عن المسار بشكل غير رسمي بحلول عام 1920.
أطلال سكة حديد الحجاز:
يمكن الوصول إلى أكبر جزء من بقايا السكك الحديدية في المدينة المنورة وتبوك، حيث تم تشييد أكبر محطات الخط والتي تم ترميمها منذ ذلك الحين. وتساعد إضافة القاطرات ومراكز المعلومات الزوار في التعرف على تاريخ السكك الحديدية القصير والمؤثر.
المتحف الذي يقع في المحطة ذات الطراز المعماري الإدواردي، لمشاهدة كنوزها من القطع الأثرية والمخطوطات والصور الفوتوغرافية من هذه الحقبة الزمنية، بعضها من عصر السكك الحديدية والبعض الآخر من وقت سابق. وستجد في أقصى شمال تبوك، أحد أفضل الأمثلة المحافظ عليها لمحطة، وتشمل قاطرة مرممة، وعربة شحن، فضلًا عن القطع الأثرية الأخرى.
تعتبر معلما حضاريا من معالم مدينة تبوك ومركزا تجاريا هاما يشهد طوال اليوم حركة تجارية كبيرة جدا وتعتبر الجادة الشريان الرئيسي لمدينة تبوك بل لمنطقة تبوك وذلك لوجود جميع ما يحتاجه الإنسان لتسوقه سواء لوحده أم بصحبة عائلته .
ويوجد بالجادة العديد من محلات الملابس الخاصة بالرجال والنساء والأطفال ومحلات لبيع المجوهرات والكماليات ومحلات بيع الأدوات الرياضية والصيدليات ومحلات لبيع المواد الغذائية وبيع الساعات ومحلات العطارة وعدد من المطاعم والفنادق والبوفيهات ومحلات لبيع المرطبات ومحلات لعب الأطفال والمكتسبات العامة ومقرات لفروع بنوك رئيسية .
وتقع جادة الأمير فهد بن سلطان في وسط مدينة تبوك يحط بها العديد من أحياء المدينة وكانت هذه الجادة تعرف سابقا باسم الشارع العام يمتد طولها قرابة ستمائة متر وكانت هذه الجادة قبل ذلك تشهد دخول السيارات والمشاة مما كان يسبب وقوع العديد من الحوادث المرورية والمخالفات التي كانت تزعج مرتادي الجادة .
تقع في شمال غرب المملكة العربية السعودية تحتوي على كنوز تاريخية وأثرية ضاربة في القدم وهي مهداً للحضارات الإنسانية المتعاقبة على شبه الجزيرة العربية، وكنزًا من كنوز آثار المملكة التي حظيت بأصداء واسعة على المستوى العالمي، بوصفها مملكة لآثار يعود تاريخها إلى أكثر من 85 ألف عام، في حين وجدت حاليًا اهتمامًا كبيرًا من الدولة في إطار رؤية المملكة 2030، وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة.
وتتبع محافظة تيماء إداريًا منطقة تبوك، مبتعدة عن مدينة تبوك مسافة 265 كيلو مترًا باتجاه الجنوب الشرقي، بينما تقع بين خطي عرض "27 و38" درجة باتجاه الشمال، وخطي طول "38 و32" درجة باتجاه الشرق، وتحتفظ بالكثير من المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية والنقوش الحجرية الضاربة جذورها في أعماق تاريخ الجزيرة العربية والحضارات التي تعاقبت عليها.
وعدت تيماء على مر العصور مركزاً تجارياً واقتصادياً ونقطه التقاءً للطرق التجارية القديمة فيها، وتتمتع بوفرة ونقاء المياه وخصوبة التربة واعتدال المناخ مما جعل الحضارات القديمة تتعاقب عليها بدءًا من العصور الحجرية الحديثة "الألف العاشر وحتى نهاية الألف الرابع ق.م"، مرورا بالعصر البرونزي "الألف الثالث ق.م" ثم العصر الحديدي "الألف الثاني ق. م "، وهو العصر الذي فيه ازدهرت تيماء حتى أصبحت واحدة من أهم المدن في شمال الجزيرة العربية .
