معاهدة سان ستيفانو بين روسيا والإمبراطورية العثمانية
on- 2016-01-30 12:05:03
- 0
- 2152
معاهدة سان ستيفانو هي المعاهدة التي وقعت بين روسيا والإمبراطورية العثمانية في سان ستيفانو ، وهي المعاهدة الأولي لسان ستيفانو بقرية غرب القسطنطينية .
تنص المعاهدة على إنشاء إمارة مستقلة في بلغاريا بعد استمرار الهيمنة العثمانية إلى ما يقرب من 500 عاما ، وتم الأحتفال بتوقيع المعاهدة في ” 3 مارس ” ، وأصبح عيد التحرير في بلغاريا . ومع ذلك ، كانت بلغاريا الموسعة قلقه من الدول المجاورة وكذلك من فرنسا وبريطانيا العظمى ، ونتيجة لذلك ، لم يتم تنفيذها ، وحلت محلها معاهدة برلين عقب المؤتمر الذي يحمل نفس الاسم والذي وقع بعد ثلاثة أشهر من معاهدة سان ستيفانو ، في الجزيرة الوعرة في جزر شيتلاند الجنوبية ويسمى القطب الجنوبي .
معلومات عن معاهدة سان ستيفانو
عقدت معاهدة سان ستيفانو ، في ” 3 مارس لعام 1878 ” ، وكانت التسوية السلمية التي فرضت على الحكومة العثمانية من قبل روسيا في ختام الحرب الروسية التركية لعام 1877-1878، والتي تنص على التصرف الجديد للمحافظات الأوروبية من الدولة العثمانية التي كانت سوف لتنهي السيطرة التركية الفعلية على منطقة البلقان إذا لم يتم تعديل أحكامه ، وأنشئت الأمارة البلغارية المستقلة ، التي شملت أكثر من مقدونيا وتمتد إلى نهر الدانوب ومن بحر إيجه إلى البحر الأسود ، وتم الاعتراف باستقلال صربيا والجبل الأسود ، ورومانيا ، وتم تحديدها كحدود لصربيا والجبل الأسود بحيث تكون متجاورة ، في حين اضطرت رومانيا للتنازل عن جنوب بسربيا إلى روسيا ، علي أن تكونDobrudja لـ البوسنة والهرسك المستقلة ، وتم التنازل عن أجزاء من تركيا لروسيا ، وأعطي السلطان العثماني ضمانات لأمن رعاياه المسيحيين .
تعرف على : حقائق و تفاصيل حرب البوسنة
وقد عارضت المعاهدة كل من النمسا-المجر، الذين كرهوا تشجيع القومية السلافية ، ومن قبلهم البريطانيين ، الذين خشوا من أن تصبح الدولة البلغارية الجديدة كقاعده للأقمار الصناعية الروسية ، وعلى هذا النحو ، أرسل تهديدا الى اسطنبول فضلا عن النفوذ الروسي في شرق البحر الأبيض المتوسط ، وتم تعديل المعاهدة ببنود معاهدة برلين ، الذي تم التوقيع عليه في وقت لاحق بأربعة أشهر في 13 يوليو / تموز .
معاهدة سان ستيفانو ، وقعت في 3 مارس 1878، وانتهت الحرب الروسية التركية :
في 31 يناير 1878، مع انتصار الروس على تركيا ، وافقت الأطراف المتحاربة على الهدنة في أدرنة ، وتلاها مفاوضات السلام في سان ستيفانو ، وهي قرية بالقرب من ، هناك لكونت نيكولاي بافلوفيتشIالقسطنطينية حيث عقد السفير السابق بورتر ، المعاهدة مع الباشا وتم وضع الشروط النهائية للتوقيع يوم 3 مارس .
وفقا لذلك ، وافقت تركيا علي دفع تعويضات بحوالي 1 .41 مليار روبل ، منها 1.1 بليون سيلغى عند التنازل لروسيا وعن جزء من آسيا الصغرى لتشمل أردهان ، كارس ، باتومي، وبايزيد، في البلقان، بتنازل Dobrudja ودلتا نهر الدانوب من روسيا للنقل النهائي لرومانيا ، في مقابل الأتفاق مع رومانيا للاحتلال الروسي بجنوب بسربيا ، مع الساحل على البحر المتوسط ، وظلت بلغاريا تحت السيطرة التركية الاسمية ، بينما حصل كل من البوسنة والهرسك علي الحكم الذاتي ، وحصلت رومانيا ، وصربيا ، والجبل الأسود علي استقلالها ، جنبا إلى جنب مع التوسع الإقليمي .
وأصبحت تركيا ملزمة بشكل صارم لمراقبة التنازلات من أجل المشاركة المحلية في الحكومة التي كانت متأصلة في النظام الأساسي للعام 1868 في جزيرة كريت ، والأنظمة المشابهة التي سيتم تنفيذها في تساليا وألبانيا ، وبدأ الباب العالي أيضا بإدخال إصلاحات في أرمينيا التركية . .
