مدينة الرياض
on
- 2016-02-22 16:29:04
- 0
- 5887
مدينة الرياض ، عاصمة المملكة ومدينة تاريخية عميقة الجذور ، هي اليوم حاضرة عالمية كبرى بسكانها ومرافقها وخـدماتها المتطورة ، فضلا عن مركزهـا السياسي و الاقتصادي و الحضاري ، ومن الناحية التاريخية فقد لعبت الرياض دورا بارزاً في تاريخ نجد عبر أكثر من ثلاثة قرون ، وكانت عاصمة الدولة السعودية الثانية في عهد الإمام تركي بن عبد الله عام 1240هـ ( 1824م) وعاد لها مجدها بعد استعادتها على يد الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ في الخامس من شوال 1319هـ ( 15 يناير 1902م) لتبدأ على أرضها صناعة التاريخ الحديث و نسيج الحضارة المعاصرة .
و اسم الرياض ، (جمع كلمـة روضة ) يعنى المكان الغنى بالحدائق و البسـاتين و قد عرف موقعها منذ القـدم بالخضرة ، حيث كانت تقوم مدينة حجر الغابرة التي عرفت باسـم ( خضراء حجر ) و بدأ اسم ( الرياض ) يطلق على هذه المدينة في القرن الثاني عشر الهجري ( الثامن عشر الميلادي ) .
نشأة حجر
تشير أقدم المراجع المدونة عن تاريخ المنطقة التي قامت عليها مدينة الرياض ( أي عـام 715 ق. م ) إلى وجود مدينة ( حجر ) التي ظلت عدة قرون عاصمة لإقليم ( اليمامة ) الذي يضم كـذلك العارض ـ و الحوطة ـ و الحريق ـ وسـدير ـ و المحمل ـ و الخـرج و الأفلاج ـ و غيرها . و يروى المؤرخون أن مدينة حجر هذه كانت تقع بين وادي الوتر المعروف اليوم باسم ( البطحاء ) و وادي العرض المعروف اليوم باسـم ( وادي حنيفة ) .
الجغرافيا و السكان
الرياض عاصمة المملكـة العربية السعودية تتوسـط كل مناطق المملكة ، و تقـع في الجزء الشرقي لقلب الجزيرة العربية ، على خط عرض ( 24.38) درجـة شمالا و خط طـول ( 46.43 ) درجة شرقا ، و على ارتفاع ( 600 ) متر تقريبا فوق سطح البحر و لقد كان موقعها الإستراتيجي و راء اختيارها عاصمة للبلاد و مقراً للحكومة .
المساحة :
في نصف قرن صنعت مدينة الرياض نهضتها العمرانية ، لتتحول من بلدة صغيرة تحيطها الأسوار ـ إلى مدينة عصرية تبلغ مساحتها 1800 كيلو متر مربع . و هو ما يعكس التوسع الكبير الذي حققته المدينة بعد أن خرجت عن أسوارها التاريخية .
المنـاخ
الرياض مدينة ذات مناخ قاري ، حيث يكون الطقس حارا و جافا في أشهر الصيف الطويلة و معتدلاً نهاراً و بارداً ليلاً في فصل الشتاء القصير ـ أما الأمطار فهي قليلة و تسقط في أماكن متفرقة من الرياض و يكون المطر مصحوبا في الغالب برياح و عواصف ، و يعتبر شهر أبريل أكثر الأشهر أمطاراً .
التضاريس
تقع مدينة الرياض في منطقة بعيدة من البحار خالية من أي بحيرات أو أنهار ، فهي تقع على هضبة الصفراء في منطقة نجد التي تمتد غرباً باتجاه سلسلة جبال ( طويق ) و شرقاً إلى حزام صحراء الدهناء ، و من المعالم الجغرافية المميزة لمدينة الرياض : ـ
1/ وادي حنيفة . 2/ وادي البطحاء .
