كيف تشجع نفسك و تعينها على قيام الليل ؟

on
  • 2016-02-11 13:44:30
  • 0
  • 1767

قيام الليل واحدة من الطاعات التي ترفع قدر المؤمن عند الله عز و جل , كما أن ثواب صلاة القيام عظيم و هى تساعد على إشاعة الطمأنينة في القلب , كما أنها من أفضل الطرق للتقرب من الله جل و على ففي قيام الليل يختلي العبد بربه بعيدًا عن أعين الناس فقد قال الرسول صلى الله عليه و سلم ” ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة فيقول: ” هل من دَاع فأَستجيب لَه ، هل من سائل فأُعطِيه ، هل من مستغفِر فأَغفِر لَه ، حتى يطلُع الفجر” .

كيف تشجع نفسك و تعينها على قيام الليل ؟
1- الإخلاص لله تعالى فكلما كان الإخلاص قويا زادت قدرت العبد على الطاعات و القربات الى الله جل و على .
2- إستشعار ان الله يدعوك الى القيام فلك ان تتخيل عندما يطلبك مولاك للقيام و تشعر بذلك لابد و ان تطيع بشكل أكثر يسرًا .
3- معرفة فضل قيام الليل فقد روى ابو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ” أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل ، وأفضل الصيام بعد شهر رمضان صيام شهر الله المحرم ” , و عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” أحب الصلاة إلى الله صلاة داود ، وأحب الصيام إلى الله صيام داود ، كان ينام نصف الليل ، ويقوم ثلثه ، وينام سدسه ، ويصوم يوماً ويفطر يوماً” .
4- النوم على الجانب الايمن كان النبي صلى الله عليه وسلم دائمًا يدعو الأمة الى النوم على الجانب الايمن حيث روى ابو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليفضه بداخلة إزاره ، فإنه لا يدري ما خلّفه عليه ، ثم ليضطجع على شقه الأيمن ، ثم ليقل باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ” , وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن ” متفق عليه ، وعن حفصة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه جعل يده اليمنى تحت خده الأيمن ” .
5- تأمل في حال اسلف الصالح فكم كانوا يتلذذون و يفرحون بقيام الليل قال عبد الله بن وهب “كل ملذوذ إنما له لذة واحدة ، إلا العبادة ، فإن لها ثلاث لذات : إذا كنت فيها ، وإذا تذكّرتها ، وإذا أعطيت ثوابها ” , وقال محمد بن المنكدر “ما بقي من لذات الدنيا إلا ثلاث : قيام الليل ، ولقاء الإخوان ، والصلاة في جماعة” , وقال العلامة ابن عبد الهادي يصف قيام شيخ الإسلام ابن تيمية “وكان في ليله منفرداً عن الناس كلهم خالياً بربه ، ضارعاً مواظباً على تلاوة القرآن ، مكرراً لأنواع التعبدات الليلية والنهارية ، وكان إذا دخل في الصلاة ترتعد فرائصه وأعضاؤه حتى يميل يمنة ويسرة” , وقال ابن رجب في شيخه الإمام ابن القيم “وكان ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية القصوى ، ولم أشاهد مثله في عبادته وعلمه بالقرآن والحديث وحقائق الإيمان” .
6- النوم على طهارة عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ما من مسلم يبيت على ذكر طاهراً فيتعارّ من الليل ، فيسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه ” , وجاء من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” طهّروا هذه الأجساد طهركم الله ، فإنه ليس عبد يبيت طاهراً إلا بات معه في شعاره ملك ، لا يتقلب ساعة من الليل إلا قال , اللهم اغفر لعبدك ، فإنه بات طاهراً ” .
7- التبكير في النوم واحدة من الخصال الحميدة المحافظة على النوم مبكرًا و من أكثر العادات التي تساعدك في المحافظة على صحتك الجسدية و العقلية , كما أنها من وصايا الرسول صلى الله عليه و سلم , قال ابو برزة الأسلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم “كان يستحب أن يؤخر العشاء ، وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها ” , و للمساعة على النوم يج إختيار الفراش المناسب للنوم على أن لا يكون الفراش مبالغ في حشوه و ناعم حيث أن هذا الفراش يساعد على كثرة النوم و الكسل فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت ” كانت وسادة النبي صلى الله عليه وسلم التي ينام عليها بالليل من أدم حشوها ليف” .

