ما هي دول الساحل الافريقي
on- 2016-04-14 16:01:08
- 0
- 1902
منطقة الساحل الافريقي هي منطقة السافانا الاستوائية في أفريقيا بين الصحراء الكبرى إلى الشمال والسودان في الجنوب ، مع وجود المناطق الشبه قاحلة ، حيث أنها تمتد عبر خطوط العرض في الجنوب والوسط وشمال أفريقيا ، وبين المحيط الأطلسي غرباً والبحر الأحمر شرقاً .
كلمة ساحل بالعربية تعني حرفيا ” الشاطئ “، لوصفها ظهور النباتات الموجودة في منطقة الساحل باعتبارها الأقرب الى الساحل عن ترسيم رمل الصحراء . يغطي الساحل ” من الغرب إلى الشرق ” مع أجزاء من شمال السنغال وجنوب موريتانيا ، ووسط مالي ، وشمال بوركينا فاسو ، وأقصى جنوب الجزائر ، والنيجر ، وأقصى شمال نيجيريا وجنوب السودان ، وسط تشاد ووسط وجنوب السودان ، و شمال إريتريا .
دول الساحل الإفريقي :
منطقة الساحل ، تضم أجزاء لعشرة دول أفريقية ، وهي من اليسار إلى اليمين :
السنغال
موريتانيا
مالي
بوركينا فاسو
الجزائر
النيجر
نيجيريا
تشاد
السودان
إريتريا
جغرافياً :
منطقة الساحل تمتد حوالي 5400 كم ، من المحيط الأطلسي غربا إلى البحر الأحمر شرقاً ، والذي يختلف من عدة مئات إلى آلاف الكيلومترات في العرض ، والذي يغطي مساحة قدرها 3053200 كيلومتر مربع ، وهو الإيكولوجية الانتقالية من المراعي الشبه قاحلة والسافانا ، والسهوب ، ومناطق الأدغال الشوكية الواقعة بين السافانا السودان المشجرة فى الجنوب والصحراء فى الشمال .
تضاريس منطقة الساحل بشكل رئيسي هي تضاريس شاقة ، وغالباً ما تكمن المنطقة ما بين 200 و 400 متر في الارتفاع ، تتخللها عدة هضاب معزولة وسلاسل الجبال التي ترتفع في منطقة الساحل ، ولكن يتم تصنيفها بالمناطق الإيكولوجية المنفصلة لأن النباتات والحيوانات تختلف عن المناطق المنخفضة المحيطة بها ، حيث يختلف معدل هطول الأمطار السنوي من حوالي 100 مم إلي -200 ملم ، في الجزء الشمالي من الساحل ، وإلى حوالي 600 ملم في الجزء الجنوبي وذلك حسب الارتفاع .
وعلى مدى تاريخ أفريقيا ، كانت المنطقة موطناً لبعض من أكثر الممالك المتقدمة ، للاستفادة من التجارة عبر الصحراء ، بشكل جماعي ، ومن المعروف أن هذه الدول كانت من ممالك الساحل .
المناخ :
منطقة الساحل تتميز بالمناخ الاستوائي ومناخ السهوب الساخنة حسب تصنيف ” كوبن للمناخ BSH” ، وعادة مايكون المناخ ساخن ، ومشمس وجاف وتهب الرياح إلى حد ما طوال العام ، مع مناخ الساحل المشابه ، ولكن الأقل تطرفا من مناخ الصحراء الذي يقع إلى الشمال .
على الأقل ، تتلقى منطقة الساحل بشكل رئيسي لكمية قليلة جدا من الأمطار سنويا ، والسهوب التي يسودها موسم جفاف طويلة جدا ، وموسم الأمطار القصير . كما ان هطول الأمطار هي أيضا أمر غير منتظم للغاية ، والذي يختلف إلى حد كبير من موسم لآخر ، وعادة ماتسقط معظم الأمطار عادة خلال شهر واحد أو اثنين فقط ، في حين أن غيرها من الشهور تبقى جافة تماما ، وتتلقى منطقة الساحل برمتها عادة ما بين 100 مم و 600 مم من الأمطار سنويا .