وورد اسم تيماء في الكتابات المسمارية الآشورية، والمسمارية البابلية، والآرامية، والنبطية، وكانت محوراً مهماً في العهد البابلي, وولى "الرسول صلى الله علية وسلم" الصحابي يزيد بن أبي سفيان عليها، وكانت مورداً مهماً ومنطلقاً للفتوحات الإسلامي، ومرت تيماء خلال العصر الإسلامي بأحداث عدة، وكانت تظهر تارة وتخبو تارة حتى عهد الدولة السعودية حيث بدأت تيماء بالنمو، وشهدت ازدهارا متواليا في مختلف الصعد وأكسبها تراثها الثقافي والتاريخي شهرة واسعة.
وتتميز تيماء بوجود معالم وشواهد تاريخية مثل : "السور الخارجي" الذي يعد من أطول الأسوار التاريخية في الجزيرة العربية وأكثرها تحصينا إذ يبلغ طوله أكثر من 10 كيلو مترات وارتفاعه في بعض الأجزاء المتبقية حاليا اكثر من 10 أمتار وعرض جداره ما بين المتر والمترين، وشيّد السور في بعض أجزائه بالحجارة، وفي أجزاء أخرى من اللبن والطين وتعود فترة بناء السور إلى القرن السادس ق.م وكذلك قصر الحمراء وهو مبنى ذو ثلاثة أقسام الأول معبد والآخرين للسكن أحدهما شيد ضمن فترة المعبد ثم أضيف الجزء الجنوبي من القصر خلال فترة لاحقة تم الكشف عنه عام 1979 م ومن أهم بقاياه مسلة تحمل نصاً أرمياً وحجر مكعب يحوي مشاهد ورموز مختلفة يعود تاريخ القصر إلى القرن السادس ق.م .
ومن أهم آثار تيماء أيضاً "قصر الرضم"، وهو عبارة عن حصن مربع وسطه بئر مشيد من الحجارة المصقولة وله دعامات في زواياه ووسط أضلاعه من الخارج ويصل عرض جداره إلى المترين ويعود تاريخ القصر إلى منتصف الألف الأول ق.م.
كما يعد بئر "هداج" من أشهر الآبار التي عرفها العالم القديم ويعود تاريخها إلى منتصف القرن السادس من الألف الأول ق.م، وتعرضت البئر خلال تاريخها لأحداث عدة اندثرت خلالها لكن معالمها بقيت حتى أعيد حفرها قبل 400 عام تقريبًا لتعود للعمل والعطاء، وتستمر في إمداد المكان بالمياه بواسطة السواني حتى عام 1373 هـ .
وتضم تيماء أيضاً موقع "قرية"، وهو موقع كبير تزيد مساحته على 300 هكتار ويحتوي على الكثير من المعالم العمرانية المشيدة من الحجارة والقصور والمباني المدنية والمنشآت الزراعية من آبار وقنوات ري ومرافق متعددة , ويحتوي الموقع على مدافن من الفترة الأرمية، إضافة إلى أنه تم تحصين هذه المنطقة بسورين داخلي وخارجي تعلوهما أبراج مراقبة تتركز في الجهتين الجنوبية والغربية.
وكشفت أعمال التنقيبات في هذه المواقع نتائج علمية مهمة ومنها الكشف عن أجزاء من التل الرئيسي الذي تظهر مكتشفاته وجود مراحل استيطانية متعددة، وبرزت منه العديد من المنشآت والمرافق , حيث تم الكشف عن أجزاء من السور ومنشآت ملاصقة , أظهرت نتائج تحليل البناء إلى أن السور يعود في تاريخ إنشائه إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد .
إضافة إلى ما سبق، فقد تم العثور على عدد من النقوش والكتابات المسمارية والثمودية والأرمية والنبطية والإسلامية المبكرة والمتأخرة وعلى أدوات فخارية ذات خصائص زخرفية مميزة، وأجزاء من تماثيل آدمية وحيوانية وعناصر زخرفية وعملات ومنحوتات حجرية كالمباخر والتيجان وغير ذلك من المواد الأثرية.
