موقع الرياض وتكوينها الجغرافي

on
  • 2017-07-13 18:31:36
  • 0
  • 4391

تقع الرياض وسط جزيرة العرب علي خط 38 – 34 درجة شمالاً وخط طول 43 – 46 درجة شرقاً وترتفع بحوالي 600 متر فوق سطح البحر. وقد أكسبها هذا الموقع بعداً إستراتيجياً حيث تعتبر حلقة الوصل بين شرق وغرب الجزيرة العربية وبين شمالها وجنوبها، إضافة إلى إستمدادها الأهمية الإستراتيجية لجزيرة العرب التي تعد نقطة وصل بين أكبر قارتين.

وتبعد مدينة الرياض عن مراكز المناطق الإدارية في المملكة على النحو التالي:

تبعد عن الدمام بالمنطقة الشرقية بمسافة 389 كلم، وعن عرعر بالمنطقة الشمالية 1048 كلم، وعن سكاكا بمنطقة الجوف 1207 كلم، وعن تبوط بمنطقة تبوك بمسافة 1310 كلم، وعن الباحة بمنطقة الباحة بمسافة 1040 كلم، وعن جازان بمنطقة جازان بمسافة 1245 كلم، وعن حائل بمنطقة حائل 641 كلم، وعن بريدة بمنطقة القصيم بمسافة 338 كلم، وعن المدينة المنورة بمنطقة المدينة المنورة 869 كلم، وعن مكة المكرمة بمنطقة مكة المكرمة بمسافة 880 كلم، وعن أبها بمنطقة عسير بمسافة 1051 كلم، وعن نجران بمنطقة نجران بمسافة 979 كلم.

( مظاهر السطح )

التكوين الجيولوجي

تتكون شبة جزيرة العرب من نوعين مختلفين من الصخور : تشكل صخور الدرع العربي الجرانيتية الصماء (صخور القاعدة ) حوالي خمسي مساحة شبه الجزيرة العربية بينما تكون الطبقات الرسوبية المساحة المتبقية من شبه الجزيرة العربية ويشمل ذلك المنطقة التي تقع عليها مدينة الرياض والتي يمكن تصنيفها على النحو التالي:

تكوين الجبيلة

يقع منكشف هذا التكوين أو ظاهره في غرب المدينة ويتكون من صخور جيرية دقيقة تتداخل معها صخور جيرية خشنة، وتتصف صخور هذه الطبقة بأنها متكسرة ومتشققة بتأثير عوامل التعرية.

تكوين العرب

يلي تكوين الجبيلة من الشرق ويظهر منكشفة على امتداد يبلغ حوالي 10كلم . ويتواجد امتداد هذا التكوين من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي من المدينة، وتظهر صخور هذا التكوين متشققة نتيجة للانهيارات التي سببتها الإذابة بواسطة المياه الجوفية، وقد أمكن تمييز ثلاثة أعضاء في تكوين العرب : الصخور الكلسية في الجزء الأسفل من التكوين، وصخور البريشيا التي في النطاق الأوسط والصخور الجيرية في الجزء الأعلى من التكوين.

تكوين الهيت

ويوجد هذا التكوين إلى الشرق من تكوين العرب ويرتكز وفوق طبقة العرب، ويميل هذا التكوين تدريجيا باتجاه الشرق ويبلغ أقصى سمك له أكثر من 90م أسفل تكوين السلي.

تكوين السلي

يمتد هذا التكوين، المؤلف من صخور جيرية، من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي وينكشف على شكل تلال تعرف بحافة السلي.

تكوين الخرج

يظهر هذا التكوين على شكل طبقات أفقية بين ارسابات بحرية و يتألف من صخور جيرية تتداخل معها طبقات من الجبس والحصباء.

رواسب الأودية

وتوجد هذه الرواسب في بطون الأودية الممتدة حول مدينة الرياض وداخلها وقد أمكن تمييز نوعين من تلك الرواسب : يتألف الأول منها من الطين الممزوج بطبقات من الطمي والحصباء في بطون أودية حنيفة والأيسن والبطحاء، و يتألف النوع الثاني من رواسب الرمل الغريني والطين الرملي الممزوج بطبقات من الحصباء في وادي السلي.

