فوائد قيام الليل والاستغفار
on- 2016-03-29 11:49:21
- 0
- 2870
امر الله تعالى نبيه الكريم صلّ الله عليه وسلم بقيام الليل في سورة المزمل { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } [المزمل: 1-4]. يعد قيام الليل من العبادات التي امرنا الله تعالى بها نظرًا لفضلها العظيم حيث قال الله تعالى : {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} سورة الاسراء من فضائل قيام الليل الكثير ان الله جل و على مدح اهل القيام بقوله تعالى : تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. قيام الليل من العبادات اللازمة للشخص نفسه من اجل التقرب إلى الله تعالى و طلب الحاجات و اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء و التوسل و الفضل الثاني انها من علامات المتقين لقوله تعالى عن المتقين ” كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ” كما انهم لا يستون عند الله لقولة تعالى ” أَمْ مَّنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ” و الفضل الخامس انها افضل من صلاة النهار في الحديث الصحيح الذي اخرجه الامام مسلم في صحيحة من حديث ابي هريرة عن النبي صلّ الله عليه وسلم افضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل كما ان قيام الليل من اسباب دخول الجنة روى الامام الترميذي في السنن عن عبد الله بن سلام قال ان النبي صلّ الله عليه وسلم قال اطعموا الطعام و صلوا الارحام و صلوا بالليل و الناس نيام تدخلوا الجنة بسلام كما ان قيام الليل شرف المؤمن ، قال النبي صلّ الله عليه وسلم أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الاخير من الليل و يقول هل من داع فأستجيب له هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فاغفر له .
من فضائل قيام الليل وصف اهل القيام بنعم الرجل كما انه من اسباب رحمة الله تعالى بعباده ، اوصنا النبي الكريم صلّ الله عليه وسلم بقيام الليل فقال ( عليكم و قيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم و قربة إلى الله تعالى و مكفرة للسيئات و منهاة عن الإثم و مطردة للدواء عن الجسد ) صدق رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، اخرج الشيخ الالباني قول الرسول صلّ الله عليه وسلم أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقة واعمل ما شئت فإنك مجزي بيه، واعلم أن شرف المؤمن قيامة بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس ،
ما هي الاسباب الميسرة لقيام الليل : عند ابي حامد الغزالي قال هناك اسباب ظاهرية و اخرى باطنية لقيام الليل اما الامور الظاهرية فهي :
- عدم الاكثار من الطعام و الشراب فيغلب المؤمن النوم.
- عدم ترك القيلولة لأنها تساعد على القيام بالليل .
- ترك الأوزار بالنهار لكي لا يحرمنا الله تعالى قيام الليل.
- سلامة القلب من الحقد و الغل من الاسباب الباطنية و التزام المؤمن و الخوف من الله تعالى .
ربط الله تعالى الاستغفار بسعة الرزق لقولة تعالى : ” فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا” امرنا الله تعالى بالاستغفار في اماكن القبول و طلب الغفران من الذنوب مدح الله تعالى المستغفرين لقولة تعالى ” وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ “ فسر ابن كثير قول الله تعالى على فضيلة الاستغفار وقت الاسحار ، كما ان الاستغفار من صفات المتقين لقوله تعالى في وصف المتقين {وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ“ و الاحاديث بالسنة النبوية عن فضل الاستغفار كثيرة في الحديث الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنه عن الرسول صلّ الله عليه وسلم قال ” من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب” صدق رسول الله صلّ الله عليه وسلم .