ومن أهم المعالم البنائية الأثرية في تيماء قصر السموأل "الأبلق الفرد" الذي اكتسب شهرة واسعة، وأسهبت المصادر التراثية في الحديث عنه، ويقع في الجزء الجنوبي من المدينة القديمة لتيماء إلى الشمال من المقر الجديد لبنى محافظة تيماء، وينسب بناؤه إلى عاديا الجد الأول للسموأل، وورد ذكر الحصن في العديد من كتب العرب القدماء، وممن ذكره ياقوت الحموي الذي يقول عنه "إنه على رابيه من تراب فيه آثار أبنيه من لبن لا تدل على ما يحكي عنها من العظمة والحصانة".
وعلق المؤرخ حمد الجاسر -رحمه الله - على ما ذكره ياقوت الحموي بقوله: "يظهر أن ياقوت لم يشاهد تلك الآثار لكنه نقل وصفها من غير خبير، ولهذا وقع في الخطأ إذ إن آثار الحصن وإطلالة لا تزال باقيه وهو مبنى من الحجارة لا من اللبن وآثاره تدل على العظمة والقوة".
وللشاعر الأعشى قصيدة في وصف قصر الأبلق تقول : ( يُوَازِي كُبَيْدَاءَ السّمَاءِ وَدُونَه.. بَلاطٌ وَداراتٌ وَكِلْسٌ وَخَنْدَقُ) وفي البيت الثاني (لَهُ دَرْمَكٌ في رَأسِهِ وَمَشَارِبٌ.. وَمِسْكٌ وَرَيْحَانٌ وَرَاحٌ تُصَفَّقُ).
ومن معالم البناء في محافظة تيماء مصنع الطوب الفخاري ويقع داخل المنطقة السكنية الجديدة ويعود تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد , وقصر البجيدي أحد معالم الفترة الإسلامية المبكرة، والقصر عبارة عن شكل مربع له أبراج في زواياه، وتم الكشف عن بعض أجزائه التي تحمل جدرانه عدد من النصوص العربية التي توثق لفترته التاريخية , ورجوم صعصع وتقع جنوب تيماء على مساحة واسعة تصل إلى 27 كيلو متراً مربعاً, وهو حقل من المقابر الركامية المختلفة في أشكالها، ويعود تاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وأدت أعمال التنقيبات في بعض هذه المدافن إلى معرفة التفاصيل البنائية وأنماطها المعمارية فيها.
وأوضحت الآثار المكتشفة في المنطقة الصناعية جنوب تيماء الممتدة لمسافة 4 كيلو مترات إلى أنها عبارة عن حقول من المدافن على شكل مجموعات أو مدافن متفرقة وتتماثل تقريباً من حيث النمط ومادة البناء، لكنها كثيراً ما تختلف في الحجم وغالبا ما نجدها عبارة عن غرف مربعة أو مستطيلة بنيت فوق سطح الأرض، وتتصل بمبنى دائري لا يستخدم للدفن، وعلاوة على الأنماط والعناصر المعمارية المهمة لهذه المدافن فقد كشفت أعمال التنقيبات عن العثور على أعداد كبيرة من القطع المميزة التي اشتملت على أواني وأدوات فخارية متنوعة في استخداماتها وتماثيل فخارية وبرونزية وحلى وأدوات زينة تعود للقرن السادس قبل الميلاد.
وتشتهر تيماء بجود "جبل غنيم" الذي يقع جنوب شرق تيماء بمسافة 10 كيلو مترات في سلسلة جبال تمتد حول تيماء عبر زاويتها الجنوبية الشرقية وعلى قمة الجبل آثار لبناء مهدم وعلى الواجهات الصخرية، ووجد على الجبل نقوش تشير معظمها إلى رموز عقائدية قديمة، وكذلك العديد من التلال والأعمدة المنصوبة, ومن أهم مواقعها جبل غنيم ووضحى والخبو الغربي والشرقي والمشمرخه والصفاة الماردة والخبو والمكتبة وأم سرف ومحجة تيماء وطويل سعيد وغيران المجدر وغيرها كثير .