مظاهر السطح

تقع مدينة الرياض على هضبة رسوبية، يصل ارتفاعها إلى نحو 600 متر فوق مستوى سطح البحر في الجزء الشرقي من هضبة نجد، وتنحصر أبرز المعالم التضاريسية للمدينة فيما يلي :

  • الأودية و أهمها وادي حنيفة الذي يخترق المدينة من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي والذي يبلغ طول مجراه حوالي 120كم ويتراوح عمق المجرى ما بين أقل من 10 أمتار إلى اكثر من 100 متر ويتراوح عرضه ما بين اقل من 100 متر إلى ما يقارب 1000 متر. ويلتقي بوادي حنيفة عدد من الروافد ومن أهما وادي البطحاء والذي يبلغ طوله حوالي 25كم و يبدأ من شمال المجينة متجها نحو الجنوب ليلتقي بوادي حنيفة، ووادي الايسن الذي يبلغ طوله حوالي 35كم ويجرى بموازاة وادي البطحاء حتى التقاءه بوادي حنيفة. وتلتقي بوادي حنيفة من جهة الغرب والجنوب الغربي عدد من الروافد مثل أودية العمارية ووبير والقدية ولبن ونمار.
  • حافة هيت وهى عبارة عن مرتفعات تمتد بخط متعرج من جنوب شرقي المدينة إلى شرقها وشمالها الشرقي ويبلغ أقصى ارتفاع لها نحو 700متر فوق مستوى سطح البحر .
  • حافة طويق وهى جزء من سلسلة حافات طويق التي تمتد في وسط هضبة نجد على شكل قوس من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي ثم إلى الشمال الغربي بطول 1100كم.
  • نفود المعيزيلة وهي عبارة عن كثبان رملية تقع شمال المدينة وتزداد كثافة الكثبان باتجاه الشمال حيث تتصل برمال بنبان.

التربة :

تبين خريطة التربة لمدينة الرياض الأنواع التالية:

  • تربة رواسب الأودية وتتكون في الغالب من رمال غرينية ملتحمة بدرجات متفاوتة بواسطة مادة كربونية، وقد تبين من نتائج الاختبارات أن تبلل التربة يؤدي إلى هبوط إضافي، وحيث أن المعلومات عن رمال تربة متكون الخرج وحصبائه محدودة فقد تتسبب هذه المواد في هبوط مماثل ولكن بمقدار اقل بسبب عمرها الأكبر ودرجة تماسكها الأكبر ، أما إلى الشرق فيوجد في التربة الطينية العائدة إلى تربة متكون الخرج قابلية واضحة لارتفاع منسوب المياه الجاثمة فوقها نظراً لضعف النفاذية بالإضافة إلى خصائص الصرف غير الجيدة. وتتفاوت كثافة التربة الحبيبية الموجودة في الأجزاء الشمالية من أودية وسط المدينة بصفة عامة من متوسطة إلى كثيفة جدا تؤدى هذه التربة الحبيبية الكثيفة جدا، في حالة تذبذب منسوب المياه، إلى هبوط بسيط في التربة الطينية الموجودة في بعض الأماكن فيحدث فيها تلين لسطح الأرض عند ارتفاع منسوب المياه الأرضية. أما انخفاض منسوب المياه فيؤدي إلى هبوط بسيط في التربة مما قد يؤثر على المنشات والطرق في وسط المدينة.
  • التربة الرسوبية والصخور ذات التجوية العالية أو الكاملة وتتميز بالكثافة المتغيرة وارتفاع منسوب المياه فيها والذي قد يؤدي إلى انهيارات كما قد يتسبب في ترسيب الأملاح الضارة وتراكمها في العديد من مواقع امتدادها نتيجة لعملية التبخر.
  • الصخور المنكشفة والتي تتكون من تربة متكون الجبيلة في غرب المدينة و إلى الشرق منها توجد تربة متكون العرب، كما توجد نطاقات ذات تجاويف كامنة والتي تتركز في مناطق تربة متكون العرب تليها إلى الشرق مناطق نطاقات التصدعات والتي تنتشر في تربة متكوني العرب والسلي. إن تربة متكون الجبيلة ذات نفاذية منخفضة بينما تتفاوت النفاذية في تربة متكوني العرب والسلي بنسبة كبيرة والذي يعزى إلى وجود مواد تملأ الفجوات والتصدعات وعند ارتفاع منسوب المياه الأرضية فان هذه المواد تنتقل بعامل الذوبان والانجراف مما يرفع النفاذية.
  • منطقة الردميات وهى كمنطقة تتفاوت فيها نوعية مواد الردم من مواد حبيبية إلى مواد ناعمة وتوجد بنسبة كبيرة في الأودية والشعاب وغالبية مواد الردم مجلوبة من المحاجر الموجودة في وادي حنيفة و روافده.