 

8- المحافظة على الأذكار قبل النوم فهى تمثل حصن المؤمن من الشيطان و معين على القيام و من هذه الأذكار ما ورد عن ابي هريرة رصي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم ” إذا أوى أحدكم إلى فراشه ، فلينفضه بداخلة إزاره ، فإنه لا يدري ما خلّفه عليه ، ثم ليضطجع على شقّه الأيمن ، ثم ليقل : باسمك ربي وضعت جنبي ، وبك أرفعه ، إن أمسكت نفسي فارحمها ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين” , عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم “كان اذا أوى الى فراشه كل ليلى جمع كفيه ، ثم نفث فيهما يقرأ (قل هو الله أحد) و (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات” , عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ” , وعن أنس بن مالك رضي الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال ” الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا ، وكفانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي له ” , وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه وقصة الشيطان معه “قال له إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي (الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) حتى تختمها ، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، فذكر ذلك أبو هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له , صدقك وهو كذوب ” , وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم “قال لابنته فاطمة رضي الله عنها لما جاءت إليه تطلب منه خادماً ، فقال لها ولعلي ألا أدلكما على خير لكما من خادم ،إذا أويتما إلى فراشكما ، فسبّحا ثلاثاً وثلاثين ، واحمدا ثلاثاً وثلاثين ، وكبرا أربعاً وثلاثين ، فإنه خير لكما من خادم” , عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” اقرأ ( قل يا أيها الكافرون) عند منامك ، فإنها براءة من الشرك ” رواه البيهقي , وعن حفصة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم “كان إذا أخذ مضجعه جعل يده اليمنى تحت خده الأيمن وقال , رب قني عذابك يوم تبعث عبادك ” رواه أبو داود ، وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إذا أتيت إلى مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن ، ثم قل اللهم أسلمت نفسي إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبنبيك الذي أرسلت ، فإن متّ متّ على الفطرة ، واجعلهن آخر ما تقول ” .
9- المحافظة على نوم القيلولة و تكون اما قبل الظهر او بعده عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” قيلوا فإن الشياطين لا تقيل ”
10- الابتعاد عن الإكثار من الاكل و الشراب حيث أنها تمثل واحد من العوائق على قيام الليل , قال سفيان الثوري “عليكم بقلة الأكل ، تملكوا قيام الليل” , ورأى معقل بن حبيب قوماً يأكلون كثيراً فقال “ما نرى أصحابنا يريدون أن يصلوا الليلة” , وقال وهب بن منبه “ليس من بني آدم أحب إلى شيطانه من الأكول النوام” .
11- مجاهدة النفس فالنفس البشرية بطبعها أمارة بالسوء و الإنصات لها يوردك موارد الهلاك , لذا يجب أن تعمل على مجاهدة النفس ,عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” المجاهد من جاهد نفسه في الله ” .
12- تجنب المعاصي و الذنوب فمن اراد أن ينال الشرف بمناجاة الله في جوف الليل يجب أن يجتنب المعاصي و الذنوب ، قال رجل لإبراهيم بن أدهم : إني لا أقدر على قيام الليل فصف لي دواء ؟ فقال لا تعصه بالنهار ، وهو يقيمك بين يديه في الليل ، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف ، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف .
13- محاسبة النفس على ترك القيام فالمحاسبة تدل على أن الإنسان مازال به الخير قال الإمام ابن القيم “فإذا كان العبد مسئولاً ومحاسباً على كل شيء حتى على سمعه وبصره وقلبه كما قال تعالى ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً ) فهو حقيق أن يحاسب نفسه قبل أن يناقش الحساب” .

إن قيام الليل من السنن المؤكدة التي حثنا الرسول صلى الله عليه و سلم على القيام بها “عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ، ومقربة إلى ربكم ، ومكفرة للسيئات ، ومنهاة عن الإثم مطردة للداء عن الجسد ” .