كما وجد في تيماء عدد من النقوش المسمارية التي تعود إلى القرنين السادس والثامن قبل الميلاد، وكما في العصور الغابرة ضل موقع محافظة تيماء بإرثه وأثاره وتاريخه العريق موقعاً جغرافياً متميزاً على مدى تعاقب الحضارات والعصور والدول، انطلاقاً منذ عصر الاستقرار البشري بدءاً بالعصور الحجرية ثم العصر البرونزي ثم الحديدي ثم العصر الجاهلي الذي تمثله فترة السموأل ثم العصر الإسلامي ومروراً بفتراته المتعددة وحتى العصور القريبة, ومنها إلى عهد المملكة العربية السعودية بمراحله الثلاث.
ومنذ توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ رحمه الله - مرورًا بالملوك البررة - رحمهم الله -، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ حظي قطاع الأثار والسياحة والتراث باهتمام الدولة لما تمتلكه المملكة من تراث وكنوز أثرية هائلة ومواقع تاريخية نادرة وآثار تؤرخ لثقافات قديمة وعظيمة وحضارات متعاقبة على مر العصور, مما يبرز المكانة التاريخية للمملكة وعمقها الحضاري كونها مهدا لبدايات الحضارات الانسانية, ويعكس حضارتها الأصيلة ومكانتها على المستوى العالمي, وجعلها وجهة علماء الأثار والتاريخ والفرق البحثية والاستكشافية وفرق التنقيب من مختلف الجنسيات من الشرق والغرب على مستوى العالم.
ونالت محافظة تيماء موقعاً جغرافياً فريداً زاد من أهميتها, فهي أكبر محافظات منطقة تبوك وحلقة الوصل بين المنطقة ومنطقة المدينة المنورة ومنطقة حائل ومنطقة الجوف, وطالتها يد التنمية السعودية في كافة المجالات الاقتصادية والزراعية والتعليم العام والتعليم الجامعي وبنيت بها أحدث المستشفيات وطورت بها الخدمات الصحية, وتم ربطها بغيرها من مدن ومراكز وقرى المملكة بالطرق الحديثة, ولاقت تيماء المدينة والمحافظة كغيرها من محافظات منطقة تبوك الدعم اللامحدود من صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة , لكل ما من شأنه النهوض بمحافظة تيماء وإبراز مقوماتها السياحية والاقتصادية والتاريخية , فيحرص سموه إلى القيام بجولة سنوية لمحافظة تيماء يطمئن من خلالها على ما يقدم للمواطنين من خدمات ويتلمس سموه احتياجاتهم ومطالبهم, ويقف على مشاريع أعمال الترميم.
وعمل الأمير فهد بن سلطان على دعم تنفيذ عدد من المشاريع في المنطقة من أبرزها توجيهه بتنفيذ "مشروع الملك سعود لترميم بئر هداج" بتيماء وتمويله من حسابه الخاص، فبئر هداج يعد من أكبر آبار الجزيرة العربية وأشهرها, ويعود تاريخ حفره إلى القرن السادس قبل الميلاد ويطلق عليه "بشيخ الجوية"، ويبلغ محيط فوهته 65 متراً ، وعمقه من 11 إلى 12 متراً، وهو مبني من الحجارة المصقولة، وتحيط به أشجار النخيل من الجهات الأربعة, ويستقي البئر 100 رأس من الإبل في وقت واحد أثناء فصل الصيف، فيما تنقل المياه من البئر بواسطة قنوات حجرية يبلغ عددها 31 قناة معمولة من الحجارة .
وعندما زار الملك سعود آل سعود - رحمه الله - مدينة تيماء في العام 1373هـ، وقف على بئر هداج التاريخي ورأى مدى معاناة الأهالي في استخراج المياه أمر بتركيب أربع مكائن حديثة ليتغير الحال منذ ذلك اليوم في هذا البئر إلى الأفضل فزادت بعدها الإنتاجية وتوسعت تبعا لذلك الرقعة الزراعية وكان للتسهيلات المقدمة للمزارعين دورها في أن مكنت من أن يكون لكل مزارع بئر داخل مزرعته بإنتاجية أكثر وبسبل ايسر , وبسبب هذه الآبار التي حفرت بأعماق أكثر حول بئر هداج أدى ذلك إلى نقص في مياه البئر وقلت إنتاجيتها من المياه حيث بدأت تقل حاجة الأهالي لمياه البئر وأصابها الإهمال وتعرضت عناصرها المعمارية ومرافقها للتخريب.