المناخ :

يتصف مناخ مدينة الرياض بالجفاف والتباين الكبير في درجات الحرارة ، وتتسم الأمطار بعدم الانتظام في مواعيد سقوطها وبالتباين الكبير في كميتها، ففي الفترة ما بين عامي 1964 و 1992م سجلت أقل كمية للأمطار عام 1966 حيث لم يتجاوز 12.6ملم في حين سجلت أعلى كمية للأمطار عام 1976م حيث بلغت 176ملم ، وبلغ متوسط المطر للفترة ذاتها 82.2ملم ، وتنحصر فترة سقوط الأمطار في الغالب ما بين شهري نوفمبر ومايو، وتعد شهور الربيع ( مارس وأبريل ومايو ) وشهور الشتاء ( ديسمبر ويناير وفبراير) اكثر شهور السنة أمطاراً.

إن السمة الرئيسية للحرارة في مدينة الرياض هي ارتفاعها الشديد صيفاً وانخفاضها شتاءً ، ومن خلال قراءة البيانات المناخية للفترة من 1382 – 1417هـ يتضح أن معدل الحرارة القصوى لشهور فصل الصيف تبلغ 42درجات في حين كان معدل درجات شهور فصل الشتاء للفترة نفسها نحو 11درجة. ويعد شهر يناير أقل شهور السنة حرارة بينما يعد شهر يوليو أكثر شهور السنة حرارة، ونتيجة لهذا التباين الفصلي في درجات الحرارة فان المتوسط السنوي يبلغ نحو 25درجة.

ونتيجة لموقع مدينة الرياض الداخلي وخلو المنطقة من وجود

أي نوع من المسطحات المائية وندرة سقوط الأمطار فان الرطوبة النسبية في المدينة تعد منخفضة جداً حيث بلغ متوسطها للفترة 1382- 1417هـ 23% ويبلغ معدل الرطوبة النسبية في فصل الشتاء 47% وفي فصل الصيف 19%.

وبالنسبة لاتجاه الرياح السائدة في مدينة الرياض فهي رياح شمالية إلى شمالية شرقية وشمالية غربية، ويبلغ معدل السرعة للرياح للفترة 1318 – 1417هـ حوالي 5 عقد في الساعة ( حوالي 8 ميل في الساعة ) أما معدل السرعة القصوى للرياح للفترة ذاتها فهي حوالي 25 عقدة في الساعة وغالباً ما تهب من جهة الشمال، أما معدل السرعة الدنيا فهي حوالي 1.6 عقدة في الساعة، وسجلت أقل سرعة للرياح في الفترة ذاتها حوالي 0.8 عقدة في الساعة.

المصادر المائية

تحصل مدينة الرياض على احتياجاتها من المياه من ثلاثة مصادر رئيسة هي :

المياه الجوفية السطحية

( أ ) مياه وادي حنيفة و روافده : تقدر كمية المياه المتسربة إلى طمي وادي

حنيفة من السيول والأمطار بحوالي 15 مليون متر مكعب سنوياً، تتزود المدينة حالياً بكميات قليلة من مياه هذا الوادي و روافده ويأتي الجزء الأعظم من هذه المياه من منطقة الحاير حيث حفرت في المنطقة آبار تنتج قرابة 18 ألف متر مكعب يومياً. لقد بينت التحاليل أن مياه وادي حنيفة تحتوى على نسبة قليلة من الأملاح وتضخ مياهها مباشرة بعد إجراء عمليات التنقية الأولية لها.

( ب) مياه وادي نساح : ويختزن الماء في ثلاث طبقات سطحية هي :

طين الوادي وتكوين ضرما الجيري وطبقة الأحجار الرملية والرمل ويبلغ عدد الآبار في وادي نساح 16 بئراً تنتج ما معدله 54 ألف متر مكعب يومياً، وتتراوح كمية الاستعاضة الطبيعية السنوية ما بين 3 و 7 ملايين متر مكعب ، وتعد مياه وادي نساح جيدة النوعية حيث تصل كمية الأملاح المذابة بها 400ملغ/لتر.

المياه الجوفية :

( أ ) تكوين المنجور : تتزود الطبقة بالمياه من السيول والأمطار بمقدار 85 مليون متر مكعب سنوياً وتختزن كمية كبيرة من المياه بحوالي 750 بليون متر مكعب، وتعد مياه تكوين المنجور مرتفعة الملوحة نسبياً حيث تصل كمية الأملاح المذابة فيها 1500ملغ/لتر ويحصل على مياه هذا التكوين من آبار في حقلي بويب وصلبوخ بمقدار 108 ألف و 86 ألف متر مكعب يومياً على التوالي،ونظراً للارتفاع النسبي للملوحة المذابة في مياه تكوين المنجور فقد تم إنشاء خمس محطات تنقية ثلاث منها في أحياء الملز والشمسي ومنفوحة واثنتان في حقلي بويب وصلبوخ.

