"سوق القيصرية" الأسواق الشعبية التاريخية العريقة في المملكة

on
  • 2020-01-14 19:09:00
  • 0
  • 1954

تزخر محافظة الأحساء في المنطقة الشرقية بالعديد من المواقع التراثية والتاريخية التي يعود تأسيسها إلى الآف السنين وبقيت معالمها إلى هذا العصر لتشهد على عراقتها القيمة ومنها : الأحياء القديمة، القصور، الأبراج، المساجد، الأسواق الشعبية.
ويبرز من أسواق الأحساء الشعبية "سوق القيصرية" الذي يعد من الأسواق الشعبية التاريخية العريقة في المملكة، ويقع في حي الرفعة بمدينة الهفوف، وقد بني عام 1822م 1238 هـ، ويحتوي على نحو 422 محلاً، تحاكي تصاميمها المعمارية التراث القديم لأبناء المنطقة الشرقية من ممرات مغلقة ومسقوفة تميزت بارتفاعها لتشكل ارتياحا للمرتادين والاستفادة من ذلك للتهوية والإضاءة الطبيعية، مما يجعل التجوّل في السوق مـُتعة تشعرك بالحنين للماضي والعـبـق التاريخي.
ولسوق القيصرية بعدًا اقتصاديا حيويًا ممتدًا من الأحساء التي لعبت على مدى تاريخها دورًا في دفع الحراك الاقتصادية للمملكة، وكذلك بعدا تاريخيا تراثيا ثقافيا تمثل في عمارة السوق وتشعباتها ومحتوياتها وصناعاتها وحرفها المهنية ومنتجاتها.
ويتميز السوق بتنوع أنشطته ومجالاته ومعروضاته المتضمنة للصناعات التقليدية والصناعات النحاسية وصناعات الجلود والأحذية، وبيع الذهب والساعات والعطور، والأقمشة والملابس والبشوت والمشالح والعبايات ، والمستلزمات الرجالية والنسائية ، والأثاث المنزلي ، والأدوات الكهربائية ، والأواني المنزلية ، والمواد الغذائية ، إضافة إلى تميزه بوجود خدمات تتضمن فندق وشقق سكنية ومحلات صرافة.
وقال المؤرخون إن سوق القيصرية شهد في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - عام 1334هـ تجديدًا لبناء السوق الذي كان حتى العشرينات الهجرية من القرن الماضي عبارة عن دكاكين متفرقة ، مؤكدين أن هذ السوق كان قائما في القرن التاسع عشر لذكر الرحالة له في مذكراتهم ، وكذلك لوجود وثائق تدل على ذلك.
وأشاروا إلى أن من ما يميز تصميم سوق القيصرية أبواب محلاتها التي تسمى (كبنك) وتتألف من ثلاث قطع ، قطعتان يجلس عليها صاحب الدكان ، ويضع فيها (القفة) المصنوعة من جريد النخل ، والتي يحفظ فيها الأرز والقهوة ، والقطعة الثالثة ترفع إلى أعلى وتعقد بخشبة في الحائط ، وهذا النوع من الأبواب كانت تتميز به سوق قيصرية الاحساء من دون سواها من الأسواق القديمة في الخليج.
وأضاف المؤرخون أن وجود الدكات بالمحلات وارتفاع أرضيتها جاء لتفادي مياه الأمطار، ولجلوس الزبائن ومرتادي السوق عليها لتدقيق البضاعة المعروضة وتفحصها بغرض الشراء، بينما تم تصميم الأبنية الأثرية والتراثية بدقة لاستخدام المواد كأسقف الكندل التي كانت تزهو بألوانها من الباسجير ، ووقايتها ضد العوامل الجوية والعثة ، مما مكنها البقاء والاستمرار لفترات وأزمنة طويلة .