جاسم الساعدي.. السعودي الوحيد بفيلم أميركي عن السعودية

on
  • 2016-03-11 14:29:26
  • 0
  • 1281

بينما تترقب الأوساط الفنية في إبريل القادم، العرض الأول لفيلم أميركي جديد من بطولة الممثل الشهير "توم هانكس" والذي تتمحور قصته حول السعودية، وتم تصوير بعض من أجزائه بمدينة "جدة" الساحلية، تكمن مفارقة مثيرة للاهتمام وهي بأن كامل طاقم الفيلم من مخرجين ومصورين وموظفين، لم يكن بينهم إلا سعودي واحد فقط، وهو المخرج جاسم الساعدي.

الساعدي أوضح، أن تصوير الفيلم بمدينة جدة، اعتمد على تقنية "في اف اكس" وهو قالب معروف في صناعة الأفلام السينمائية، حيث يتم تصوير لقطات حية خارج سياق موقع التمثيل، ومن ثم يتم الدمج بين المشاهد بحيث يظهر الفيلم وكأنه تم تصويره بجدة،  أن هذه التقنية تُستخدم غالبا عند تعذر التصوير في البيئة الحقيقية، لكنها طبعا لن تكون متطابقة تماما مع المظهر العام، حيث سيكون هناك الكثير من الاختلافات.

جاسم الساعدي، الحاصل على الهندسة الميكانيكية من المانيا، غادر تخصصه في العام 2003 ليتجه إلى مجال صناعة الافلام، مبتدئا من الصفر، ثم تدرَج في اكتساب الخبرات والمهارات حتى أصبح في العام 2007 ، أحد أبرز المخرجين العاملين مع فرق التصوير الاجنبية، حيث ساعد في إخراج الفيلم الوثائقي (أين اسامة بن لادن) ، للمخرج مورغان سبيرلوك، كما ساعد في إخراج فيلم (الرحلة إلى مكة ..على خطى ابن بطوطة) وهو فيلم يصور رحلة معاصرة لفريضة الحج دوّنها ابن بطوطة في رحلته من المغرب إلى مكة المكرمة.

وعن سبب اختيار "توم هانكس" جدة للتصوير فيها، قال جاسم الساعدي إن قصة الفيلم مأخوذة أصلا من كتاب للمؤلف الأميركي "ديف إيغرز" حيث يتحدث الكتاب عن رجل أعمال أمريكي يُعاني من خسائر مادية نتيجةً للأزمة المالية في الولايات المتحدة، يقرر على إثرها السفر إلى السعودية المستقرة اقتصاديا، سعياً لتحسن أوضاعه المادية عن طريق بيع تقنية الـ"هولغرام" وهي تقنية يتم الاستعانة بها لبناء المدن الاقتصادية، وبالتالي فقد توجه رجل الاعمال الى مدينة جدة، حيث يتم إنشاء مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.

وكشف الساعدي، أنه تم توجيه الدعوة لعدد من الممثلين السعوديين للمشاركة في الفيلم، لكن الممثلين اعتذروا تخوفا من أن يكونوا محل اتهام بالمشاركة في تقديم صورة سلبية عن السعودية ، سيما أن أفلام هوليوود لديها تاريخ سيئ في هذا الصدد.

وقال الساعدي "أنا أتفهم قرارهم، لكن كيف سيتم تصحيح الصورة الخاطئة إن لم نصححها نحن عبر المشاركة، وأضاف "حتى توصل صورة إيجابية عن السعودية نحتاج 500 سعودي على الأقل يعملون في هوليوود، فالمقاطعة لن تجدي نفعا و لا بد من المشاركة حتى نتمكن من تحسين الصورة الخاطئة".

وقال الساعدي، إن الفيلم تم تصويره بين المغرب والمانيا، وأنه كان يحتاج 20 سعوديا على الاقل ليساعدوه سيما في متطلبات تصحيح الافكار الخاطئة كانت كثيرة، مضيفا "كنت أتواجد في أكثر من موقع للتصوير، تارة لتصحيح طريقة اللبس، وتارة لطريقة نطق اللغة، وتارة لإيضاح ثقافة المجتمع ، بل أحيانا لتصحيح طريقة أداء الممثلين للصلاة ، وتابع" حاولت بما أملك من صلاحيات وجهد فردي بتصحيح ما نسبته 20% على الاقل من الفظائع والاخطاء التي كانت سترتكب في الفيلم، بسبب جهل القائمين بطبيعة المجتمع السعودي وثقافته"

وبين جاسم الساعدي، أن مشاركته في الفيلم كمساعد لفريق الإخراج، ماهي إلا خطوة صغيرة ضمن رؤية مستقبلية طويلة المدى لتصحيح الصورة السالبة عن السعودية، وقال "أمامنا خطوات كثيرة، ولن تتغير الصورة النمطية ما لم نبادر نحن"، وأضاف "وجود توم هانكس سيجعل الفيلم يحظى بمتابعة كبيرة من جميع شرائح المجتمع الأميركي، وبغض النظر عن السلبيات الصغيرة في الفيلم، لكن الرؤية العامة أظهرت السعودي بمظهر المثقف و المتعلم، كما أكدت أنه رغم اختلاف الثقافات لابد ان نتعلم من بعضنا وأن لا نتعادى، وهو الدافع الذي جعله يشارك في الفيلم، بحسب تعبير جاسم.