( ب ) تكوين الوسيع :

تقدر كميات المياه المخزنة في طبقة الوسيع بحوالي 57 بليون متر مكعب في حين أن كمية الاستعاضة السنوية للتكوين تصل إلى حوالي 420 مليون متر مكعب، تتراوح نسبة الأملاح المذابة في مياه التكوين بين 1000 إلى 3000 ملغم/لتر، وتضخ مياه الوسيع إلى محطة على بعد 30كم شرقي الرياض حيث يتم خلطها بمياه البحر المحلاة.

مياه البحر المحلاة :

وهي أهم و أحدث مصدر مائي لمدينة الرياض حيث تصل كمية مياه هذا المصدر إلى حوالي 830 ألف متر مكعب يومياً وتضخ هذه المياه من محطة تحلية مياه البحر الواقعة على الخليج العربي قرب مدينة الجبيل عبر أنبوبين متجاورين سعة كل منهما 60 بوصة وبطول يصل إلى 466 كم.

وادي حنيفة :

ينحدر وادي حنيفة من حافة طويق التي تحتل الجزء الشمالي الغربي من الوادي والتي تتميز أوديتها ذات التكوينات الجيرية بالأشجار والنباتات البرية الملائمة لوجود الحياة الفطرية. ويشغل حوض وادي حنيفة الجزء الأوسط من هضبة نجد ويعتبر أهم معلم طبيعي تقع عليه مدينة الرياض.

ويمتد الوادي من الشمال إلى الجنوب بطول حوالي 120كم ويعتبر مصرفاً طبيعياً لمياه السيول التي ترفد مجراه من منطقة تقدر مساحتها بحوالي 4000 كم2، كما يعتر الوادي المصرف الرئيسي لمدينة الرياض حيث أن 40% من مساحة المدينة تقع ضمن حوض تجميعه، ويحتوى حوض وادي حنيفة على أكثر من 40 وادياً وشعيباً ترفد مجراه الرئيسي من الجهتين الشرقية والغربية، وتبلغ أطوال معظم هذه الأودية والشعاب نحو 25كم.

وتشتمل طبوغرافية الوادي الطبيعية على خمسة أقسام، ابتداء من قاع مجراه : بطن الوادي الذي يشتمل على مجرى السيل الرئيسي، والسهل الفيضي الواقع على جانبي الوادي المجاورين لقناة الصرف السيلي والمكون من الرواسب الطموية والغرينية الدقيقة التي تغطيها المياه أثناء الفيضان، والمصاطب الرسوبية الأفقية أو المستوية الأسطح التي تصلح بعضها للزراعة أو الرعي لخصوبة تربتها وتوفر المياه فيها، والجروف التي تمثل الأجزاء الشديدة الانحدار من جانبي الوادي التي تلي المصاطب الرسوبية وتصل بطن الوادي بحوافه العلوية، والأودية والشعاب الرافده التي تعتبر أكثر أجزاء الوادي انخفاضاً والتي تمثل شبكة التصريف المائي للحوض.

وتتصف ضفاف وادي حنيفة بالتجمعات السكنية كالقري والنشاطات الزراعية كالمشاتل وبساتين النخيل والحبوب والخضروات والفواكه، كما يحتوى الوادي على معالم ومنشآت أثرية لتجمعات بشرية قديمة كالبيوت والمباني والآبار والسدود وغيرها. ولا يزال الوادي يمثل منطقة برية وزراعية أساسية ويزخر بالكثير من المقومات الزراعية والرعوية والترويحية وبخاصة في الأودية الفرعية الشمالية التي ترفد مجرى الوادي الرئيسي، ونتيجة لانبساط الوادي في الجزء الأوسط منه تتنوع استعمالات الأراضي فيه ويزحف العمران حتى حافتيه، وينفرد الجزء الجنوبي من الوادي بمجري المياه الدائم الذي يسهم في تنوع استعمالات الأراضي التي يغلب عليها الطابع الزراعي على طول امتداد الوادي من منبعه في أعالي حواف طويق حتى مصبه في السهباء.

ونال مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة، العديد من الجوائز العالمية كغيرة من برامج التطوير التي تبنتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، فقد نال المخطط الشامل لتطوير وادي حنيفة، اهتمام وإعجاب كثير من الخبراء والمختصين في مختلف دول العالم، مما أهلّه للحصول على جائزة مركز المياه بواشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية كأفضل خطة لتطوير مصادر المياه على مستوى العالم لعام 2003م، من بين 75 مشروعا قدمت من 21 دولة