وتتميز منطقة الساحل بأنها منطقة ثابتة ، من حيث شدة الحرارة ودرجات الحرارة في الحقيقة لا تختلف ، بينما يأتي المناخ الحار جدا على مدار السنة ومنطقة الساحل لا تعاني عادة من درجات الحرارة الباردة ، وخلال فترة السخونة ، يبلغ متوسط درجات الحرارة المرتفعة عادة ما بين 36 درجة مئوية و 42 درجة مئوية ، ” وتبلغ أكثر في أهم المناطق ” ، وفي كثير من الأحيان تظل لأكثر من ثلاثة أشهر ، في حين أن أدنى متوسط لدرجات الحرارة تتراوح بين 25 درجة مئوية و 31 درجة مئوية خلال “فترة البرد”، ويبلغ متوسط درجات حرارة العالية تتراوح بين 27 درجة مئوية و 33 درجة مئوية ومتوسط درجة حرارة المنخفضة تتراوح بين 15 درجة مئوية و 21 درجة مئوية ، في كل مكان بمنطقة الساحل ، ومتوسط درجة الحرارة أكثر من 18 درجة مئوية لأن مناخها استوائي.
منطقة الساحل هي مكان مشمس جدا ، حيث أن مدة سطوع الشمس في منطقة الساحل تقترب إلي مستويات الصحراء ، وهي غير قابلة للمقارنة مع الصحراء العربية ، في حين أن منطقة الساحل ليست سوى السهوب ، وليست صحراء ، والغطاء السحابي منخفضة جدا ، على سبيل المثال ، نيامي ، بالنيجر تصل 3،082 ساعة من أشعة الشمس الساطعة ، وغاو ، بمالي تصل 3،385 ساعة من أشعة الشمس ، وتمبكتو ، بمالي تصل 3409 ساعة مشمسة ، ونجامينا ، بتشاد تمتلك 3،205 ساعة من أشعة الشمس .
الثقافة :
تقليديا ، كانت معظم الناس في منطقة الساحل شبه رحل ، مع الزراعة وتربية المواشي في نظام الانتجاع ، والذي هو على الارجح من أكثر الطرق المستدامة من الاستفادة من الساحل ، وتستخدم الفرق بين الشمال الجاف مع مستويات أعلى من العناصر الغذائية في التربة والجنوب الرطب مع المزيد من الغطاء النباتي ، وخلالها يوجد قطعان ترعى على الأعلاف العالية الجودة في الشمال خلال موسم الأمطار ، وعلي امتداد عدة مئات من الكيلومترات الى جنوب تجد المراعى الأكثر وفرة ، ولكنها أقل تغذية خلال فترة الجفاف ، وقد تم زيادة التسوية الدائمة للرعي في المناطق الخصبة التي أصبحت مصدراً للصراعات مع الرعاة الرحل التقليديين .
ويتميز الساحل الغربي ، بتعدد الزوجات وزواج الأطفال الشائع هناك ، ويمارس تشويه الأعضاء التناسلية للإناث بسبب ” ختان الإناث ” في جميع أنحاء منطقة الساحل . وتواجه منطقة الساحل الافريقي العديد من التحديات المعقدة والمترابطة ، وهناك بعض من العمليات الكبرى ، حيث تحاول الأمم المتحدة مساعدة المنطقة لإيجاد الحلول .
أزمة الغذاء :
منطقة الساحل ، غالبا ما تضم الملايين من الناس المعرضون لخطر الجوع ، وعادة ما تتكشف أزمة إنسانية على خلفية أزمة الغذاء .
