جولة سياحية في منطقة كوستا برافا بأسبانيا
on- 2017-07-19 22:31:47
- 0
- 1492
تُعتبر “كوستا برافا” من أجمل الشواطئ الساحرة التي تقع في أسبانيا، وهي معروفة بجذبها لأعداد كبيرة للسياح من جميع أنحاء العالم في كل عام، فهي بالإضافة إلى تمتعها بجمال الطبيعة، فهي أيضاً تذخر بالكثير من المطاعم والفنادق على أعلى مستوى، والتي تطل على أجواء غاية في الروعة، مما يجعلها مكان مثالي لقضاء وقت ممتع، كذلك يتواجد بها طريق التجول الساحلي “كامي دي روندا” الذي يسمح للسياح بالتجوال في أنحاء الشاطئ و رؤيته بالكامل، و الاستمتاع بمشاهدة الخلجان المنعزلة الجميلة.
طريق التجول الساحلي لـ “كوستا برافا” :
يمتد هذا الطريق لمسافة حوالي 200 كيلومتر في منطقة “كوستا برافا” بين مدينة “بلانس” الساحلية -التي تقع في مقاطعة كاتالونيا الأسبانية- ومدينة “بورتبو” –التي تقع عند الحدود الفرنسية، ولا يُعتبر هذا الطريق طريقاً جديداً، فقد استخدمه الصيادون منذ زمن بعيد.
وفي ذلك المكان يخرُج السياح صباحاً حاملين حقائبهم وسائرين على طريق كورنيش الشاطئ الذي يظهر بشكل متعرج، ثم يقومون بنزول الدرج الأسفل لقلعة “دين بلاجا” الموجودة عند نهاية الشاطئ، ليجدوا أنفسهم في عالم آخر هادئ وبعيد عن كل الصخب و الإزعاج.
ومن أجمل ما يميّز هذا المكان رائحة أشجار الصنوبر الرائعة، وكذلك وجود خلجان الاستحمام المنعزلة مثل “كالا موريشا” و “كالا مولتو”، حيث يمر المتجولون بكل هذه المشاهد الجميلة ليصلوا بعد فترة قصيرة إلى منطقة تسمى “اللسان” أو “بونتا دي كاردس توسا دي مار”.
عند الوصول هناك تُرى أشجار التين الشوكي المحيطة بالدرج الطويل، والذي تمتد بدايته من المنحدرات الحادة ليصل إلى البلدة الساحلية التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى، حيث كانت أسوارها توفّر الحماية للبلدة ضد هجمات القراصنة، ويستمتع السياح بإلتقاط العديد من الصور الفوتوغرافية لهذه المناظر الطبيعية الخلابة.
“كوستا برافا” بمعنى “الساحل البري” :
تتميز هذه المنطقة بهدوءها و طابعها الرومانسي الذي يجعل المتجولين في حالة من الأسترخاء والراحة النفسية، ويُعتبر هذا هو السبب الذي دفع الكاتب الكاتالوني “فيران أغوللو” عام 1908 أن يقوم بتسمية هذه المنطقة بأسم “كوستا برافا” والذي يعني “الساحل البري”.
ويمر المتجولون في طريقهم بالبلدة الساحلية “سانت فيليو دي غيكسولس” التي تشتهر بأحتوائها على أقدم دير للرهبان البنيديكتيين في مقاطعة “كاتالونيا”، وكلما تقدموا في طريق التجول أكثر يصير أكثر سهولة، ولكنه يزدحم بشكل أكبر، حتى يصلوا إلى منطقة “ساغارو” التي تتمتع بجمال الطبيعة والمشاهد الساحرة التي يقف عندها السياح كثيراً للاستمتاع بجمالها.
القلعة الإيبيرية :
تُعتبر من المناطق الهادئة والجميلة والأكثر انعزالاً على الشاطئ في منطقة “روكا فوسا”، وتتميز بوجود غابات الصنوبر الكثيفة التي تساعد على حماية السياح من أشعة الشمس، ولكي يصل المتجولون إلى هذه القلعة فإنهم يحتاجون اولاً إلى المرور بقرية الصيادين القديمة “بينيدا دين غوري” التي تقع في خليج “كالا سالغوير”، وفي النهاية سيجدون القلعة الإيبيرية واقعة على أحد المنحدرات الشديدة.
يعود تاريخ بناء هذه القلعة إلى القرن السادس قبل الميلاد، ويمتد أمامها شاطئ “بلاتخا دي كاستيل” الذي تم اعتباره واحداً من أجمل شواطئ “كوستا برافا”، وعلى الجانب الآخر يستقر كهف “لافورادادا”، ويستمتع السياح كثيرا بطريق التجول لهذه المنطقة حيث تظهر الخلجان متتابعة وراء بعضها البعض بشكل رائع وجذاب.
بلدة باغور :
عندما يصل المتجولون إلى منطقة تاماريو، يجدون أنها تقوم بتقسيم “كامي دي روندا” إلى قسمين يصلوا حتى بلدة “باغور”، وفي هذا الطريق توجد العديد من الشواطئ الجميلة التي تقع على خليج “أوغوبلافا”، أما “باغور” فهي بلدة تأسست على يد الرومان في العصور الوسطي، وتُعرف بأسوارها ومبانيها العتيقة.
أعلى بلدة “باغور” توجد بعض البقايا من قلعة قديمة، وفي تلك المنطقة تُترَك الحرية للمتجولين في اختيار الطريق الذي يريدون أن يكملوه، ويمكنهم السير في الطريق الذي يمر بخليج “كالا دي سا تونا” الذي يمتاز بطبيعته البرية، ثم بعد ذلك يمر السياح من شاطئ آخر في “كوستا برافا” يمتد طوله حوالي 10 كيلومتر، أو إذا كانوا لا يفضلون هذا الطريق فإنهم يستطيعون المرور من المناطق الداخلية.
المناطق الداخلية في طريق التجول :
تختلف الأجواء في المناطق الداخلية لطريق التجوال، حيث تسود الطبيعة القاتمة وكذلك يتغيّر شكل البحر المتوسط، ولكن رغم ذلك يظل المشهد جميل وساحر، و تُعتبر كثرة تعرجات شواطئ “كامي دي روندا” من الأشياء التي تُميّز هذه المنطقة، والتي تتم ملاحظة وجودها من بداية “مرفأ الصيادين” الذي يظهر بشكل هلال، وحتى بلدة “بورتبو”.
أيضاً من الضروري أن يمر السياح في زيارة لجبل “فيرديرا”، والذي يوجد به “دير سانت بير دي رودس” الذي تأسس منذ القرن الحادي عشر الميلادي، وبعد الإنتهاء منه يصل المتجولون إلى بلدة “بورتبو” والتي عندها تنتهي الرحلة.