ونظرا للأهمية التاريخية والمعمارية لهذا البئر فقد بادر صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز بترميم البئر واعادتها إلى حالتها التي كانت عليها وتم تأهيلها لتكون معلماً سياحياً مهماً يؤدي دوراً ثقافياً واقتصادياً وعاد لوضعه الطبيعي بنفس الأسلوب المتبع في طي البئر ورصف حواف البئر ثم وضع سياج حديدي لمنع أي تعدي أو رمي مخلفات فيه, وأصبح معلماً سياحياً في المنطقة يقصده الكثير من الزوار والسياح من داخل المملكة وخارجها.
وتسعى المملكة بقيادة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ، إلى تنمية سياحية قيمة ومميزة ذات منافع اجتماعية، وثقافية، وبيئية، واقتصادية، انطلاقا من قيمها الإسلامية، وأصالة تراثها العريق وضيافتها التقليدية.
ويعد "برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة" مشروعاً تاريخياً وطنياً مهماً يعكس التطور في برامج ومشاريع التراث في المملكة، ويغطي عدة مسارات من المشاريع الوطنية مثل: الآثار والمتاحف والتراث العمراني والحرف والصناعات اليدوية، والتوعية والتعريف بالتراث الثقافي، وتطوير مواقع التراث العمراني والأثري.
ووضعت رؤية المملكة 2030 التي رسم ملامحها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الإرث الثقافي التاريخي السعودي العربي والإسلامي عنوانًا مهمًا لها، لتؤكد أهمية المحافظة عليه إذ أن المملكة على مدى التاريخ كانت مقرًا للحضارات الإنسانية القديمة، وجسرًا للطرق التجارية التي ربطت حضارات العالم بعضها ببعض، الأمر الذي أكسبها تنوعًا ثقافيًا فريدًا.
وتعزز الرؤية مسألة الحفاظ على الهوية الوطنية وإبرازها والتعريف بها، ونقلها إلى الأجيال، من خلال غرس المبادئ والقيم الوطنية، والعناية بالتنشئة الاجتماعية واللغة العربية، وإقامة المتاحف والفعاليات وتنظيم الأنشطة المعززة لهذا الجانب, وأكدت رؤية المملكة 2030 العمل على إحياء مواقع التراث الوطني والعربي والإسلامي والقديم وتسجيلها دوليًا، وتمكين الجميع من الوصول إليها بوصفها شاهدًا حيًا على إرثنا العريق، وعلى الدور الفاعل، والموقع البارز على خريطة الحضارة الإنسانية.
ويعد الاكتشاف الأخير الذي أعلن عنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني المتمثل في وجود آثار أقدام إنسان قديم على ضفة بحيرة قديمة في صحراء النفود على أطراف منطقة تبوك اكتشافا مدهشا ونادرا جداً يُظهر مدى اتساع انتشار الإنسان في الجزيرة العربية ضمن مناطق الهجرات البشرية التي حدثت قبل آلاف السنين، وتناقلته مختلف الأوساط العلمية والإعلامية على المستوى العالمي.
وأبان سموه في حديث سابق له أن عمر آثار الأقدام يتعاصر مع أحفورة أصبع إنسان عاقل عثر عليها مؤخراً بالقرب من موقع الوسطى في محافظة تيماء يعود عمرها إلى 85,000 سنة، مرجحًا سموه أنه من أوائل المهاجرين في العصر الحديث إلى الجزيرة العربية وعبر صحراء النفود التي كانت آنذاك مراعي خضراء غنية بالأنهار والبحيرات والمياه العذبة ووفرة الحيوانات التي كانت مصدر غذاء للإنسان.
ولم يقتصر دور الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على التنقيب والبحث والاكتشافات واستقطاب البعثات المحلية والعالمية في محافظة تيماء بل تجاوزه الى اعتماد مبلغ يناهز الـ 34 مليون ريال لمشروع تطوير متحف تيماء الإقليمي.
