قرية الحرجة الأثرية .
on- 2017-10-17 15:51:05
- 0
- 3884
قمت بجولة في قرية الحرجة الأثرية, فوجدت معلما تاريخيا شامخا تمتد اطلاله إلى مئات السنين .
تاريخ يكتب بمداد من الأصالة
تنتشر القرى الأثرية في محافظة الحرجة التابعة لمنطقة عسير فلا تخلوا قرية من قراها الكثيرة من وجود أثار وأطلال ومساكن تدل على قدمها وقيمتها وقدم حضارتها ، فالقرى والمزارع والآبار القديمة والطرق لازالت شاهدا ًعلى ما كانت تزخر به تلك القرى من حياة اقتصادية واجتماعية زاهرة وزاخرة في الماضي . وتأتي في مقدمتها قرية الحرجة الأثرية التي كتب تاريخها بماد من الأصالة والقدم حيث احتضنت هذه القرية تواريخ مفصلية جوهرية تجعل منها مادة دسمة للمؤرخين والمهتمين بالأبحاث التأريخية وكثيرا ما يرتبط إسم الحرجة ببلاد قحطان لكونها إحدى الحواضر الهامة التي يشار إليها بالبنان في مختلف العصور والأزمنة
الحرجة والمؤرخون
كثير من المؤرخين حينما يعقدون العزم للكتابة عن تأريخ منطقة عسير فإنهم يدركون تمام الإدراك قدم الحرجة فيجعلونها ضمن مرتكزات أبحاثهم , ولقد تكلم وأرخ وأورد وأسهب الكثير من المؤلفين في هذا السياق الذي يثري قاصده والمهتم به.
وقد أورد الأستاذ هاشم النعمي في مجلة العرب وصفا لها فقال :
” يبدو أن الحرجة من أقدم القرى عمراناً في هذه المنطقة، حيث يوجد فيها مساكن ذات طابع قديم، وقد تجولت في حيها القديم المهجور, فشاهدت بيوتاً كثيرة قد هجرها أهلها وانتقلوا إلى مساكن أنشئت على الطراز الحديث، وأغلب المساكن بناؤها بالطين المعجون، ولكنه غاية في الفن القديم, برقفها المصفوف، ونوافذها المنسقة، وسطوحها المستقبلة للشمس عند طلوعها، وقد خُصصت لتستقبل الشمس بحيث تسمح لقدر من أشعة الشمس بالدخول إلى الغرف الداخلية للمنازل.. إلى قوله ” ويحيط بذلك الحي سور قديم ذو أربعة أبواب من الجنوب والشمال والشرق والغرب غير أنه لم يتبق سوى أطلال لقدمه .
ويضيف قوله ولو أدرك أهل الحرجة قيمته التأريخية لاحتفظوا به كأثر تاريخي، ويوجد بالقرب من مدخله الجنوبي مسجد قديم لم يبق منه سوى أطلاله المتهدمة قدرت عمره نحو ألف عام بدليل تآكل حجرة وطينه المعجون، يقابله في الاتجاه الجنوبي المسجد الجامع الكبير المنسوب إلى الإمام الهادي، وقد يبلغ عمره نحو ست مئة عام بدليل إعادة عمارته عدة مرات ما عدا ميضأته، ومدخله القديم الغربي المشابه للفن اليمني المعروف في عمارة المساجد ”
الحرجة اسم يتردد بين ردهات كتب التأريخ
كما أشرنا إليه سلفاً ,حينما يعزم أحدهم على تأليف كتاب تأريخي أو جغرافي عن منطقة عسير فلابد أن تكون الحرجة في مصاف الإهتمامات ولعلل من أبرز ذكر للحرجة كان في
وثيقة القاضي زيد بن يوسف التي أوردها أبو داهش في كتاب أهل السراة في القرون الوسطية والمؤرخة بشهر صفر سنة ثمان وتسع مائة للهجرة حيث ذكرت الوثيقة أن كبار قحطان قد اجتمعوا تسعين خيالا ثم طلبوا من الإمام المطهر القاضي زيد بن يوسف فجعلوه في الحرجة حيث أنها متوسطة لبلاد قحطان .
وممن ذكر الحرجة الحموي المتوفي عام 1123 للهجرة في كتابه فوائد الإرتحال ونتاج السفر حيث ذكر أنه توفي بالحرجة بلاد قحطان السيد محمد بن صلاح بن يحيى بن محمد بن يحيى بن محمد بن القاسم وقد كان دعا لنفسه في سنة إحدى وتسعين وتسع مائة .
ثم أتى الجرموزي في تحفة الأسماع والأبصار بما في السيرة المتوكلين من غرائب الأخبار فذكر في أحداث إحدى وستين وألف خروج السيد إبراهيم بن المؤيد إلى بلاد قحطان ودخوله الحرجة للانتصار بأهلها فلم يجيبوه إلا لحفظ نفسه .
أما أبرز المعالم في قرية الحرجة
الأثرية فهي كالآتي :
أولا / الجامع الكبير ويقع (في الجهة الجنوبية للقرية ) والمنسوب إلى الإمام الهادي، والذي يبلغ عمره الزمني نحو ستمائة عام .
ثانيا/ مسجد
القرية ويقع في قلب القرية يقدر عمره بأكثر من الف عام
ثالثا : المنازل بالغة القدم والتي صممت وزخرفت برسوم وفنون تكشيلية مبهرة ولم يتبقى إلا أثاراً وأطلالاً تحكي شموخ ساكنيها.
رابعا : سوق الإثنين : حيث يقع سوق الاثنين الذي كان أشهر أسواق قحطان والجنوب سابقا في طرفها الغربي ,كماتنتشر على أطراف ذلك السوق الدكاكين والحوانيت التي هجرها أصحابها وبقي كيانها كشاهد على عراقة السوق وقدمهأطلال سور القرية .
خامسا : سور القرية الذي أصبح هالكا بل مندثرا إلا بعض أثارة التي أصبحت دارسة .
والجدير بالذكر أني عندما
تجولت في قرية الحرجة تبادر إلى ذهني
أين هيئة السياحة والتراث الوطني عن هذه القرية الأثرية التي تعتبر ثروة يجب المحافظة عليها؟
قرية بهذا الزخم والثقل التأريخي وتلك الأصالة والمكانة نعتقد بأنها جديرة بالإهتمام ولو تم إعادة صياغتها ترميماً وتهيئةَ وترتيباً لأضحت معلماً بارزاً ومتحفاً أثرياً تهوي إليه أفئدة الزوار والمهتمين بالأثار والمتاحف , ولو أعيد إليها شيء من رونقها لأصبحت معلماً بارزا لمنطقة عسير .
«وإليك عزيزي القارئ بعض أبرز الصور التي التقطت لقرية الحرجة الأثرية »