ودخلت معاهدة سان ستيفانو رسميا حيز التنفيذ في 16 مارس 1878، ولكن المعارضة المنسقة من بريطانيا العظمى والنمسا-المجر، جنبا إلى جنب مع العزلة الدبلوماسية المتنامية في روسيا ، يعني أن الاتفاق لا يزال موقفا ، وقد خضع لأحكامه الرئيسية بعد مراجعة جوهرية في مؤتمر برلين في يوليو 1878 .
وعلى الرغم من تقلص مؤتمر برلين إلى حد كبير على الإمارة البلغارية ، واحتفظت معاهدة سان ستيفانو بالعقوبات ورسميا بتحرير بلغاريا من الحكم العثماني وظهور الدولة القومية . وبالتوقيع على معاهدة سان ستيفانو في 3 مارس ، 1878، تميزت بنهاية الحرب الروسية التركية حتي جاءت روسيا في دعم حركة تحرير الشعوب السلافية الشقيقه . وبالتالي ، وضعت حدا لنير العثمانيين في البلقان ، ونتيجة لذلك ظهرت الدولة الجديدة – الإمارة البلغارية على خريطة أوروبا ، الى جانب ذلك ، تم منح الاستقلال لصربيا والجبل الأسود ورومانيا .
وتم قمع تمرد الشعب الذي اندلع في بلغاريا في عام 1876 من قبل السلطات التركية بقسوة لم يسبق لها مثيل ، حيث تم إبادة عشرات الآلاف من البلغار ، وتجريف قراهم على الأرض ، وتقديم كل من الصرب والجبل الأسود يد العون لجيرانها ، وبعد فترة وجيزة ذهب عدد من المتطوعين الروسي إلى صربيا ، وبالجهود الدبلوماسية من روسيا ودول أوروبية أخرى تم التسوية السلمية للأزمة في البلقان ، وفي أبريل عام 1877 وقع القيصر الكسندر الثاني على وثيقة حول الحرب ضد الدولة العثمانية ، وباحث كبير في معهد الدراسات السلافية التابع لأكاديمية العلوم الروسية بيوتر اسكندروف يقول :
“إن الحماس الوطني ، والناجم عن نجاح الأسلحة الروسية في تحرير الشعوب السلافية والأرثوذكسية الشقيقة ، لم يسبق له مثيل ، وحدث شيء مماثل خلال حروب نابليون في القرن ال19، ولكن في ذلك الوقت دافعت روسيا عن استقلالها بينما خلال الحرب الروسية التركية ، كانت لأول مرة في تاريخ أوروبا ، تعرض روسيا المساعدة للشعوب السلافية الأخرى الذين عقدوا العزم على التخلص من نيران العثمانيين “
وبعد 10 أشهر من القتال الشرس اقتربت القوات الروسية من سان ستيفانو وهي بلدة صغيرة ، وتقع على طول بحر مرمرة ، وليست بعيده عن اسطنبول ، والمؤرخ ، سيرغي كابوستين ، يقول :
“أنه بحلول ذلك الوقت في أوسع نهر في أوروبا – نهر الدانوب – اضطرت بالفعل التغلب على ممر شيبكا ، واستولت على حصن بليفين بصوفيا وتم تحرير بعض المدن الأرثوذكسية الأخرى وبمعاهدة السلام التي تنظم العلاقات بين الإمبراطورية العثمانية ، تم توقيع أوروبا الجديدة في سان ستيفانو علي ضم 3 دول جديدة – بلغاريا ، رومانيا ، صربيا ، والجبل الأسود الذي خرج الى حيز الوجود وكان هذا غير مسبوق وبالتالي ، تم وفاء روسيا بمهمتها في تلك الحرب .
كان أكثر من 100،000 جندي روسي قتلوا في الكفاح من أجل الاستقلال في بلغاريا ، و تخلد ذكراهم الكاتدرائية الضخمة – كاتدرائية ألكسندر نيفسكي -التي بنيت في صوفيا ، ومئات من المعالم الأثرية واللوحات النصب التذكاري للجنود المحرر تم الحفاظ عليها بشكل جيد في بلغاريا . هناك أيضا قرى تقوم بتكريم القادة الروس المشهورين – Skobelevo، Dragomirovo، وIgnatiyevo وهناك نصب تذكاري للقيصر الكسندر الثاني المحرر على الساحة المركزية في صوفيا التي تم استعادتها منذ ذمن قليل .
وكان رد الفعل القوى ، وخاصة من رئيس الوزراء البريطاني بنيامين دزرائيلي ، غير راضين عن هذا التمديد من السلطة الروسية ، ويخشى صربيا من إنشاء بلغاريا الكبرى الذي من شأنه أن يضر بمصالحها في التراث العثماني ، ودفعت هذه الأسباب القوى العظمى للحصول على مراجعة المعاهدة في مؤتمر برلين من خلال معاهدة برلين .حيث ساهمت رومانيا إلى حد كبير في انتصار الروس في الحرب ، والجمهور الروماني ينظر لبعض أحكامه إلى روسيا لكسر معاهدات ما قبل الحرب الروسية الرومانية التي تضمن سلامة الأراضي الرومانية . وأعرب عن خيبة النمسا-المجر من المعاهدة بعد أن فشلت في توسيع نفوذها في البوسنة والهرسك .