ويُطلق على ضباء درّة البحر الأحمر لأنها تحتضن أجمل شواطئ العالم حيث تتميّز بنقاوة وصفاء شواطئها، وقد اشتهرت مدينة ضباء قديماً بسبب الأمان الذي تجده سفن العالم على موانئها، ولهذا فإنّ الزّائر لمحافظة ضباء سيكتشف جماليّة هذه المنطقة، بالإضافة إلى الآثار التّاريخيّة التي تحتضنها.
موقع ضباء:
تقع ضباء في المملكة العربية السّعودية، وتقع تحديداً على الجهة الشّمالية الغربية لساحل البحر الأحمر أي على بعد مائة وثمانين كيلو متراً من محافظة تبوك التي تتبع إداريّاً لحكم هذه الإمارة.
محافظات ضباء:
عند التّوجه من مركز تبوك إلى مدينة ضباء السّاحلية لا بد من قطع مسافة تقدر بمائة وتسعين كيلو مترًا، فضباء يحيط بها عدد من المحافظات التي تبعد عنها مسافة لا بأس بها، ومن هذه المحافظات محافظة الوجه ومحافظة البدع حيث تبعدان عن ضباء مسافة مائة وخمسين كيلو متراً، ومحافظة حقل تبعد عن ضباء مسافة مائتين وخمسين كيلو متراً، وتبعد عن محافظة أملج مسافة ثلاثمائة كيلو متراً.، السياحة في ضباء تعتبر ضباء منطقة ساحليّة جميلة جعلت منها منطقة سياحية يستطيع أي زائر أن يتوجّه إليها حتّى يستمتع بهدوء شواطئها وصفاء لون مياهها، وقد نشأت العديد من الفنادق والشّاليهات للاستمتاع بهذه الشّواطئ الجميلة، وبجانب الشّواطئ يستطيع أن يتوجّه الشّخص إلى داخل المدينة ويتجول في أسواقها الشّهيرة والأسواق القديمة التي تعرض الكثير من البضائع المختلفة.
معالم وآثار ضباء:
قلعة الملك عبدالعزيز:سُميت هذه القلعة نسبةً إلى الملك عبدالعزيز الذي قام بزيارة ضباء وتجوّل فيها، واختار مكاناً مناسباً لبناء قلعة يقصدها وقت ما يشاء لقضاء أوقات الاستجمام في ضباء، وقد تمّ بناء هذه القلعة عام 1931م على منطقة مرتفعة تطل على مياه البحر الأحمر، وما زالت محافظة على جمالية بنائها حتّى وقتنا الحاضر، والقلعة اليوم تشهد حركة من الزّوار لمشاهدة هذه القلعة الأثرية.
ميناء السّقالة:
يرجع تاريخ هذا الميناء إلى العهد العثماني حيث كان مكوّناً من رصيفٍ واحدٍ، وفي عهد الملك عبدالعزيز آل سعود تمّ تطوير هذا الرّصيف حيث يمتد طوله إلى داخل البحر حوالي خمسين متراً، ويبلغ عرض الرّصيف حوالي العشرين متراً، ومن الدّوائر الحكومية المجاورة لهذا الرّصيف هو مبنى الجمارك ومبنى البلدية وبالإضافة إلى مبنى المالية.
قلعة ضباء:
تمّ بناء هذه القلعة في عهد الأتراك وتتميّز هذه القلعة بالطّابع التّركي، وشهدت هذه القلعة إدارات حكومية مختلفة، حيث تمّ تحويل القلعة إلى مقرّات تتبع إلى دوائر حكومي لأنها كانت صالحة كمقر يسمح باستقبال المعاملات الحكوميّة الرّسمية في ذلك الوقت، وأمّا اليوم قلعة ضباء أو ضبا هي قلعة مهجورة وأثريّة تصلح لاستقبال الزّوار للتعرّف على تاريخ القلعة، ويذكر أنّه تمّ بناء القلعة بأيدي بنّائين من مدينة ينبع.
قلعة الملك عبدالعزيز بضباء:
تُعد قلعة الملك عبدالعزيز بمحافظة ضباء في منطقة تبوك من أبرز المعالم التاريخية بالمنطقة، فهي تحكي التسلسل التاريخي لفن العمارة السعودية بالشمال الغربي من المملكة العربية السعودية.
