عمر بن الخطاب

on
  • 2017-07-16 19:15:03
  • 0
  • 1969

هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، أحد صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم– وثاني الخلفاء الراشدين، بعد أبي بكر الصديق -رضى الله عنه-، وواحد من العشرة المبشرين بالجنة، وقائد إسلامي شهد له التاريخ بالكثير من المواقف التي أظهر فيها عدله وشجاعته، لقب بالفاروق لأنه فرق بين الحق والباطل، كما سمى نفسه أمير المؤمنيين تخفيفًا على المسلمين الذين كانوا ينادونه بخليفة خليفة رسول الله.

مولده
ولد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- بعد مولد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بنحو 13 سنة، وتحديدًا سنة 590م، في مكة المكرمة، وهو ينتسب إلى قبيلة قريش، وكان من أشرافها حيث امتاز عن أقرانه بتعلم القراءة، كما تعلم ركوب الخيل والمصارعة، وكانت قريش تعتبره سفيرًا لها عند العرب، وكان قبل الإسلام مولعًا بالخمر والنساء، وهو ما جعله معاديًا للإسلام والمسلمين في بداية الدعوة بصورة قاسية، حتى أنه كان يعذِّب جاريته التي أسلمت من أول النهار إلى آخره دون كلل أو تعب.

دخوله الإسلام
أسلم عمر بن الخطاب في شهر ذي الحجة من السنة الخامسة من البعثة، ولإسلامه قصة شهيرة، حيث كان يحدث نفسه بما آلت إليه حال قريش بعد ظهور دعوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وكيف انقسمت مكة المكرمة إلى قسمين قسم يؤمن بالدين الجديد وقسم يحاربه، وكيف سيخسر هو مكانته كسفير لقريش إذا ما انتهى الأمر لصالح أصحاب محمد، وظل في حيرة من أمره لبعض الوقت قبل أن يتخذ قرارًا بقتل الرسول -صلوات الله وسلامه عليه، فحمل سيفه وخارج قاصدًا منزل الرسول، حتى لقيه نعيم بن عبد الله العدوي القرشي الذي كان ممن أخفوا إسلامهم، فسأله عن وجهته ليرد عليه عمر: “أريد محمدا هذا الصابي الذي فرق أمر قريش، وسفه أحلامها، وعاب دينها، وسب آلهتها فأقتله”، ليخطره بأن ابن عمه سعيد بن زيد بن عمرو، وأخته فاطمة بنت الخطاب قد أسلما.

 ذهب عمر بن الخطاب إلى بيت أخته ليجد عندها الصحابي خباب بن الأرت يعلمها وزوجها القرآن الكريم، فضربها على وجهها ضربة قوية، شقت وجهها، وسقطت من يدها صحيفة أراد أن يقرأ ما فيها لكنها منعته وأمرته أن يتوضأ أولًا ففعل، حتى قرأ قوله تعالى: “طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلَى (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6)”، فأسلم.

الإسلام بعد عمر
لا شك أن إسلام عمر بن الخطاب قد منح الدعوة إلى الإسلام قوة كبيرة كانت تفتقدها خلال السنوات الأولى من عمرها، وورد في سنن الترمذي أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: “اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب، قال: وكان أحبهما إليه عمر”.

وكان المسلمون قبل دخول عمر بن الخطاب الإسلام يخفون إسلامهم لقلة حيلتهم، أما بن الخطاب فكان يجاهر بإسلامه، بل خرج المسلمون يطوفون بالكعبة المشرفة لأول مرة بعد إسلام عمر.

الهجرة
عندما أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلمين سنة 622م بالهجرة إلى المدينة، هاجر المسلمون سرًا إلا عمر بن الخطاب الذي أصر على إعلان هجرته والجهر بها في دليل دامغ على شجاعته، وتقول روايات أهل السنة والجماعة أنه حمل سيفه وطاف بالكعبة 7 مرات، ثم صلى وصاح في قريش: “شاهت الوجوه، لا يُرغم الله إلا هذه المعاطس، من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده أو يُرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي”، فلم يتبعه أحد منهم، حتى وصل إلى المدينة المنورة ومع 20 شخصًا.

وفاة النبي
لم يكن عمر بن الخطاب يصدق أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد مات، وظل يقسم مرددًا، “والله ما مات رسول الله” قبل أن يخرج أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- على المسلمين ليعلن وفاة النبي مرددًا قول الله تعالى: “وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ”، حتى صدق عمر، وهوى على ركبتيه يببكي.

من سيرة عمر
هناك الكثير مما روي من سيرة سيدنا عمر بن الخطاب، سواء قبل توليه الخلافة في سنة 13هـ، بعد وفاة أبي بكر الصديق، أو بعدها، ومن أشهر ما ورد في سيرته أنه مرض يومًا فوصف له العسل كدواء، وكان في بيت المال عسلًا، فرفض عمر بن الخطاب أن يتداوى به قبل استئذان الناس، فجمعهم وصعد على المنبر وقال: “لن أستخدمه إلا إذا أذنتم لي، وإلا فهو علي حرام”، فبكوا إشفاقًا عليه وأذنوا له، ومضى أحدهم يقول: “لله درك يا عمر أتعبت الخلفاء من بعدك”.

وفاته
توفي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سنة 24 هـ، على يد أبي لؤلؤة المجوسي، وأثناء أدائه لصلاة الفجر، بعد حياة حافلة بالبذل لخدمة الإسلام والمسلمين.