3/ وادي اليسن . 4/ مجموعة التلال الصغيرة في الشرق
السـكان :
إن سكان مدينة الرياض يزدادون بمعدل مرتفع جداً ، منذ عام 1388هـ حيث تجاوز المعدل السنوي (9% ) ـ و قد كان عددهم في ذلك العام نحو 300 ألف نسمة و يبلغ عددهم في الوقت الحالي أكثر من 4.000.000 نسمة (أربعة ملايين نسمة ) و يتوقع أن يصل العدد إلى (6) ملايين نسمة عام 1427هـ 2006م و من هنا فإن مدينة الرياض تعد من أسرع المدن نموا في العالم ، و يتكون سكان المدينة من عائلات سعودية بنسبة نحو 65% وأخرى غير سعودية وعمالة وافدة بنسبة 35%. و تتألف مدينة الرياض من (150) حياً اعتمد في تقسيمها على عنصرين : المساحة وكثافة استعمالات الأراضي ، و تنتمي هذه الأحياء إلى (15) خمس عشرة بلدية فرعية تغطى النطاق العمراني لمدينة الرياض ، و تتبع كلها ( أمانة مدينة الرياض ) و هي :ـ
1/ البطحاء 2/ الجنوب 3/ الحاير 4/ الديرة 5/ الروضة6/ السلى 7/ الشمال 8/ عتيقة 9/ عرقة 10/ العريجاء11/ العليا 12/ المعذر 13/ الملز 14/ منفوحة 15/ النسيم .
و هناك بلدية الدرعية التاريخية التي تقع كذلك في نطاق المدينة و لكنها أصبحت محافظة مستقلة .
تطور المدينة:
لقد أدى التطور العمراني الكبير في المدينة ، و شبكات الطرق الجيدة و الاتصالات الكثيفة و الآمنة بالإضافة إلى وسائل النقل الجوى الحديثة إلى خلق حركة ديناميكية سريعة بين مدينة الرياض و مدن المملكة الأخرى ، و مع منطقة الخليج العربي و العالم ، مما يسهم بشكل مباشر في ازدياد نمو المدينة و بشكل سريع و متوازن . و من جهة أخرى عملت التنمية في الرياض على جذب السكان إليها من الداخل و الخارج مما ساعدها على تسريع مسيرتها التنموية .
المياه والكهرباء:
المياه :
لقد فرض نمو مدينة الرياض السريع الذي فاق في بعض مراحله توقعات الباحثين والمخططين ، على الجهات الإدارية و التخطيطية و الخدمية مهمة تدبير المياه الكافيـة وعندما فتح الملك عبد العزيز _ رحمه الله ـ مدينة الرياض كانت تغطى مساحة لا تبلغ كيلو متراً مربعاً واحداً و لا يتجاوز عدد سكانها 7000 نسمة ( سبعة آلاف نسمة ) و قد بلغ سكان المدينة الآن أربعة ملايين نسمة و بلغت مساحتها حوالي 1800كم2 ، و من ثم تضاعف استهلاك المياه في المدينة تباعا خلال نموها السريع ، وفي حين كان استهلاك المدينة من المياه عام 1388هـ لا يتجاوز 50000م3 في اليوم لتغطية احتياجات 400.000 نسمة يقيمون على رقعة عمرانية لا تتجاوز 100كلم 2 فقد بلغ الاستهلاك من المياه حالياً نحو 1.4 مليـون م3 في اليوم.
و من المصادر الرئيسية للمياه لمدينة الرياض مياه البحر المحلاة من محطة الجبيل على ساحل الخليج العربي و هي من أكبر محطات تحلية المياه في العالم ، و تمد مدينة الرياض بحوالي 830000 متر مكعب من المياه يومياً و ذلك يشكل 60% من حاجة المدينة من مياه الشرب ، بالإضافة إلى مياه الآبار العميقة و السطحية التي يتم تنقيتها ومزجها بمياه البحر المحلاة في عدد من المحطات داخل المدينة و حولها .