فمنذ ما يقارب الـ90 عاماً بنيت القلعة بأرفع مكان في البلدة القديمة مع إطلالة على السوق من الجهة الغربية، لتكون قصرا للحكم والأمن في بلدة ضباء، وقام ببنائها السكان والمعماريون المحليون من أهالي البلدة والوجه وينبع.
وجلبت لها الحجارة في بدايات البناء من قلعة المويلح عن طريق القطائر الشراعية ومن جزيرة برقان ثم عدل عن ذلك، بإحضار مكونات البناء من المحاجر الموجودة بالمحافظة، وتحديداً من الحجارة الجيرية.
والقلعة عبارة عن فناء فسيح مستطيل الشكل تحيط بجوانبه مجموعة من الغرف والمرافق ومدعومة بأربعة أبراج بزوايا على شكل ثلاثة أرباع الدائرة، ولها مدخلان أحدهما من الجهة الغربية والآخر من الجهة الشرقية وهو المدخل الرئيس، الذي تعلوه لوحة تأسيسية كتب عليها، بنيت بعهد الملك عبدالعزيز 1352هـ، بالإضافة إلى وجود مسجد بالجهة الشمالية منها.
وحفاظاً عليها تولّت هيئة السياحة والتراث الوطني آنذاك ترميمها، كما قامت بتأهيلها لتكون متحف آثار للمحافظة يحكي التسلسل الحضاري للمنطقة، ومن أهم مساراتها السياحية.
جبل اللوز:
يقع جبل اللوز في مدينة تبوك، وفي الشمال الغربيّ من المملكة العربيّة السعوديّة، وعلى مقربة من الحدود الأردنيّة،ويُعتبر جبل اللوز أحد المُكوّنات للدرع العربيّ، والذي يُطلق عليه (جبال مدين)؛ وذلك حسب التسميّة الجغرافيّة،ويُعدُّ هذا الجبل أعلى السلاسل الجبليّة في جهة الشمال الغربيّ، وهي عبارة عن امتداد لجبال السروات، والتي تمتد من غرب تبوك، وحتّى وادي رم الواقع داخل الأراضي الأردنيّة، ويُشار إلى أنَّ هذه السلسلة الجبليّة ينتج عنها عدد من الأودية التي تظهر في الجهة الجنوبيّة، وكذلك الجهة الغربيّة من المنطقة.
تسمية جبل اللوز بهذا الاسم:
يُعزى السبب في تسمية جبل اللوز بهذا الاسم إلى أشجار اللوز، فالجبل مليء بأشجار اللوز، وجدير بالذكر أنَّ هذه الأشجار لا تزال تنمو فيه إلى الآن، كما ويتواجد في المنطقة وادي اسمه (وادي اللوز)، وكذلك قرية اسمها (اللوز)، ويُمثل جبل اللوز أعلى قمم جبال منطقة تبوك، حيث يصل ارتفاعه فوق مستوى سطح البحر إلى مسافة قدرها 2.583 متر.
مميزات جبل اللوز:
يتميز جبل اللوز ببرودته الشديدة، فهو الجبل الوحيد الذي تسقط عليه الثلوج في فصل الشتاء، ففي كثير من الأوقات يتأثر هذا الجبل بالمنخفضات الجويّة القادمة من مناطق بلاد الشام، وتكون هذه المنخفضات مصحوبة بكتل هوائيّة باردة، وقادمة من المناطق القُطبيّة، كما ويتميز الجبل باحتوائه على عدة أماكن أثرّية، حيث تتواجد الرسومات المحفورة على صخوره، والتي يعود تاريخها إلى ما يزيد عن 10 آلاف سنة قبل الميلاد، كما ويحتوي على عدة نقوش إسلاميّة،وبالتالي فإنَّ جبل اللوز مكان لجذب آلاف الزائرين إليه، وهو من أهم الأماكن السياحيّة الشتويّة في البلاد، حيث أدرجت الهيئة العامة للسياحة جبل اللوز ضمن المواقع السياحيّة ذات الأهمية الفائقة.