هنا ولدت وتربت ماريا القبطية زوجة الرسول
on- 2017-07-27 18:09:12
- 0
- 1160
على بُعد نحو 400 كيلومتر جنوب العاصمة المصرية القاهرة، توجد قرية الشيخ عبادة بمركز ملوي محافظة المنيا. قرية يسكنها نحو 60 ألف نسمة، لكنها معروفة بأنها مسقط السيدة ماريا القبطية زوجة الرسول، والتي أهداها له المقوقس حاكم مصر في العام السابع للهجرة.
هي ماريا بنت شمعون، أنجبت لرسول الله ثالث أبنائه الذكور، إبراهيم الذي توفي وهو طفل صغير.
وتبدأ قصة زواجها بالرسول عندما أرسل الرسول كتابا إلى المقوقس حاكم مصر، مع حاطب بن أبي بلتعة، يدعوه فيه إلى اعتناق الإسلام. وسلّم حاطب خطاب الرسول، وجاء رد المقوقس كالتالي:
"إلى محمد بن عبد الله، من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك، أما بعد فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبيا بقي، وكنت أظن أنه سيخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديتُ إليك بغلة لتركبها والسلام عليك".
كانت الهدية جاريتين هما ماريا بنت شمعون وأختها سيرين، وألف مثقال ذهبا وعشرين ثوبا. وعندما وصلت الهدية إلى الرسول اختار ماريا لنفسه، ووهب أختها سيرين لشاعره حسان بن ثابت.
القرية التي ولدت بها ماريا، وهي قرية الشيخ عبادة نسبةً إلى الصحابي عبادة بن الصامت، ما زالت تتواجد فيها بقايا آثار منزل السيدة ماريا ومسجد كان باسمها.
ويقول فرج عبد العزيز، مدير مكتب تنشيط السياحة بمنطقة تونا الجبل، إن أصل المنطقة قرية تسمى "بسا"، وهو إله فرعوني قديم، ثم أقيمت عليها مدينة "هيبنو آتي" نسبةً إلى الطبيب الخاص لرمسيس الثاني حاكم مصر. وتوجد بالقرية آثار فرعونية ورومانية وقبطية وإسلامية، كما أنها القرية التي ولدت وتربت بها السيدة ماريا.
وأضاف أن القرية نفسها حملت اسم "انتينيو بوليس" أيضاً بعدما أسسها الإمبراطور هادريان على اسم غلامه تخليدا لذكراه، ويوجد بها بقايا معبد رمسيس الثاني وبقايا مقابر فرعونية ومسرح روماني وبوابة النصر.
وتابع: "في العصور التالية للعصور الفرعونية، أطلق على القرية اسم حفن. وفي العصر الإسلامي اهتم الصحابة بهذه القرية وأعفاها معاوية من الخراج".
وأضاف أنه "وفق مصادر تاريخية كثيرة، عقب وصول عمرو بن العاص إلى مصر وفتحها، كان ضمن الجيش الصحابي عبادة بن الصامت. وبعد موقعة البهنسا، انطلقت الجيوش بقيادة عبادة للقضاء على فلول الرومان بالصعيد، وإكمال الفتح الإسلامي، حيث وصل إلى القرية، وعلم من الأهالي أنها المنطقة التي جاءت منها زوجة الرسول ماريا القبطية، فقرر البقاء هناك، وبنى مسجدا في المكان الذي كان يوجد به منزل أسرة ماريا، وكان هذا هو أول مسجد في ملوي".
واستقر عبادة بن الصامت في تلك المنطقة وجعلها مقر إقامته، لتسمى القرية بعد ذلك باسمه "قرية الشيخ عبادة".