وفي عام 2012، تأثرت حياة ما يصل إلى 18 مليون شخص بخطر الأزمة الغذائية الرئيسية في المنطقة ، وهذا العام ، هناك أكثر من 11 مليون شخص يواجهون نفس المحنة ، في حين ان هذه المحنة هددت نحو 1.4 مليون طفل لمن يعانون من سوء التغذية الحاده ، حتى في السنوات العادية ، فالملايين في حالة دائمة من انعدام الأمن الغذائي ، وعلى مدى العقود الخمسة الماضية ، ساهم الجفاف المستمر في زيادة حلقات المجاعة ، ويقول العديد من الجهات الفاعلة لسلإنسانية أن هناك الآن حاجة إلى كسر دائرة الأزمات الغذائية المتكررة في المنطقة .
الأزمة البيئية :
تاريخيا تميزت منطقة الساحل بالتغيرات المناخية القوية مع هطول الأمطار الغير منتظمة ، التي تشكل اثنين من أكبر العقبات في تحقيق الأمن الغذائي والحد من الفقر في المنطقة ، وفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ” UNEP “، ويقول الخبراء ان الأمور قد ساءت في العقود الأخيرة . بين عامي 1970 و 1993، حيث سجلت المنطقة حوالي 20 سنه من الجفاف الشديد الذي أصابها ، وقد ازدادت وتيرة وشدة الجفاف والفيضانات خلال هذه الفترة ، وكانت تقارير منظمة الأغذية والزراعة أن أكثر من 80٪ من الأراضي في المنطقة سوف تتحلل بحلول عام 2050 ، ويكتب مالكولم بوتس من جامعة كاليفورنيا في بيركلي ، بأن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري سوف تؤدي إلي ارتفاع درجات الحرارة ، من 3 إلى 5 درجات ، وسوف تكون أكثر دفئا وبذلك أصبحت الأحداث المناخية المتطرفة أكثر شيوعا .
وهناك عوامل مختلفة لأزمة البيئية في منطقة الساحل ، “على مدى نصف القرن الماضي” كما جاء في مذكرات UNEP، بأن ” الآثار المجتمعة للنمو السكاني ، وتدهور الأراضي من حيث ” إزالة الغابات ، وزراعة المحاصيل المستمره والرعي الجائر ” ، وعدم انتظام هطول الأمطار ، والافتقار إلى سياسات بيئية سليمة ، وأولويات التنمية في غير محلها ، ساهمت في تحويل نسبة كبيرة من الساحل إلى أراضي قاحلة ، مما أدى إلى تدهور التربة والمياه والموارد .
انعدام الأمن وعدم الاستقرار السياسي :
ابتليت المنطقه بإنعدام الاستقرار السياسي في بعض بلدان منطقة الساحل منذ سنوات ، وفي مالي ، وجه الانقلاب العسكري في مارس 2012 ، لتوقف مفاجئ إلى 20 عاما من الديمقراطية المستقرة ، وفي أعقابها احتل الإرهابيين معظم المنطقة الشمالية والتي بدأت تتجه جنوبا ، عازمة على السيطرة على البلاد كلها ، وفي يناير 2013 توقف التدخل التي تقودها الفرنسية لدعم تشاد وتقدمهم ، وتفاقم الصراع في الأمن والأزمة الإنسانية ، في جزء منه عن طريق تعطيل طرق الإمداد والتسبب في نقص المواد الغذائية .
الأزمة التي أصابت دارفور ، بالسودان المجاور ، مع وجود تمرد مسلح في الشرق مما سبب اضرارا للأمن في تشاد والتي أستمرت لسنوات عديدة .
ويلاحظ من التقارير الصادر عن مجموعة الأزمات الدولية ، وهي مؤسسة بحثية ، إن البلاد شهدت انتفاضتين مسلحتين ، وأربعة انقلابات ، وسبع حكومات وفترات التغيير الديمقراطي وسبب ذلك انتكاسات في منطقة ذات حدود مسامية ، وأزمة سياسية أو أمنية في بلد واحد وغالبا ما يشكل تهديدا خطيرا للدول المجاورة ، وقد استفادت من هذه الحدود الشبكات الإجرامية وتجار المخدرات ويقدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ، أن التدفقات الغير مشروعة الرئيسية المرتبطة بالأنشطة الإجرامية في منطقة الساحل بلغت 3.8 مليار $ سنويا .