«جبل المحجة».. غرابة المكان بين الواقع والخيال
on- 2019-10-21 00:16:50
- 0
- 1203
تتميز المساحة الكبيرة للمملكة بتنوع التضاريس واختلافها من منطقة لأخرى، والتي مرت عبر العصور بمراحل جيولوجية متعاقبة، ويتضح ذلك في أشكال من المرتفعات الجبلية والأودية والكثبان الرملية والهضاب، وما بين سهول الشرق والغرب، جبال اكتسبت الشهرة ولها من التسمية ما يربط ثقافة المكان بقصص الواقع والخيال.
ومن بين هذه المواقع يكون للجبال ذاكرة تاريخية تتجدد زمنيا مقترنة بالأحداث الإنسانية، ومحاطة بالروايات الوصفية في أبعاد مختلفة، والأمثلة على ذلك تصعب على الحصر، فهناك جبال «طويق والعارض» و«أجا وسلمى» الشهيرة شمالا، وإلى الجنوب جبال «القهر»، فيما يعد «جبل المحجة» واحدا من أغرب أشكال التضاريس الصخرية على مستوى العالم، ويقع في شمال غربي المملكة، على مقربة من الطريق بين حائل وتيماء، وتظهر تجاويفه الصخرية التكوينات الأشد غرابة، حيث ترسم لوحات فنية غاية في التعقيد، فتبدو الزوايا شبيهة بمعطيات الفن السريالي، في مشاهد لم يعرفها سلفادور دالي ولا من جاء بعده.
وحسب عدد من الرحالة فإن هذا الموقع يعيد الذاكرة إلى ما يروى بأنه مساكن الجن، لذلك ينتاب المارين به الإحساس بالخوف المزعوم، وهو ما تردد في شائعة اختيارهم لأمكنة اتصفت بمثل هذه الغرابة الموحشة، في حين لا يتعدى هذا الهاجس بعض الأوهام، خاصة ما أحاط الجبل من قصص وحكايات، استقت التفاصيل من معالم غرابة المكان، وبعض من الأقاويل ذهبت إلى أبعد من ذلك، أن الجبل تحته كنوز من الذهب والمجوهرات المحروسة من قبلهم، وجميعها لا أساس له من الصحة، الذي اقترب من سيناريو المسلسلات الفضائية السائدة مؤخرا، والتي اختارت غموضا وخرافات بعيدا عما يمكن وصفه بالخيال العلمي.
وتسمية «جبل المحجة» تعود إلى أسباب متعددة، فمن الباحثين من يرى أن التربة البيضاء للجبل سبب تسميته، بينما يؤكد آخرون أنه كان مقصدا لبعض القوافل، أثناء رحلتها إلى أرض الحجاز لأداء فريضة الحج، وجيولوجيا هو جبل رسوبي من الحجر الرملي، لا يتجاوز ارتفاعه 1،137 مترا عن سطح البحر، وتعد النقوش المحفورة على الصخور شاهدا على تاريخ عريق للقبائل التي عاشت في تلك المنطقة منذ زمن بعيد، وحرصت على توثيق نشاطها اليومي، ويشير الباحثون أن الشكل الغريب للجبل مردُه إلى أسباب جيولوجية، على مدار حقب تاريخية بعيدة ساهمت في تغيير المعالم.
ولايزال الموقع مجهولا، على الرغم من أهميته التاريخية من جهة، وإمكانية الاستفادة سياحيا من تميزه الطبيعي، في مناظر لها جماليتها التي شكلتها عوامل التعرية والتجوية