مهرجان الحارة المكية .. رحلة عبر الزمن
on- 2016-01-30 11:56:19
- 0
- 1738
لا شك أن للمهرجانات الثقافية دورٌ هام في نشر الثقافة والتعريف بالتراث في مختلف البلدان، كما أنها تعتبر بمثابة عوامل جذب سياحي، إذا ما حظيت بالاهتمام الذي يُعلي من شأنها، ومن جانبها تهتم المملكة العربية السعودية بتنظيم المهرجانات على اختلاف أنواعها بصورة دورية، وأشهرها على الاطلاق مهرجان الجنادرية التراثي الذي يقام بالعاصمة الرياض منذ عام 1405هـ، وتضم قائمة المهرجانات السعودية أيضًا: مهرجان جدة التاريخية ، ومهرجان أضواء المدينة، ومهرجان قرية رجال ألمع، ومهرجان الحارة المكية،
مهرجان الحارة المكية :
هو عبارة عن مهرجان سنوي اجتماعي وتراثي وثقافي وترفيهي تنظمه أمانة مكة العاصمة المقدسة بالمملكة. شيد له مكان مخصص بموقف حجز السيارات على طريق مكة – جدة، ويهدف لإبراز تفاصيل الحارة المكية القديمة ببساطتها التي كانت تتمتع بها قبل نحو 200 عام، من كافة الجوانب الثقافية والحرفية والفنية والتراثية، ويقوم باستقبال الآلاف من المواطنين والمعتمرين والزائرين، لمدة عشرة أيام هي مدته، ليطلعوا على تراث أطهر بقاع الأرض، من خلال الأنشطة الربيعية والفعاليات المسرحية التي يقدمها إلى جانب الأسواق الشعبية والفلكلور الغنائي.
البداية :
قبل ما يزيد على ثلاث سنوات أعرب المسئولون بأمانة مكة عن رغبتهم في أن يكون هناك مهرجان ثقافي ضخم يمكن من خلاله توصيل الصورة الصحيحة للحياة بمكة قبل قرنين من الزمان، فتمت الاستعانة بمؤرخين ومثقفين من كبار السن كالمهندس مروان فطاني ومحمد العطاس وطارق سندي وصديق واصل، لتصميم شكل يشبه الحارة القديمة في مختلف النواحي بما تتضمنه من مهن وحرف كعامل النحاس والخطاط وبائع الكتب والفران والعطار والنجار والحداد وصانع الأحذية والرسام والنقاش والقماش وبائعي الآيس كريم والسوبيا والبليلة والسمن والتميس، ونقل صورة حية عن حياة الناس البسيطة في ذلك الوقت، وهو العمل الذي استغرق تنفيذه نحو عامين.
الهدف :
يهدف المهرجان بخلاف الجوانب الترفيهية والسياحية والتسويقية والثقافية والمعرفية له إلى تأصيل العادات الجميلة في المجتمع المكي، والربط بين طابع الحارة قديمًا والحياة الحديثة المعاصرة، بشكل مبهج وشيق للزوار، إلى جانب إبراز الموروث المكي كحسن الضيافة ورحابة الصدر، واحترام الكبير والعطف على الصغير.
فعاليات المهرجان :
يتضمن مهرجان الحارة المكية مجموعة من الفعاليات المتميزة من بينها مرسم للفن التشكيلي للأطفال، بالإضافة لمعرض للفنون التشكيلية للكبار، ومسرح يقدم بعض المجسات والوصلات الشعبية التراثية الحجازية الأصيلة التي يتخللها بعض الرقصات، ومعرض للحرف اليدوية كالمشغولات والمنسوجات والملابس يتم بيعها للجمهور، ومتحف للبيت المكي، وآخر يضم صورًا فوتوغرافية لمكة القديمة، كما وفر القائمون عليه أماكن لجلوس الزوار وبعض المطاعم التي تقدم المأكولات الشعبية.
مشاهد من النسخة الأخيرة للمهرجان :
بائع للكتب يقف في زاوية أمام رصة من الكتب يروي للناس أهمية القراءة والإطلاع، وإلى جواره خطاط الحارة المكية، الذي نقش بخط يده عبارات لبعض الحكم والأمثال مزينة بالزخارف الهندسية والإسلامية، وعلى يساره نحاس يقوم بتلميع الأواني النحاسية، وفي وسط البيت المكي فتاة تشرح للزوار الأجهزة التي كانت تستخدم في المنزل قديمًا، وكيف كان يتم حفظ الملابس في صناديق من الخشب.
وعلى الرصيف المقابل فران يخبز ويقدم الخبز الساخن للزوار، وعلى مقربة منه قهوجي يقدم لهم معه الشاي اللذيذ، وفي الزاوية نجار يدق المسامير، ورسامٌ مستغرق في رسم لوحة فنية جميلة.
قالوا عنه :
الدكتور فيصل الشريف مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمكة يرى أن المهرجان يبرز كيف أسهمت حكومة المملكة في الحفاظ على الموروثات المكية وعملت في ذات الوقت على التنمية والتطوير العمراني الذي نشهده الأن