الكهرباء
دخلت الكهرباء مدينة الرياض عام 1371هـ / 1951م بعد إنشاء شركة كهرباء الرياض و بدئ بإنارة المساجد و القصور ، و رغم حداثة دخولها فإن إنتاج الكهرباء في المدينة وصل حوالي (2862 ) ميجاوات ـ و يوجد في مدينة الرياض خمس محطات لتوليد الكهرباء من ضمن ثماني محطات تابعة للشركة السعودية الموحدة بالمنطقة الوسطى من بينها أكبر محطة غازية لتوليد الكهرباء في العالم ، كما تجاوزت الطاقة المباعة عشرة ملايين ميجاوات / ساعة
المواصلات
تتمتع مدينة الرياض بشبكات حديثة من الطرق و الشوارع الداخلية ، و ترتبط بمختلف مناطق المملكة عبر شبكة جيدة من الطرق البرية ، و خط السكة الحديدية الذي يربطها بالمنطقة الشرقية ، كما يوفر مطارها الدولي فرصة اتصالها بالمدن الرئيسية بالمملكة و بجميع مناطق العالم ـ و قد تم تزويد الطرق الداخلية في المدينة بالتقاطعات و الجسور و الأنفاق و الإنـارة و التجميل و بعوامل السلامة و الأمان لمستخدميها ـ وتشمل الطرق الرئيسية في الرياض :
1/ المداخل الرئيسية للمدينة 2/ طريق الرياض الدائري 3/ المحاور الرئيسية العديدة بالمدينة
مطار الملك خالد
يعد مطار الملك خالد الدولي الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز عام 1404هـ / 1983م ـ باتساعه و إمكاناته ومرافقه و نشاطه الجوى و ملحقاته مدينة قائمة بذاتها ـ و يقع المطار على بعد ( 35 ) كيلو متراً شمال المدينة و يمتد على مساحة تبلغ ( 225 ) كيلو متر مربعاً ، و قد ألحقت بالمطار مدينة سكنية تستوعب أكثر من ألفين من موظفي المطار و عائلاتهم .
و هو مجهز لخدمة ( 18 ) مليون راكب سنوياً ، و قد روعيت في تصميمه قيم و ملامح التراث العربي و الإسلامي ، ويمثل مسجد المطار موقعاً بارزاً و متصل مباشرة بالصالات تعبيراً عن الأهميـة و المكانة التي يمثلها ، و هنـاك ( فنـدق المطار ) يشتمل على مائتين و خمسين غرفة .
النشاط الاقتصادي
يقدر الناتج المحلى للرياض حاليا بحوالي ( 60 ) بليون ريال ، حيث شهدت مدينة الرياض خلال العقود الثلاثة الماضية تطورا سريعا و تغيرا في هيكلها الاقتصادي نتيجة للتغيرات التي شهدها اقتصاد المملكة بشكل عام ، إلى جانب ما تختص به هذه المدينة من مميزات أبرزها مكانتها كعاصمة للمملكة ، فقد تضاعف الناتج المحلى الإجمالي للمملكة خلال هذه الفترة بأكثر من (20 ) ضعفاً ، و قد أسهمت عوامل عديدة في زيادة القدرات الاقتصادية لمدينة الرياض منها :
1ـ النمو السكاني الكبير 2ـ نمو الفرص الوظيفية
و يلعب القطاع الحكومي دورا هاماً في اقتصاد الرياض ، يتجلى ذلك في زيادة معدل التوظيف في القطاع الحكومي خلال العقد الماضي . و يسهم القطاع الخاص السعودي بحوالي (40%) من القيمة المضافة ، و من المنتظر أن يصبح هو القوة الأساسية للنمو الاقتصادي للبلاد في المستقبل القريب .
و بالنسبة لقطاع الصناعة فقد أكدت الخطط الخمسية على أن الصناعة أصبحت هي محور التنمية في المملكة ، و قد بلغ عـدد المصانع في مدينة الرياض عام 1418هـ ( 1998م) 924 مصنعاً جملة رؤوس أموالها نحو 25 مليار ريال ، و عدد عمالها نحو 87 ألفاً .